الفصل الرابع و الثلاثون

3K 233 104
                                    

لا أحد منهم كان قادراً على قراءة الوقت ، بل ربما ما فكر أحدهم به ، كُل منهم اتخذ زاوية ما يجلس بها بصمت شديد ، لم يستطع أحد أن يبدأ بنقاش ما خاصة مع تلك الأجواء التي تُحيط بهم .

ريك جلس بمفرده تماماً بزاوية بعيدة نسبياً عن الجميع ، هو أسند ظهره للحائط خلفه , هو حتى ما ضم جسده لنفسه بما أنه يراها مُذنبة و بشدة , وجهه كان شاحب كما الأموات أو أسوء ، هو يرفض تقبل ما حدث تماماً , إحدى يديه إستقرت فوق قلبه تقريباً تشد عليه بقوة لا يدرك أفعل هذ رغبة منه بالتخفيف بهذا عن نفسه أم إقتلاعه و تأنيبه على تقصيره ؟

كيف يفترض به تقبل أن شقيقته الصغرى قد قُتلت بكل هذه السهولة ؟! لكن حتى و إن بكى أو صرخ بل لو قام بتحطيم المكان بأكمله أيعيدها إليه ؟! أيمكن لدموعه أو دمائه إعادتها ؟ لحظات من الغضب القاتل و الألم الحارق أتجعلها تعود إليه لتحدق به بنظرتها القلقة المُعتادة أو ابتسامتها الواسعة ؟!

أليس هو الوغد الذي صرخ بها بآخر مرة كان غاضباً بقصرهم و كل ما فعلته هو القلق عليه ؟ ماذا يفعل لإعادتها إليه ؟ كيف له أن يمضي للأمام و هو يدرك تمام المعرفة بأنها ما عادت متواجدة ؟ إن كُتب له العودة للقصر كيف سيتمكن من دخوله دون أن يجدها بإستقباله بإبتسامة واسعة قبل أن تبدأ بعتابه بقوة شديدة لإنه تركها وحدها ؟

ضرب على صدره بقوة خفيفة و هو يتوسل لجسده بأن يستجيب لألمه و حزنه , هذا أكثر مما يمكنه إحتماله وحده , أكثر بكثير من قدرته و من كبريائه كأمير أول للمملكة و ملكها المُستقبلي , يرغب بإلقاء كل هذه الألقاب عرض الحائط و البكاء كطفل صغير لا أكثر , لكن كيف و كل جسده يخونه إذا أن لا شيء به يتحرك سوى تلك اليد التي تضرب على صدره ؟!

حاول أخذ نفساً عميقاً عله يطرد و لو جزء بسيط من ألمه لكن ذاك الهواء الذي ملئه كان خانقاً مُحملاً بالكثير من الأشواك التي خدشت روحه بقسوة , رغم ذلك هو يدرك أنه عليه أن يدوس على قلبه و ينهض مُجدداً ، يعلم تماماً أن مهمته حالياً هي النهوض و إعطاء الآخرين إشارة لاستئناف المهمة و اكتشاف مخرج ما .

مع هذا و بالرغم من هذه المعرفة قلبه يتمزق بقوة شديدة ، يتمنى لو أن دمعة واحدة على الأقل تغادر مُقلتيه علها تريح شيء بقلبه ، إلا أنه و على ما يبدوا حتى جسده تمرد على رغبته ، يعاقبه على قلة انتباه ، يؤنبه و كأنه قاتلها , بعثر خُصلاته بقوة لينظر للبقية بعينان تحملان الكثير من الألم بأعماقهما , توأمه كان يستند على الحائط بمسافة لا بأس بها عنه إلا أنه كان الأقرب إليه من البقية , هو كان يتأمل ما أمامه بشيء من الشحوب و عيناه بسبب تلك الدموع التي ذرفها صُبغتا باللون الأحمر !

و كم حسده على هذا هو قادر على التعبير بكل وضوح عن مشاعره , أغمض عيناه بقوة ما إن تلاقت عيناه بعينا الحاكم الذي يقف بجوار شقيقه , نظراته ما كانت ساخرة بل مُختلفة عن العادة إلا أنه ليس حقاً بالمزاج الذي سيسمح له بأن يحلل المعاني الخفية بأي نظرة موجهة نحوه , زاك وجهه كان شاحباً بقوة شديدة بينما توأمه يقف بجواره بقلق شديد , جيف كان يجلس هو الآخر بزاوية بعيدة نسبياً عنه و عن الجميع بينما يتأمل بشرود شديد ذاك السوار بيده .

Deadly Battle**المعركة المميتة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن