الجزء الأول :
الإكتشاف ، عادة ما يشتكي البشر من الروتين الممل الذي يعيشونه و الذي يسبب لهم مشاكل عديدة ، لذلك يلجا البعض لاكتشاف الجديد ، لكن هذا الإكتشاف وجب أن يكون إيجابيا غير مؤثر بالسلب ليكون خير وسيلة للقضاء على الروتين ، و هي نفس الطريقة التي اكتشف بها الاغلبية ميولهم...
الحياة في الريف أجمل ما يكون ، في الطبيعة الخلابة بين الأشجار و الأزهار و نقاء الهواء و حتى القلوب لا تزال بها بعض الرحمة و المحبة و الأخوة بعيدا عن ضجيج المدينة و تلوثها و مشاكلها و أناسها السيئيين في نظر القرويين ، هناك بين تلك الحقول و وسط هاتخ المناظر الرائعة تعيش إيمان مع أهلها معيشة هادئة متواضعة تكتسيها المودة و الحب المتبادل بين جميع أفراد الأسرة ، تتمحور الحياة بين العمل في المزارع و الحقول يوميا مع التوجه لمقاعد الدراسو طبعا فهذا ضروري حتى و إن كان في الريف...
طيلة فترة دراسة إيمان شهدت عدة مرات رفاقها في المدرسة يعاقبون فأسلوب العقاب البدني كان منتشرا بشكل رهيب في الأرياف و لكن المشاهدة أصبحت تختلف كلما كبرت في السن فمع تنوع العقوبات بين ضرب على اليدين و فلقة و تذنيب و الكبر في السن و زيادة القدرة على الإستيعاب أصبحت إيمان تشعر بلذة تستغرب مصدرها ! ضف إلى هذا وصولها إلى سن المراهقة الذي جعلها تفكر في تعمد الأخطاء لتعاقب و تحس بما يحس به رفاقها بما أنها متفوقة في دراستها مطيعة لوالديها و بالتالي فلم يسبق لها تذوق طعم العقاب و هذا هو ما جعل الفضول يقتلها...
في أحد الأيام تعمدت الفتاة أن تنسى كتابها و هي تعلم أن الأستاذ لن يتسامح معها أبدا في هذا حتى و إن كانت متفوقة فلا مجال هنا للتفرقة بين التلاميذ ، جرى هذا و هي في السادسة عشر من عمرها، فتاة مراهقة تعتذر من أستاذها متظاهرة بأنها لم تقصد أن تنسى الكتابأنا آسفة يا أستاذ لكنني لم أقصد هذا
سأقبل أسفك بعد العقاب أيتها التلميذة المجتهدة
لكنني لم أقصد
لن أكرر كلامي مجددا ، جهزي نفسك للعقاب
حاضر
خرجت كلمة حاضر من بين شفتيها بتهكم و حزن شديدين و هذا هو ما بدى لزملائها فمن يشك في أن هناك من يتعمد أن يخطأ ليعاقب !؟ خصوصا إن كان المذنب تلميذ متفوق في دراسته ! بالفعل تلميذة متفوقة في دراستها تركض وراء العقاب الهارب منها عكس أغلبية رفاقها اللذين يعانون من الضرب و الآلام الناتجة عنه و يتمنون لو يحصلون على تلك الدفعة التي تجعلهم يتفوقون و يتخلصون من هذا الجحيم...
عاد الأستاذ و بيده عصا طويلة و متوسطة العرض أمرا "..." بأن تفتح يديها و تمددهما بجنب بعض دون أي حركة و إلا فإن عقابها سيكون مضاعفا ، نفذت إيمان دون تردد مغمضعة عينيها و هي تستعد لتلقي أول ضربة ، و ما هي إلا لحظات حتى نزلت تلك الضربة منزلة معها أشد الآلام الممكنة بيدي تلك المراهقة المسكينة ، لتقفل يديها لا إرادياما الذي قلته ؟
أنا آسفة ، لم أشعر إلا و يدي تقفل لوحدها
لن تحتسب هاته الضربة
لكن هذا كان لا إراديا
نظرة من عيني أستاذها كانت كفيلة لجعلها تنزل عينيها و تفتح يديها مجددا دون التفوه بأي كلمة ، لتنزل عصايتان على يديها أنزلتا معهما دموعها التي سرعان ما مسحتها و اعتدلت في وضع الجلوس لمتابعة الدرس كما أمر الأستاذ ، لكن أي متابعة تلك ؟ لم تكن متابعة للدرس بقدر ما كانت متابعة للأستاذ و تحركتاه...
الألم الذي تشعر به يجعلها تحس بالندم على ما ارتكبته و على تعمدها اقتراف الخطأ لكنه في نفس الوقت يشعرها بلذة أكبر من تلك التي تحس بها عندما تشاهد زملائها و هم يتعرضون للعقاب ، لكن ترى ما سر هاته اللذة ؟ و ماذا عن تلك النظرة ؟ نعم ، نظرة الأستاذ التي جعلتها تسرح بخيالها بعيدا فهي تعشق تلط النظرات الصارمة و الرجل المتحكم المسيطر بنظراته و كلماته و حتى بتصرفاته...
قاطع الأستاذ أفكارها بقوله : إيمان قفي و أعيدي ما الذي قلته "انتفضت و وقفت دون تردد لكنها لم تعرف ما الذي عليها قوله فهي لم تكن مركزة مع الدرس أبدا
هيا ، أنا أنتظر !
أنا ، أنا ، في الحقيقة أنا
أنت لم تكوني مركزة أبدا مع ما أقوله و لم تفهمي أي حرف مما قلته
أنا آسفة
حسنا ، إجلسي و عندما تعودين إلى البيت ستكتبين الدرس كاملا 25 مرة و سأرى ما كتبتي في حصة الأسبوع القادم
كلمات جعلتها تغرق في بحر الندم لتنسى تلك اللذة و المتعة و تلعن نفسها و أفكارها ، لكن ما باليد حيلة و عليا تنفيذ العقاب الآن فأنا هي من ورطت نفسي في هذا ، عادت إلى البيت غير مدركة لما عليها فعله و كيف ستكتب كل هذا، أصبحت تشعر بالألم في يديها و ذراعيها حتى قبل أن تبدأ في الكتابة فما بالك بما ستحس به بعدها...
تشجعت و انطلقت تكتب عقابها مسرعة لتنتهي منه اليوم قبل حلول الغد ، تكتب و تتذكر كيف رمت نفسها في كل هاته المشاكل ، الألم ، النظرات، اللذة و الندم و لكن الأسوا هو نظرات زملائها فهي لم تعد تلك الفتاة الصغيرة فبعد سنة ستصبح في الجامعة أي أنها قد بدأت تنضج و هذا العقاب الذي أمرت به يجعلها تحس بالذبل فعلا و أنها فتاة صغيرة وسط أقرانها ، لتتوقف بعد انتهائها من كتابة نصف العقاب من شدة الألم في ذراعها...
تناولت بعض الطعام لتعود لمواصلة الكتابة مجددا لكن كثرة التفكير منعتها من ذلك إذ أنها لم تحس بنفسها إلى و هي تنام من دون أن تشعر ، لكن سرعان ما أفاقت إذ أن ما حلمت به في لحظات نومها الأولى قد جعلها تنهض خائفة و أنفاسها متسارعة ، لقد كانت بداية الحلم على النحو التالي :"...
سنعرف ما الذي حلمت به التلميذة إيمان لكن في الجزء القادم...#الماستر_الغامض

أنت تقرأ
#ميول_دفينة ( قصة مكتملة )
Randomقصة سادية تبين مصير بعض العلاقات و أنها ليست كلها متشابهة