الفصل السابع و العشرون

198 16 11
                                    

تجاهلوا الأخطاء الإملائية....
.
.

أصوات متداخلة... همهمات يعجز عن تحديد مصدرها و معناها، يشعر بجسمه يتحرك فيهتز ثم يلقى بقسوة على الإسفلت، هل هذا إسفلت حقا؟، يشعر بصلابته التي رحبت بجسمه بحرارة...

عيناه تنفتح ثم تنغلق بخدر سار في أنحاء جسده، هناك من يجلس أمامه... لكن من؟، يشعر باللاصق يقتلع من على فمه... لكنه كان خائر القوى ليبدي رد الفعل الطبيعي ألا وهو.. التألم...

غاب عن الواقع بضع لحظات ليعود مع إحساسه بانكسار الأصفاد عن رسغيه لتستبدل بأخرى، و حزام جلدي يثبت جدعه للجدار خلفه في وضعية الجلوس...

مكان مشوش المعالم و أشخاص مبهمي الملامح يحومون حوله لبضع لحظات قبل أن يختفي الكل، فتختفي الأصوات، و يعم الهدوء من جديد، ومعها ازداد شعوره بانسياب قوته خارج جسده بسرعة أكبر... حتى عاد لظلامه فاقدا وعيه عن الواقع هاربا نحو الحلم الذي لا يفارقه منذ مدة... مدة لا يعلم بكم تقدر... يحلم فيها بمالكة القلب و مُقيدة الروح بهواها و عشقها.. تتهادى أمامه بقامتها و قدها... عيناها تحمل من العتاب و الألم ما يقطع قلبه لأشلاء... و ابتعادها عنه فيه جحيمه و عذابه....

إنها غاضبة منه لعدم إطلاعها على حقيقته الكاملة... و متألمة من لقائهما الأخير الذي كاد يودي بحياتها على يديه... كما هو متألم تماما...

فيهمس لها راجيا باعتذار و توسل تفيض به مآقيه...

اعذري أنانيتي و تكتمي..

خوفي من فقدانك ألجما حيلتي و أدخلا الرهبة لقلبي..

لا أريد خسارتك بعد أن وجدتك...

أخفيت حقيقتي و ماهيتي نعم...

لكن لا تنسي حقيقة هي الأهم...

أني صريع عشقك و شهيد أنفاسك الحلوة...

أني أحبك و خشيتي عليك دفعتني للسكوت...

لم أرد أن تعرفي علتي..

فيكفي أنك سكنت القلب و جعلت فيه عطبا لا يسمح لأخرى بالدخول..

آسف...آسف لكل وقت صعب جعلتك تمرين به..

آسف....

************

صدق من قال أن عيون الشر تقتنص الزلة دائما لتحرك الجسد....

تتخفى في جنح الظلام تتصيد الأخطاء و الفرص... فيتحرك أصحابها حسب الوضع لزرع السموم في الجهة الثائرة... لتثور أكثر...

نبوءة الخلاص||Salvation Prophecy حيث تعيش القصص. اكتشف الآن