اخذت نفسا عميقا بعد مغادرتهما، أمر الملازم قد حُل أخيرا، تبقى لها آخر مهمة و يجب أن تستجمع تركيزها وتناجي حظها ليأتيها بالفرصة المناسبة لتصفية دماء ذلك القذر.
هي حقا لا تود توريط هاري معها أكثر، لكنها حقا أنانية ولا تستطيع الإبتعاد عنه أبدا، خصوصا في ظل هذه الظروف .
قد يبدو أنه أخرق و لديه نسبة طفولية عالية، لكنه رجل يعتمد عليه، و هي تشعر بالأمان و الطمأنينة في ظل أشد الظروف و أقساها لمجرد فكرة أنه بظهرها، لذلك لن تستغني عنه و انتهى الأمر.آه، التفكير الكثير خنقها وقطع أنفاسها، لذلك قررت أن تريح نفسها قليلا وتصنع وجبة كاملة تعوض بها التي استغنت عنها البارحة،
اتجهت نحو المطبخ، أخرجت قطع الدجاج من البراد ثم بحركات متفننة متقنة بدأت بتقطيع الخضار وصنع تتبيلة للدجاج......
تشكر بريتا في خلدها، تلك السيدة الخمسينبة التي تعتني بهذا المنزل وكل مستلزماته.
أدخلت الصينية للفرن، وأخذت تعد السلَطة بتفنن.
تحب الطبخ إذ تجد فيه متعة ومتنفس لتفريغ مشاعرها المتراكمة، لتريح عقلها و قلبها من الهموم المتكدسة بقلبها والوحدة القاتلة التي تحوم حولها كشبح مخيف،
بحركة خاطئة وغير مقصودة جرحت اصبعها بسكين التقطيع، فرفعت يدها تناظر الدماء بعيون جزعة و قلب يقرع بجنون ، فاخترق حصونها الواهية ، و جدران ذاكرتها المضببة ذكرى نبشت بوهن حتى رست أمامها كأنها حقيقية... مجددا،
ذكرى استلقاء مربيتها أمامها بحالتها المزرية، مضجرة بالماء، وانفاسها متثاقلة.شهقت في محاولة لملء رئتيها بالاوكسجين....
لكن ذلك تسبب في اختناقها أكثر، شهقت مرارا وتكرار لكن حالها لم يتبدل، فجأة بدأت تشعر بالأرض تهتز من حولها والرفوف تفتح من تلقاء نفسها تلقي ما كانت تحتويه،
اختناقها خف لكن جزعها وصل لذروته "ماذا يجري؟" سألت، لكن لم يجبها احد،
وكيف ذلك وهي وحيدة هنا؟ صرخت ملئ صوتها عندما زادت وتيرة اهتزاز الأرض و الأواني تتكسر من كل زاوية واتجاه،خرجت هاربة من المطبخ عندما بدأت السكاكين والملاعق تتطاير مسببة تزايد جزعها، لكن الأمر كان مماثلا داخل غرفة الجلوس، إذ ان كل شيء يهتز في مكانه بصورة مزعجة، وضعت يديها فوق اذنيها تحارب ذبذبات مزعجة تخترق سمعها و اغمضت عينيها خوفا.
فجأة صدح صوت الباب يكسر في المكان يليه صوت هاري القلق، الذي سارع إليها يزيح يديها عن اذنها بقلق، لكن لم تفلح محاولته يسمعها تئن مغمضة العينين كأنها تحارب كابوسا مخيفا، فضمها إلى صدره يهدهدها " بيلا، ماذا يحصل معك؟ هل انت بخير؟؟"،
حضنه وصوته كانا مهدئا فعالا لها، فاستجابت تضمه بكل ما أوتيت من قوة، تحاول دفع الخوف والرعب الذي دب في اوصالها منذ قليل، فاستكانت هناك تستمد منه القوة والهدوء الذي بدأ ينساب منها،
أنت تقرأ
نبوءة الخلاص||Salvation Prophecy
Viễn tưởngحياة الإنتقام من الممكن أن تكون كاذبة بشكل حقيقي ،و الذكريات جميلة كانت أم تعيسة مؤلمة ،فهي مجرد تحفيز لتحقيق المراد من اكتسابها. الحياة الحقيقية و الهدف الأسمى مازال في المقدمة ،و لابد لها أن تنسى كل الكذب الذي عاشت داخله و تجرعته لتحقق ما هو من وا...