في إحدى قرى الصعيد؛ حيث الأصالة و-أيضًا- التقاليد والعادات العمياء؛ كالأخذ بالثأر،التي لا ينقطع فيها سلسال الدم، فقد أخذت الكثير من الأبرياء.
الشيخ (جاد المولى) من شيوخ البلد، يجلس في مجالسهم ليفض النزاع بين أي عائلة وأخرى:
- جولت إيه يا (قدْري) يا ولدي مش هينهيها غير النسب.
تنحنح قدرى كبير عائلة المنشاوي وقال بعدما تشاور مع رجال عائلته:
- والله الجول جولك يا شيخنا، الكلام عندِيهم هما.
تطلع الشيخ بدوره على(مرعي) كبير عائلة العزايزة وقال:
- جُولت إيه يا مرعي بيه ؟!
وزع مرعي نظراته بين أخوته، وقال بعدما وضع يديه على عصاه:
- اللي هتجول عليه يا شيخنا أني موافج عليه.
أومأ لهم الشيخ برضا وقال:
-طيب بينا نجروا الفاتحة.
قراءوا جميعًا الفاتحة وبعدها تابع الشيخ قائلًا:
- وإن شاء العروسة تبجي مين في بناتكم.
تكلم مرعي، بعدما رمق اخوته بعينه؛ بإلا يعترض عليه أحد:
- العروسة تبجي..... بنت أخوي صدجي، هي مَوِچوِدِةّ فِّيِّ مصر، وإن شاء الله، هنسافرو ونچبوها.
"بأذن الله.. قالها الشيخ، ثم التفت ل قدري يسأله:
- جولي يا قدري يا ولدي، العريس هيكون مين من عنديكم؟
أجابه قدري بثبات:
- هاشم واد عمي حربي الله يرحمه.
- الله يرحمه.
رددها الجميع فتوجه الشيخ إليهم جميعا وقال:
- على خيرة الله چهزوا حالكوا يا منشاوية، وأنتوا كمان يا عزايزة، تجهزوا حالكوا، بكفيانا خراب وموت ودم.
قدموا المشيئة، فنهض قدري أولًا ليستأذن منهم، فقام الجميع لتحيته في تبجيل ،وبعد انصرافه قال الشيخ:
- تچيب البت يا مرعي بيه، معاوزشي كلام وحديت، إحنا ماصدجنا أنهم وافجوا.
طمئنه مرعي مؤكدًا:
- اطمن يا شيخنا ، أني هسافر بنفسي واچيبها"