أول ما توقفت السيارة نزلت البنت الصغيرة و بدت تجري للبحر، السعادة الي حست بيها في هذه اللحظة ما توصفش بالنسبة للبنت الي ما سكرتش تسعة سنين، ديما تسمع بكلمة بحر على ما تخيلته، لكن عمرها ما توقعت أنه يكون بهذا الجمال.
غمضت عيونها و فتحت يديها و بدأ الهواء يلعب بشعرها الكستنائي الناعم. الابتسامة على وجهها مرسومة و الفرحة الي جواها من شوفت البحر كبيرة.
وراها كانت واقفة مرأة في الثلاثين. كانت تشوف في البنت الي فرحانة بالبحر بنظرات شفقة. قربت من الطفلة و قالت بصوتها الحنون: " ها يا مريم عجبك البحر و لا مش زي ما تمنيتيه؟"
التفتت البنت الصغيرة و قالت بابتسامة كبيرة : " واااااو يا منى علي ما تخيلت ما كانش حلو زي الحقيقة."
ابتسمت منى و حطت يدها الحنونة على رأس البنت : "كم مره قتلك لما نشوفوا حاجة حلوة ما نقولوش" واااو" نقولو ما شاء الله، كل حاجة حلوة و عجيبة خلقها الله، عشان هكي نذكر الله لما نشوفوا حاجة تعجبنا."
هزت البنت راسها و عيطت بأعلى صوتها :" ما شاء الله، نحبك يا ربي لأنك خلقت البحر الحلو 😍"
ضحكت منى على براءتها و كيف تشوف الحاجات العادية بذهول. أي حاجة صغيرة تشوفها كبيرة في عينها. اختفت ابتسامتها لما تذكرت حياة هذه الطفلة المسكينة الي مالهاش حد في هذه الدنيا، لكن مع هذا ديما تضحك و تبتسم أي شيء بسيط يفرحها.
البنت و هي تمسك في عباية المرا : "منى نبي نخش للبحر."
منى بجدية : "لا حبيبتي خطر عليك البحر غارق و ما تقدريش تخشي من دون واحد سباح."
نفخت مريم و جهها بطريقة طفولية و هي عاقدة حواجبها. لو شفتوا منظرها الطفولي تضحكوا.
ابتسمت المربية منى على وجه مريم :" ما تزعليش حبيبتي لما تكبري حتقدري تخشي للبحر، لكن توا البحر خطر عليك تخشيه بروحك. "
مريم و هي اضم ايديها :" أكيد حتكون هذه أخر مره لحنشوف فيها البحر!!.".
المربية منى :" لا حبيبتي ليش تقولي هكي ان شاء الله لما تكبري حتخشي البحر و تسبحي فيه."
مريم بعدم اقتناع:" هذه أول مره في حياتي نطلع فيها من الميتم، أكيد مره تانية مش حنحصل فرصة تانية. لو أن سني ما وجعتنيش ما كنتش حنقدر نطلع من الميتم. لازم نكون مريضة باش يخلوني نطلع😩."
المربية سخفت عليها:" إن شاء الله في يوم حتطلعي من الميتم أنتي بس ادعي ربي و هو حيستجيب دعاءك."
رفعت مريم يديها للسماء و بصوت عالي :" يا ربي نطلع يوم من الأيام من الميتم و معاش نشوفه بكل و يا ربي يجي يوم ونقدر نسبح في البحر و نقعد أحسن سباحة في العالم."
حطت المربية يدها على فمها و بدت تحاول تكتم ضحكتها على برآءة مريم. أكثر شي يعجبها فيها هي براءتها اللي تخليك تضحك.
أنت تقرأ
أكاذيب الحياة
Romanceهذه الحياة لا تدوم على حالها، فلا تيأس وثق بالله دائماً 🌸🍂 إحذر أن تأذي روح لا تستطيع الدفاع عن نفسها. لا تعش في الدنيا و كأنها دائمة فالحياة الدنيا زائلة و لن تدوم لك و لتنخدع بأكاذيبها. . . . أذكروا الله دائما وصلوا على الحبيب ﷺ💜 . . . روايتي...