الفصل السادس عشر

335 28 4
                                    

عودة الأميرتين لكنف العائلة  والشعب

كان هذا عنوان البهجة والفرح الذي حل  على سكان مملكة الفينيكس "عنقاء النار" ، نظم الشعب احتفالات بجميع المدن فرحا لهذا الخبر البهيج، الألعاب النارية و المأدبات اللذيذة، الهدايا  وكل الأشياء الجميلة التي استغل الناس القيام بها بهذه المناسبة

وكما الشعب فرح ويقوم بنشاطات للتعبير عن مشاعرهم، كذلك قامت بعض الممالك بإرسال برقيات تهنئة للملك الحالي إيدمون، يهنؤونه برجوع وليتي العهد بصحة وسلامة، ومن بين تلك الممالك كانت مملكة  عنقاء الجليد، عنقاء الظلام وعنقاء النور  اللواتي  يشكلن رباعي أراضي الفينيكس
باعتبار الحكم المنزل لكل نوع من العنقاء

وكذلك كان من المهنئين مملكة مصاصي الدماء ، المستذئبين الليشي والشياطين

جميعهم عبروا عن غبطتهم وشاركو الشعب لهفته لرؤية التوأم، فكما هو معروف منذ يوم الإغتيال أن الأميرتين قد تم اختطافهما من القصر

وكما هو متداول ومعروف أيضا داخل كل طائفة فرِحَة محِبَّة  يوجد كارهون، حاقدون وينوون أشر الشر لمن يعترض مخططاتهم،
****
أخذ يمشي ذهابا وإيابا بخط مستقيم داخل غرفة الإجتماعات، جسمه العضلي متصلب، شعره أبيض يتخلله بعض الرمادي  وبؤبؤيه باللون الأحمر القاني
غاضب جدا، مستعد لإحراق هذه المملكة اللعينة عن بكرة أبيهم، كيف اساطاعتا النجاة؟،  كيف تم العثور عليهما و هو من كلف أشخاصا متمرسين بقتلهما منذ أكثر من عشر سنوات؟، سيجن إذا لم يأته الجواب سيجن
"هلا هدأت قليلا أصبتني بالدوار" تمتمت الفتاة الشقراء بنبرة ناعمة هادئة، تكتف يديها عند صدرها وترمقه بملل متأصل بعسليتيها " إخفض هالتك  وفكر بروية فالغضب لن يجدي نفعا كما تعلم"

توقف مكانه يتنهد بصوت عال فسحبته من يديه تجلسه على كرسي قريب ثم جلست قربه

مسح على صفحة وجهه  ببطء، يشهق ويزفر إلى أن هدأ، حقا الغضب لن يفيده بشيء سوى بتدمير مخططاته التي عمل عليها لعقد من الزمن ، لن يتسرع بالقيام بخطوة سيندم عليها فيما بعد
سيهدأ الآن ويتركهم يهنؤون ويفرحون مؤقتا، وسيرى من سيضحك أخيرا!
فكر بينه وبين نفسه الأمارة بالسوء على مدار الزمن، أنه لن يتزحزح من مكانه الآن، سيوهمهم  بالخوف من الأسطورة اللعينة، وبعدها سيجد حلا يخلصه من أولئك المزعجين إلى الأبد
ابتسم على تفكيره العبقري، وسرعان ما تحولت تلك الابتسامة لقهقهات عالية تزعزع القاعة الكبيرة الخالية إلا من طاولة اجتماعات ضخمة
مما جعل الشقراء تشاركه قهقهاته بابتسامة مستمتعة ومترقبة للقادم، إذ سيكون غير متوقع..... أبدا
*************
ظلام..........
كل شيء يأخذ لون الكآبة، لون الرعب والخوف، الظلمة تحيطها  من كل زاوية، مهما غيرت زاوية نظرها لا تتمثل لها أي صورة تستبدل الفراغ المترسخ أمامها،
أرادت أن تصرخ، أن تستنجد بأحدهم علها تخرج من نوبة القلق التي تعيشها لكن لا مفر ولا منفذ، فصوتها انحسر داخلها متمنعا عن الخروج خائفا من القادم ، اقشعر جسدها بردا لوهلة، ثم ما لبث أن استبدل  بحرارة مستنبطة من حمم بركانية ذائبة
جعلتها تنفث أنفاسها بسرعة مع ازدياد دقات خافقها الجنونية، استمر الأمر لبضع ثواني ثم اندثر كأنه لم يكن، كأنه وهم قاس جعلها تتعرق

نبوءة الخلاص||Salvation Prophecy حيث تعيش القصص. اكتشف الآن