الجزء الرابع :
الدخول لم و لن يكون كالخروج ، و الأفكار المتولدة في الخلوة و في غياب الضغط سيتغير مجرى تنفيذها عند اشتداد صعوبة الوضع و هو ما أدركته إيمان جيدا بمجرد دخولها فهي لم تبصر في الغرفة كلها سوا شيئ واحد و لم تركز سوى في ركن واحد حيث تواجدت تلك العثا الطويلة المثبتة بإحكام بين كرسيين يتدلى منها حبل يتوضح جيدا أنه سيكون مقصلة للقدمين اللتين ستوضعان فيه ، نعم إن مصير المخطأ هنا سيكون بين هذين الكرسيين و سينال " الفلقة " !...
ابتلعت إيمان ريقها بصعوبة متوجهة صوب كرسيها ، أخرجت أدواتها ليبدأ الأستاذ في التحضير لانطلاق الدرس ، كانت تراقبه دون تركيز ، هل هي في سعادة أم خوف؟ هي لا تدري بالفعل ، قدماها تتحركان بسرعة ، العرف بدأ بالنزول تدريجيا على وجهها ، ما الذي ينتظرها و هل الفلقة فعلا لها ؟ لا بل هي لأخريات ، هذا هو ما حاولت أن تطمأن به نفسها...
هل أنجزتي واجباتك ،نعم يا أستاذ
حسنا ، أرني إياها
حاضر
بدأ الأستاذ بتفقد ما أنجزته تلميذته لتتغير نظراته التي كانت إيمان تراقبها باستمرار لتعرف مصيرها الذي اكتشفته بنسبة كبيرة بمجرد دخولها للغرفة ، نظراته تغيرت إلى نظرات غاضبة و هو يقول : " هل هذا هو ما تعلمته؟ "
ماذا ؟ هل أخطأت يا أستاذ؟
مليئة بالأخطاء ، ألم تقولي أنك قد فهمتي الدرس جيدا؟
نعم ، في الحقيقة فهمته و لم أتوقع أنني قد أخطأت
حسنا ، سأريك التوقعات كيف يجب أن تكون بعد أن ألقنك درسا من نوع خاص
جملة جعلت إيمات تتأكد مما ينتظرها ، فالبتأكيد الدرس من النوع الخاص سيكون بين الكرسيين و سيتغير صوتها خلاله من صوت تلميذة هادئة تسأل أستاذها و تجيبه أيضا إلى نغمات موسيقية مصدرها صرخاتها و هي تترجاه أن يعفو عنها مقابل أن تصبح كما يريد ، أفكار دارت في عقل التلميذة و جعلتها تشعر بالرعب الفعلي...
" أنزعي حذائك و جواربك و استلقي أرضا على ظهرك وسط الغرفة "
جملة جعلت إيمان تتأكد مما ينتظرها ، فجأة أصبحت لا تحس بقدميها ، ثقلتا فجأة و أصبحا و كأنهما لا يخصانها ، حاولت التحمل و التنفيذ دوت اعتراض فهناك شيئ ما يردد بقوة بداخلها : " ألم يكن هذا هو ما تريدينه ! فلتنفذي إذا فالفرصة لن تتكرر " ، فعلا نفذت إيمان ما أمرت به لتنتظر ما سيفعله أستاذها الذي لم يتحرك من مكانه و بقي يقلب أوراقه و يكتب بقلمه لتمر اللحظات كأنها ساعات ، و باجتماع اللحظات انقضت الدقائق شبيهة بالسنوات ، لكن أي نوع من السنوات؟ نعم إنها السنواا العجاف !...
حاولت إيمان إخبار أستاذها بأنها قد نفذت ليلتفت لها ، لكنها لم تنجح في ذلك أبدا ، لم يكن مهتما بها و كل ما مر الوقت خوفها يزداد ، و ما هي إلا لحظات حتى نهض الأستاذ من مكتبه متقدما من تلميذته و هو يحمل كرسيه ليجلس عليه بالتحديد بجوار رأسها ، لتتأمله بشكل عكسي ، حاولت الحركة لكن بقرصة متجددة على أذنها أكثر شدة من قرصة ذلك اليوم جعلها تعود لنفس الوضع مجددا ، كادت الإبتسامة أن تغلبها ، لكنها لم تشأ أن يفتضح أمرها أو أن يدرك حقيقة أحاسيسها فتمالكت نفسها...
![](https://img.wattpad.com/cover/231048105-288-k328781.jpg)
أنت تقرأ
#ميول_دفينة ( قصة مكتملة )
Randomقصة سادية تبين مصير بعض العلاقات و أنها ليست كلها متشابهة