حياتي مجددًا

10) عائلة ماكس هيرو

"أسأل نفسي كثيرًا ، ما الذي يجبرنا أن نحيا الحياة ذاتها كل يوم إن كان هذا يزعجنا أحيانًا ؟! لمَ على الكثير من الأيام أن تمضي وتمر بلا أي جديد ؟! لمَ أغلب أوقاتنا متشابهة لا يسودها شئ مميز ، والمميز نادر ؟! لمَ لا يكون الغالب مميز والقليل عادي ؟! وأحسست براحة عندما فكرت في النتيجة إذا قُلِبَ الأمر .. أظن أن المميز سيصبح عادي وممل حينها !!"

تنهد فيكتور بعمق وهو يعيد قراءة ما كتبه بتفكير وتأمل ثم اتجه إلى فراشه الجديد ولا يعلم لمَ يشعر بأن الجو حقًا أصبح كئيبًا وربما سيستمر الأمر طويلًا .. ومن يدري ماذا سيحدث في الغد؟!

____________________*****

بعد أن تخرج آلبرت وجوليا من جامعتهما ، عادت السيدة (سنايا) والدة جوليا بعد أن تأجلت رحلتها أكثر من مرة ..
أمضوا أيامًا جميلة معًا بالمنزل ، وشعر آلبرت أنه قد صار الوقت المناسب للتقدم لخطبة جوليا ، وبالفعل وافقت جوليا ووالدتها والجميع سعيد جدًا بهذا القرار ، وأقاموا الزواج سريعًا بحفل صغير لم يحضر فيه إلا القليل من أصدقائهم فقط ..
كان آلبرت يتابع كل جديد عن الحوادث والمافيا وتأكد من بعض الأمور ، أهمها أن والده بالفعل يترأس مجموعة كبيرة وبها جاك وهوشي أيضًا ، وفي الحقيقة ، لم يكن آلبرت فقط هو من يبحث في الأمر ، وإنما .. السيد فرانس أيضًا ..

_________________________****

وصلت دانة باريس منذ فترة ليست بقليلة ، التحقت بنفس الجامعة التي كان بها آلبرت وجوليا ، وبدأت تأخذ دروس خاصة بالموسيقى واللغة الفرنسية ، وأيضًا كانت تقرأ كثيرًا في مكتبة قريبة من جامعتها ..

اليوم قضته كالمعتاد وأضافت أنها ستذهب للمكتبة ، وكذلك فيكتور كان يريد استعارة إحدى الروايات البوليسية ل أجاثا كريستي والحقيقة أن دانة دائمًا ما تزور المكتبة لنفس السبب ..
دخلت دانة المكتبة وظلت تبحث في الأرجاء عن الرواية وبينما هي تبحث رأت شابًا يقف أمامها بظهره يبدو مألوفًا لها .. تنحنحت دانة حتى التفت إليها ذلك الشاب وحلت الصدمة على كليهما ..

دانة : فيكتور ؟!!!

فيكتور : دانة ؟!!!

_________________________*****

في فيلا ضخمة بأشهر أحياء باريس ..

يعيش المذيع المشهور ، ماكس هيرو هو وعائلته ، واشتهر ذلك المذيع في الفترة الأخيرة بكرهه لرجل أعمال كبير اسمه تايرو والذي هرب من السجن قبل فترة كبيرة ، بالإضافة إلى اتهام ماكس الدائم لتايرو بأنه رجل مافيا وعلى الشرطة العثور عليه ..

جلس ماكس على أريكة مجاورة لمكتبه ، وهو يتذكر كيف مرت أيامه الأولى بقلق وتوتر بعد تخليه عن شراكة تايرو في أعماله ، وكلٌ منهما يتوعد للآخر ..
أفاق من شروده على صوت ابنته لافانيا وهي تدخل عليه قائلةً بابتسامة مرحة : أبي ، لقد أعددت مثلجات لنا جميعًا ، تعالَ لنتناولها سويًا ..