الفصل الرابع

627 18 0
                                    

نوفيلا خائنه ولكن
الفصل الرابع
رفع أحمد نظره إليها لأول مره يراها اقتربت منه مصافحة له بيدها قائله له بثبات : أنا المدرسه الجديده بتاعت سما بنت حضرتك نظر أحمد فى عينيها شعر بشعور غريب اختلج له قلبه وتجمدت يده فى يدها وطال النظر إليها فى صمتِ عجيب تساءل فى نفسه لماذا كل هذا الشعور العجيب الذى شعر به فقالت له هى بثبات : حضرتك أنا بكلمك فانتبه لها قائلاً : أنا أسف إتفضلى إقعدى .
جلست على المقعد ومازالت يدها فى يده فسحبتها هى ببطىء من يده فقال لها : أنا عرفت من المشرفه انك وافقتى بشروط معينه ودى أول مره أعرفها ان تبقى مدرسه تدرس لأطفال ويبقى ليها شروط على ولى أمر طفله عندها فقالت له بهدوء : أنا سفه هى دى طريقة التعامل الجديده بتاعتى ودى طريقتى ولو حضرتك عايز ترجع فى كلامك مفيش مانع فقال لها بضيق : أنا مقلتش كده بس لازم أعرف ليه مش عايزانى أدخل فى ربايتك لبنتى فقالت له بهدوء إستفذه : لأن أنا درست واتعلمت ازاى اتعامل مع أطفال فى حالة سما وأظن يعنى طريقة معملتى معاها أثمرت ان نفسيتها إتحسنت كتير عن الأول وأظن حضرتك شفت الفرق بنفسك .
زفر بقوة قائلاً : خلاص موافق وعايزك تعرفى حاجه واحده بس إن مش معنى انى موافق على ربايتك لبنتى مش هيمنعنى إنى أراقبك وأعرف طريقة تعاملك معاها وأظن ده من حقى علشان أطمن عليها فقال له بثقه : حضرتك أنا بتعامل مع الأطفال كأنهم أولادى وهعتبر سما زى بنتى تمام وكمان إزداد حبى ليها بعد ما عرفت انها اتحرمت من مامتها بقالها فتره وهيه كمان اتكلمت معايه كتير فى الموضوع ده واتقربت منى ومتقلش عليها أبداً طول ما هى معايه . .
حدق بها أحمد قائلاً لها بسخريه : تصدقى بعد كلامك كل ده ومتعرفتش على إسمك لدلوقتى فابتلعت ريقها بصعوبه قائله له : سلمى إسمى سلمى منصور عبدالقوى فابتسم بسخريه قائلاً لها : أظن حضرتك عارفه اسمى كويس ولا تحبى تعرفيه فقالت له بهدوء : لا حضرتك أنا عارفاه وكمان كفايه شهرت حضرتك يعنى فامفيش داعى .
دخلت عليهم سما فجأه عندما علمت من وجود معلمتها الجديده ومربيتها وهللت بفرحه قائله : ماما سلمى فابتسمت لها سلمى واحتضنتها بحب .
فوجىء أحمد بمناداة سما ابنته لها بهذا اللقب فصرخ بتلقائيه : سما تعالى فارتجفت سما بين ذراعى سلمى قائله له بخوف : نعم يا بابى فصاح بها قائلاً لها : تعالى ليه هنا فتمسكت الفتاه أكثر بسلمى فقالت له سلمى هذه المره : حضرتك بتزعق للبنت كده ليه هيه عملت إيه لكل ده .
فقال لها غاضباً : حضرتك دى بنتى ومتدخليش فى طريقتى معاها مفهوم فقالت له بصرامه : وأنا رافضه لأسلوبك ده وده هيخليها تبعد عنك أكتر ماهى بعيده عنك وأظن انت عارف كده كويس .
فقال لها بفضب أكثر : وتطلعى مين انتى علشان تدخلى فى علاقتى بيها فنظرت إليه فى ثبات وضيق : أنا واحده عتطها ثقتك فى تربية بنتك شعر أحمد بالغيظ منها ومن طريقة ردها عليه فقال لها بضيق : اذا كنت هسكت فهسكت بس علشان سما لكن بس علشان تكونى عارفه إن سما ملهاش إلا أم واحده والأم دى ماتت خلاص وتركها وخرج من مكتبه غاضباً ونادى على الداده قائلاً لها : داده .... داده فجاءته تهرول قائله : نعم يابيه فقال لها : تعالى خدى المربيه ووريها إوضتها علشان تعرفها .
تركهم وانصرف بعد أن ألقى أوامره ،، ركب أحمد سيارته وهو لا يعرف إلى أين يتوجه وفجأه وجد نفسه فى مكان كانت تحبه سهيله وهى حديقه عامه لا يدخلها إلى القليلون نظراً لأرتفاع تذكرتها .
تذكر أحمد كان هنا أول لقاء لهما بعد أن رآها فى أحد الأيام مع إحدى صديقاتها المقربين ونظر إلى وجهها الجميل فى ذلك اليوم وهى تضحك مع صديقتها وغادرهم وقتها بعد قليل لكن إبتسامتها وضحكاتها لم تغادره بل ذهبت معه وأبجت سجينة قلبه .
وجد نفسه ينزل من سيارته قائلاً لنفسه : ياه يا سهيله مش قادر أنسى أول مره شفتك فيها هنا ولا أول مره اتقابلنا كان هنا ولسه فاكر كل ذكرى من ذكرياتنا هنا ياه أد إيه كان وقت جميل قضناه مع بعض صحيت منه على كابوس يا سهيله كابوس عمرى ما هنساه ولا هنسى غدرك ليه ،، ياه لو تعرفى أد إيه حبيتك عمرك ما كنتى فكرتى إنك تخونينى فى يوم من الأيام .
دخل إلى هذه الحديقه قائلاً لنفسه : كل حاجه لسه زى ماهيه موجوده فى مكانها متغيرتش رآه النادل فرحاً بوجوده ،، إقترب منه قائلاً : بشمهندس أحمد فينك من زمان وحشنى أوى فقال له أحمد : وانت كمان وحشنى وأدينى جيت أهوه فقال له النادل مستغرباً : أمال فين مدام سهيله !!! فاختلج قلب أحمد قائلاً بصوت مرتبك : مدام سهيله ماتت يا حسن فقال له حسن : البقاء لله يابيه والله زعلتنى الله يرحمها فقال له بضيق : أيوه ربنا يرحمها.
فقال حسن له: تعالى يا بيه التربيزه بتاعتك هناك أهيه محدش قاعد عليها لسه وكأنها منتظراك ابتسم أحمد بحزن وهو يرى نفس المكان المفضل لهما فاقترب بخطوات بطيئه من المنضده وجلس على المقعد فقال له حسن : ها أجبلك عصير المانجه اللى كنت بتحبه انت والمدام سهيله .
كان أحمد سيقول له : نعم لكن كان هناك شيئاً بداخله جعله يتراجع فى قراره قائلاً : لأ يا حسن هاتلى فنجان قهوه فقال له باستغراب : حاضر يا بيه .
نظر أحمد إلى المقعد الذى أمامه التى كانت تجلس عليه دائماً سهيله فزفر بقوه وتأملها وكأنها جالسةً أمامه فأغمض عينيه فى ألم وحزن قائلاً : ليه ياسهيله سيبتينى للعذاب ليه صورتك مش بتفارقنى وحتى لما بحاول أنساكى سما بتذكرنى بيكى على طول ،، كلنظره منها ،، كل حركه منها بتفكرنى فيكى على طول حبك فى قلبى مش قادر أتخلص منه قوليلى أتخلص منه إزاى ومن حبك اللى فى قلبى سكن ومش عايز يسيبه .
نهض فجأه من مقعده تاركاً القهوه فى مكانها فناداه حسن فلم يرد عليه فاستعجب من تصرفاته الغريبه قائلاً لنفسه : يا ترى مشى فجأه ليه .
سريعاً ما أحبت سما مربيتها وأخذت عليها كثيراً وهذا ما أسعد سلمى وأحتضنتها قائله بحب : عارفه يا سمسم أنا حبيتك أد إيه فابتسمت قائله : لأ مش عارفه فقالت لها بحنان : أنا حبيتك كتير أووووى مش هتقدرى تتصورى أنا بحبك أد إيه ياسمسه .
فقبلتها سما على وجنتها قائله : وانا كمان حبيتك أوى يا ماما سلمى فقالت لها : يا حبيبتى انتى اللى حبيبتى يا سمسمه تعالى بقى نلعب شويه علشان بعد كده تنامى علشان الحضانه بتاعتك فقالت لها بحماس : آه يالا نلعب من زمان ملعبتش مع حد غير فى الحضانه بس فنظرت إليها سلمى نظره طويله بدون أن تنطق .
وفى وقت متأخر من الليل عاد أحمد من الخارج وهو متعب نفسياً وبالرغم من ذلك دخل غرفة ابنته ليراها ويطمئن عليها وضع يده على مقبض الباب بهدوء وفتحه وخطى خطوتين داخل الغرفه فوجد سلمى مربيتها نائمه بجوارها وهى تحتضنها بين ذراعيها .
شعر أحمد بالغيظ والغضب منها فاقترب أكثر منهما وتذكر سهيله وهى نائمه بنفس هذا الشكل وكانت تحتضن ابنته دائماً بهذا الشكل عندما كان يتأخر فى عمله فى الخارج وخرج مسرعاً مغادراً الغرفه ،، صاعداً إلى حجرته بضيق وغضب ،، دخل إلى غرفته شاعراً بأن سهيله روحها مازالت تسكن فى أنحاء الفيلا كلها .
خلع سترته وقميصه بإهمال وجلس على الفراش غاضباً من مشاعره التى تزداد تعلقاً بها ربرغم موتها فهى لا تفارق خياله برغم خيانتها له .
زفر بقوه ودخل إلى حمامه لكلى يأخذ حماماً دافئاً لعله يستريح ويرح عقله وقلبه الذى أتعبهم معه نظر لنفسه فى مرآة الحمام وأخذ بزجاجه من العطر وألقاها على المرآه وكسرها فأحث ضجيجاً عالياً قائلاً لنفسه بصوت عالى : ليه تعملى كده ليه ليه تسيبينى وتخلينى مش عارف أنساكى وانسى كل ذكرى عشناها سوى ليه .
غادر الحمام وهو يشعر بالغضب يزداد بداخله وكانت يده تنزف دماً فلم يهتم وارتدى ثيابه ونزل بالأسفل واتجه إلى مكتبه فهو لم يشعر بالنوم وأثناء ذلك استمع إلى صوت آتياً من المطبخ فاقترب مستغرباً من مستيقذ الآن هل الداده أم الخادمه فاقترب أكثر وأكثر ونظر إلى داخل المطبخ فوجدها سلمى فتجمد فى مكانه .
أما هى فقد شعرت بصوت خطواته فاختلج قلبها بين صدرها من الخوف منه وخوفاً من صراخه فى وجهها بشده فناداها قائلاً بصوت غاضب : ممكن أعرف ايه اللى مصحيكى لدلوقتى فأغمضت عينيها بقلق ولم ترد عليه فقال لها هو مرة أخرى : ممكن أعرف لما بكلمك مبترديش ليه فالتفتت إليه ببطىء وقد احمر وجهها قائله له بارتباك : انا أنا .. كنت بشرب بس فابتسم ساخراً قائلاً لها : والله طب تبقى تخلى جنبيكى مايه مش علشانك لكن علشان خاطر سما بتحتاج تشرب فى وقت متأخر ومتبقيش تهتمى بنفسك وبس على حساب بنتى .
نظرت إليه بغيظ وغضب من كلماته زوكانت سترد عليه لولا أنها رأت الدم يسيل من يده فهرولت بتلقائيه ناحيته وقالت له بجزع : مالها إيدك بتنزف ليه فقال لها ساخراً : وانتى مالك بحاجه زى كده بتدخلى ليه فزفرت بقوه وتجاهلت غضبه وأتت ببعض المطهر والقطن وضماده لى تضطهر له يده .
قائله له بثبات : ممكن تقعد هنا على الكرسى ده علشان أطهرلك جرحك فابتسم ساخراً وقال لها باستهزاء : مش عايز حد يساعدن أنا أساعد نفسى كويس فنظرت إليه بضيق قائلة له : إقعد زى ما قلتلك هنا على الكرسى ده .
فقال لها بقسوه : هوه انتى هنا مربيه لبنتى بس ولا كمان جايبك علشان تاخدى بالك منى تجاهلته وأمسكت بيده فأغمض عينيه وشعر بشعور غريب لم يشعر به منذ فتره .
جلست سلمى على الأرض بجوارمقعده ،، طهرت سلمى جرحه وهى تحاول إمساك أعصابها أمامه ووضعت له الضماده ورفعت له عينيها فتلاقت نظراتهم بمشاعر عجيبه تساءل هو وهو يتفرس ملامحها أن شيئاً ما يجعل مشاعره تهفو إليها بالرغم عنه وبدون أن يشعر وجد نفسه يقبض بيده السليمه على معصمها بقوه قائلاً بغضب : إوعى تقربى منى تانى مفهوم فجاهدت سلمى لكى تمنع دموعها من الأنهمار أمامه قائله له بتحدى : أنا مقربتش منك إلا لما لقيتك تعبان وده واجب أى انسان لما يلاقى أى حد تعبان قدامه انه يساعده فقال لها بغضب : وانا مطلبتش مساعدتك يالا قومى من هنا ومش عايز مساعده منك تانى .
فتحت هدى الباب فوجدت سلمى أمامها باكيه فجزعت هدى وجاءت لتتحدث قاطعتها سلمى بإلقاء نفسها بين ذراعيها وهى تنتحب فقلقت وجزعت هدى من أجلها قائله : مالك يا سهيله حصل إيه ؟ ............
اتمنى تعجبكم وتقولولى رأيكم فيها بصراحه .
مع تحياتى

خائنة ولكنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن