الفصل السادس و الأربعين

2.3K 188 149
                                    

خطواته توقفت أمام وادٍ عميق بينما بصره بكل ذبول اتجه للأسفل ، هو أطلق تنهيدة ما أظهرت مدى اليأس و الألم الذي يُحيط بقلبه ، ليس و كأن ذاك كافٍ بل ازداد الأمر بشعوره بفراغ تام بأعماقه !

يده رفعها يضعها على قلبه النابض بسرعة جنونية مُطالباً إياه بالهدوء ، رأسه كان منخفضاً بحيث ما كانت ملامحه ظاهرة !.

و رغم ذلك يده اشتدت ينطق بنبرة حادة رغم هدوئها :" أقسم أنه إن حاول أي أحد الاقتراب سألقي بنفسي من هنا فقط ! "

و شهقة مرعوبة صدرت من زاك الذي توقفت خطواته تماماً كما فعل الثلاثة الذين معه إلا أنه نطق بألم :" أميري ؟ "

عض المعني على شفتيه بينما رفع رأسه يحدق به بنوع من الشراسة هاتفاً بحنق :" ماذا تريد الآن ؟ أي نوع من الصعوبة هو هذا الذي يمكنك من خلاله عدم فهم عبارة لا تقترب ! أغرب بل جميعكم لتفعلوا لا أريد رؤية أي أحد ليذهب كل منكم لمن ينتمي إليه بدلاً من إزعاجي "

اختتم عبارته يشيح بوجهه عنهم مُعطياً إياهم ظهره فدموعه انهمرت دون إرادة منه ، زاك رغب بالتقدم و احتضانه إلا أن توأمه نطق بهدوء رغم الانزعاج البادي على ملامحه :" هو غاضب الآن زاك من الأفضل ربما تركه و شأنه موافق ؟ "

شهق المعني باعتراض تام فلماذا يجدر بهم ترك أميره بحال كهذه ؟ و لأنه غاضب فقط ؟ أهذا سبب حتى ؟ هو حدق بعدها كما ويل بريكايل الذي كان يحدق بظهر توأمه قبل أن ينتبه اليهم لينطق بابتسامة حزينة :" زاك استمع لشقيقك الآن ، لن يجدي الحديث معه و هو غاضب هكذا ! "

هو بعدها وضع يده على شعر سيده يبعثره ليومأ إيجاباً حيث وجدوا أنفسهم يضطرون للانسحاب ربما ؟

و صوت خطواتهم تلك جعلت الأمير يجلس على إحدى الصخور يضع رأسه بين يديه غير قادر على استيعاب دموعه التي انفجرت فجأة ! ، بحق الإله هو لم يبكي هكذا عندما فقد شقيقته ! بل منذ سنوات طويلة للغاية إذاً أهذه هي نهاية صبره ؟

هو طلب ذهابهم ألم يفعل ؟ إذاً لما شعر بأن دموعه ازدادت بتلك اللحظة التي شعر بها بخطواتهم تبتعد !؟ إلى أي حد يود أن يكون مثيراً للشفقة ؟ بل ربما ما آلمه هو رحيل اثنان من أصل أربعة ؟!

لطالما كان مُحاطاً بهم ، هو بجدية ما أدرك يوماً طعم الوحدة مهما كانت لذا لم يعلم من قبل كم هي مؤلمة ! ، لكنه الآن غرق بأعمق نقطة بها .

دون سابق إنذار وجد نفسه يفقدهم واحداً تلو الآخر فاقداً جزء كبير من نفسه معهم ، لما عليه العودة للوطن ؟! و أي وطن هو هذا الذي سيجده دون رفاقه ؟!

بحق الإله ألم تكن أسرته الصغيرة هي وطنه ؟ و الآن من سيستقبله بكل صباح بابتسامة هادئة ؟ يتفقد ملامحه باحثاً عن الألم أو الانزعاج بها ؟ من هي التي ستقتحم مكتبه تثير به الضجة بينما ابتسامتها الواسعة و ضحكاتها تحمل الكثير من كآبة و رتابة العمل ؟

Deadly Battle**المعركة المميتة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن