وجع، ألم، عذاب، وفرح مستمر

38 5 4
                                    

البارت الخامس...
في المطعم..
جورى: بجد مش مصدقة أن فيه سنه كاملة عدت واحنا بعيد عن أهلنا وقاعدين لوحدنا في بلد غريبة .
باروين: مش هتفرق ياجورى مانا عشت ١٤ سنه غريبة برده بس الفرق انى كنت في بلدى وبين أهلى.
جورى: بس يابرميل الكآبة انتى هنبدأ نكد لا مش هلعب انا .
باروين: اسفه ياجورى خلاص غيري الموضوع.
جورى: مش بحب آسفة منك ونتى عارفة ونا بهزر المهم هتاكلى اى؟
باروين: أى حاجه .
طلبت جورى الطعام لها ولصديقتها لكن قبل إتيان الطعام إذ بالقشة التى قسمت ظهر البعير ...فأحيانا يقودنا القدر إلى أماكن وأشخاص لنظن انها بداية لجروح جديدة لكن لا نعلم أنها ستكون بداية لجبر والتئام للجروح التى دامت لسنوات.
.......:باروين
اتجهت باروين إلى موضع الصوت إذ بأبيها يجلس على إحدى الطاولات المجاورة..
باروين: بابا إزى حضرتك.
أحمد(الأب): في واحدة تشوف باباها بعد أكتر من خمس سنين وتقوله إزى حضرتك من بعيد كده.
باروين: حضرتك قلت بنفسك أكتر من خمس سنين ، يعنى أكتر من خمس سنين متعرفش عنى حاجه ، أكتر من خمس سنين متعرفش إذا كنت عايشه ولا مت ، أكتر من خمس سنين محاولتش تعرف أنا بعيش إزاى أو اى حالتى دلوقتى.
أحمد: بارو أنتى عارفة المشاكل وان مينفعش أنزل بعد آخر مرة واللى حصل فيها
باروين: أيوة يابابا كتر خيرك والله مش عارفه كنت هعمل اى لو معرفتش اللى حصل ، تعرف يابابا يارتنى معرفت اى حصل ، عارف ده كرهنى أكتر فيك انت وماما ، انتوا مش عاملين اعتبار لبنتكوا اللى اتحرمت منكوا لمدة ١٤ سنة وعايشه في عذاب، كل اللى يهمكوا مين يكسب في الملحمة اللى نتوا دخلتوا نفسكوا فيها ودخلتونى بالغصب معاكوا فيها ، مش عارفين انكوا بتحرقونى انا بنار الحقد والكره ده قبل ماتحرقوا نفسكوا.
أحمد: بارو أنتى فاهمة غلط أنا نفسي أرجع مصر والله بس بتلاشى المشاكل مع مامتك.
باروين: لا بجد مش مصدقه عملت كتير عشانى والله وبقول لحضرتك كفاية كده سيبونى في حالى بقي انا تعبت منكوا ومن مشاكلوا اللى مش بتخلص مهما بتمر السنين..
وذهبت باروين من أمامه بل من المكان كله وتركت والدها يحصد شوك مافعله من أربعة عشر عاماً.
وبعدها عادت حياة باروين تسير كما كانت لكن تشعر بالوحدة كعادتها بل بالغربة أيضا وليس لتركها موطنها بل لترك كل شئ يشعرها بالموطن والأمان لها.فليس من المهم أن تترك وطنك وأهلك لتشعر بالغربة فكم من إنسان يشعر بها وهو بين أهله ووطنه.
وفي يوم من الايام كانت باروين في الجامعة لتجد المفاجأة .. جاسر هنا كيف ولماذا وعندما أنهت المحاضرة ذهبت له ..
باروين: جاسر إزيك واحشنى جدا .
جاسر ود لو يأخذها بين أحضانه ليعوض اشتياقه لها ، اشتياقه لبراءتها وتواضعها ولهدوءها ولكل شئ متعلق بها لكنه لم يشعر بذلك إلا بعد فقدانها فذلك نحن لا نشعر بقيمة من حولنا إلا بعد فقدانهم ومن بعدها نندم ندماً لا شفاء منه لكن هل ينفع الندم؟ الجواب هو لا ، لا ينفع فما فائدة الندم على شئ قد ذهب؟!
جاسر: ازيك يابارو وحشانى جدا وواحشه مصر كلها والله عامله اى؟!
باروين: الحمد لله أنا كويسه بس اى جابك هنا؟
جاسر: اهو ياستى بعتونى ليكى من مصر عرفوا انك بنت خالتى وانك غاليه عليا ووحشتينا كلنا قالوا لما نبعتك ليها .
باروين :ياسلام هتقنعنى أن ده السبب يعنى؟
جاسر: لا ياستى مش هو بس جاى هنا بديل للدكتور احمد عشان طلب يرجع مصر تانى .
باروين: مش هو كان قاعد ٤ شهور بس؟
جاسر: أيوة ورجع مصر ورجعوا جابوه هنا تانى.
باروين :اها تمام.
لم يرد جاسر أن يفصح لها عن سبب سفره لها ، فلا يعرف ماذا سيقول لها ، هل سيقول لها أنه اشتاق لها لذا قرر الذهاب اليها؟ بالطبع لا لن يفعل ذلك.
جاسر: المهم عامله اى هنا وعايشين ازاى ؟
باروين: عيب يامعلم وراك رجالة.
جاسر : رجالة ؟! اه طمنتينى .
وجلس كلا من باروين وجاسر يتحدثون عن أحوالهم حتى انتهوا وذهب كلا منهم لمنزله.
بعد المشاحنه التى حدثت بين باروين ووالدها فعل كل شئ بوسعه حتى تسامحه ابنته لكن كانت لا تعطيه فرصه ، وهاهى سنة أخرى قد انتهت ولم يعد لها سوى سنة للوصول لهدفها ورجوعها لبلدها منتصرة على كل من كان يحاول هدمها.
جالستان تتحدثان عن اهلهما وبلدهما لكن سيأتى أحدهم لتغيير الحاضر حتى يستمر في المستقبل .
جورى: مصر وحشتنى جدا يابارو وماما وبابا وكل حاجه هناك.
باروين: خلاص ياجورى كلها سنه ونرجع تانى ونشوف هنعمل اى بقي
وفي أثناء الحديث دق الباب فقامت باروين لتفتح لتجد........
ياترى من هذا الذى جاء ليغير مسار حياة باروين؟ وهل سيضع هذا الشخص نهاية لاوجاعها وسيسطر بداية لحياة جديدة من الفرح والعوض ام ستنتصر حياة باروين البائسة لتستمر معها لآخر الرحلة؟!
توقعاتكوا ياحلوين.. فوت وكومنت وشجعونى كده ..
بقلمى سناء البابلى⁦❤️⁩....

هى لحظاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن