الفصل الخمسين

1.1K 101 265
                                    

للكوابيس دائماً منطق ، هي طالما كانت تمس بنا نقاط ما استطعنا تخطيها يوماً ...

أشياء أو أحداث و ربما أشخاص حتى نتمنى لو كان بإمكاننا العودة لمنع تواجدنا كأدنى حال !

أن نهرب بعيداً عن أياً كان مُسبب الألم أو الخوف لنا ، فكيف هو حال ذاك الذي وجد نفسه غارق بأكثر كابوس يُعاني منه ؟

أكثر ما أرعبه بِحياته ليس للموقف فقط بل لأنه كاد يفقد ثقته و حُبه لأكثر شخص يعني له بهذه الحياة ...

كاد يُقابل كل عطاياه بالرحيل تاركاً إياه وحيداً ليزيد ذلك من إنغلاقه على ذاته ! ، و رغم ذلك لاتزال تبعات شعوره بالخوف حاضرة مُتجاهلة عدد السنوات التي مرت بالفعل و التي يُفترض بها محو كل ذلك !! ...

و هُناك على إحدى شُرفات القصر الواسعة حيث ملئ الضجيج المكان وقف رجل بدى بعقده الثالث بِخُصلات حملت لون الكرميل الممزوج بالبُني الفاتح ، أعيُنه القُرمزية بدى و كأنها تجمع الخبث بأسره بداخلها حيث وضع كِلتا يداه على ذلك الطفل ذو السادسة من العُمر يهمس بأذنه :" عزيزي ويل ، لا داعي للخوف مني فأنا لا أود إيذائك حتى و لن أفعل ، كل ما أرغب به هو أن ترى بنفسك مدى وحشية ذلك الذي تتشبث به "

ابتسامة كريهة مليئة بالشر اتسعت على شفتيه بينما يُردف :" يدعي دائماً أنه لطيف صحيح ؟ لكنه ليس كذلك مطلقاً ، هو هنا لقتلي و قتل كل من يُحبني و يوماً ما عندما يشعر بالملل منك سيقوم بقتلك بذات الطريقة "

علامات الرفض بدت واضحة على الصغير الذي انتفض مُبعداً يداه عنه يلتفت إليه هاتفاً باستياء تام :" غير صحيح ! أخي جيسي ليس كذلك ، هو شخص مذهل و رحيم ، و لن يقوم بقتل أحد دون سبب ، ثم أنت قتلت والداي و الآن قمت بخطفي "

و المعني رمش عدة مرات قبل أن يميل برأسه :" خطف ؟! أنا هنا أحاول إنقاذك ، ذلك الشخص ليس كما تقول عنه و سترى بأعينك "

أكمل كلماته بينما ارتسمت ملامح بريئة على وجهه :" بالنهاية أنت فقط من سيندم على ذلك ! عندما هو يقوم بقتلك أو يخطفك شخص شرير لِعقابه هو على أفعاله بك "

وجه الأصغر عكس كل ما تعنيه كلمة الرفض و الاشمئزاز من الواقف رفقته الآن !

هو يثق بشقيقه و أعمامه بالفعل ، عدة دقائق مضت قبل أن يُعيد بصره للساحة بالأسفل حيث الضجيج المُرتفع فالقلعة تتعرض للهجوم بالفعل من قِبل أنصار أسرة كروغر الحاكمة ذات الدِماء المُميزة و التي رغب الحاكم الحالي بإبادتها كُلياً بِحجة عدم العدل بامتلاك أسرة لمزايا لا يمتلكها البقية ...

سار خلف عبارات منمقة مثل الحرية و المساواة بين الجميع هاتفاً بهم بأن وجود حاكم منهم بلا أي مزايا و قوى لا يملكونها هم يجعلهم أكثر إطمئناناً .!.

Deadly Battle**المعركة المميتة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن