12) تخطيطٌ للتنفيذ

9 4 0
                                    


"الحياة أقدار ، لا اعتراض عليها وإنما الرضى بها إلى انتهاء هذه الحياة"

في منزل السيد فرانس ...

دخل فرانس غرفة المكتب يتآكله الغضب الشديد من الأخبار التي يسمعها كل يوم حتى شعر بحاجته للاستفسار أكثر عن الأمر فاتصل بمساعده في خطته تلك ..

فرانس : أخبرني ، أين أنت ؟ كيف اختبأت هكذا ؟ ثم .. يجب أن نخطو ولو خطوة إلى الأمام .. نحن لا نفعل شيئًا سوى المشاهدة والتخطيط .. إذًا أين التنفيذ ؟! أنت تعلم جيدًا أن عائلتي وعائلتك والكثير غيرنا من الممكن أن يصيبهم مكروه في أي وقت ، إذّا ماذا ننتظر ؟! ماذا إن كنا مراقبين ؟!

: نحن مراقبون بالفعل !! ولكن لا تقلق .. قريبًا جدًا سنخطوا هذه الخطوة ، اصبر حتى نعلم ما ينوي هو فعله ..
وافق فرانس على كلامه ثم أغلق الخط وهو يشعر بقلق شديد ، ماذا سيحدث إذًا وهم مراقبون بالفعل ؟! ..

فكر فرانس في الأمر كثيرًا ثم تذكر أن مباراة توم بعد ثلاثة أيام وسيسافر بعد ساعات قليلة ..
ربما يكمن الحل في تلك المباراة ! أجل ، لمَ لا يتواجد معه إذًا إن كان قلقًا عليه ؟!
خرج فرانس من غرفة المكتب متجهًا بخطوات واسعة إلى المطبخ حيث اجتمعوا على طاولة الطعام ، ليهتف فرانس بحدة : سنسافر مع توم إن أمكن حجز التذاكر في هذا الوقت .. يجب أن نغادر من هنا ، وفي أسرع وقت ممكن .. حتى لو اضطررنا للسفر بطائرتي الخاصة ، ولكن حتمًا سنسافر ..

صُدِم الثلاثة من حديثة لتتقدم منه ريبيكا بقلق وتسأله عن السبب ، فيرد عليها بحدة واقتضاب أنه قرار نهائي ولا رجعة فيه أبدًا ..

ريبيكا : وماذا عن الشركة هنا ؟! والمنزل ؟! وجامعة جيانا ؟!

فرانس : لا تقلقوا ، سأحل كل شئ فور وصولنا ، وبالنسبة للشركة ، فتعلمون أن لدنيا فرع بباريس .. هيا ، تجهزوا جميعًا ..

خرج فرانس من المطبخ دون أن يأكل شئ ، بيننا ثلاثتهم يتطلعون في أثره بدهشة ، لتقول جيانا بهمس وكأنها تحدث نفسها حتى لا يسمعها أحد : تغيرت كثيرًا يا أبي !! ترى ، ما الذي يحدث معك ؟!
بينما توم أكمل طعامه ثم استأذنهم ليقوم بتجهيز شنطة سفره ..

ريبيكا : لمَ أنتِ شاردة هكذا عزيزتي ؟ ألستِ فرحة ؟ ربما نرى موريل وفيكتور ، وميري أيضًا ..

ابتسمت جيانا بسخرية حادة وهي تقول بعتاب : لا أريد رؤية من تخلى عني يومًا ، وأنا الأحق بوجوده بقربي كأخت تعتبر أخيها سندها الأول في حياتها ، ليقضي حياته كما يريد بعيدًا عن إزعاجي له ، فربما سيرتاح قليلًا من ثرثرتي بلا فائدة ..

ريبيكا بحنان : تعلمين أن فيكتور لا يحب أكثر منكِ .. سيعود ، كموريل ..

نظرت لها جيانا بنظرة لم تفهم ريبيكا معناها سوى أنها لا تستطيع نسيان تلك الليلة ، بل وتعتبرها حاجزًا أمام عقلها كلما فكرت في أخيها واشتاقت له ، لتقنع نفسها أنه لو كان يحبها حقًا لما تخلى عنها وهي في أمس الحاجة إليه ..
________________________*****

حياتي مجددًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن