الفصل الرابع و العشرون

213 15 14
                                    

لا تنسوا تعليق و نجمة...

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
.
.

تستند إيزابيلا بجسدها على السيارة الواقفة في موقف السيارات خلف القصر، تنتظر ظهور هاري الذي تأخر...
لقد مرت يومان على حادث الحديقة، استيقظت بعدها إيزابيلا في صباح اليوم التالي تعاني من تشنجات بسبب الصعقة التي تعرضت لها..

وظلت باقي المدة في سريرها بسبب أوامر الطبيب، لذلك تأجلت رحلتها مع الساحر للفيلا إلى اليوم..

كانت تنتظر ظهور آيزاك بأي لحظة، تريد الإطمئنان عليه، و بنفس اللحظة عقلها لا ينفك يسألها عن الذي حدث، ماذا، لماذا، أين و متى حدث كل ذلك؟، لماذا لم يخبرها الحقيقة، لماذا لم يثق بها وهي الوحيدة التي لا تعلم الذي جرى له؟، تشعر أنها غريبة عنه، لم تعد تعرفه، بل.. لم تكن تعرفه طوال هذه المدة، كأنها قطرة زائدة قوق حاجة الكأس، لا مكانة لها بحياته، لا قيمة مضافة لها لذلك امتنع عن ذكر الأمر برمته لها... كما يفعل البقية الآن خصوصا مارك و إيدمون ، إذ طوال فترة استيقاظها وهي تتحايل عليهما و تتوسلهما إخبارها لكنهما امتنعا عن ذلك..

يهدئانها أنه بخير، هو فقط ابتعد ليرتاح وسيعود عندما يفعل، وهذا جعلها تتساءل، ماذا عني أنا؟، لماذا لا يريح قلبي الذي يحترق لمجرد فكرة أنه تأذى ؟، لماذا لا يواجهني بحقيقته و يطفئ نار فضولي تجاه ما حدث له في الماضي و الآن؟، لماذا تركني لأطياف تخيلاتي التي تصور لي أسوء السيناريوهات و أبشعها؟، لماذا هو جبان هكذا؟..

تنهدت بتعب عندما ظهر هاري أمامها أخيرا يقترب من السيارة، وقف أمامها أخيرا بنظرات متعاطفة لشكلها الحزين، الهالات السوداء بدأت تتشكل تحت عينيها و اللمعة الشقية التي كانت على الدوام تبرق من مآقيها بهتت و اختفت، الحزن يغلفها بملاءته و يشد ذراعيه حولها...

فقال يخبرها بالمخطط بعيدا عن الموضوع الذي سبب لها الكآبة هكذا " سنلتقي بستيفان هناك، و لا تنسي، يجب أن نعود سريعا لأن إجتماع قادة المماليك سيكون في المساء و باعتبارك فردا مهما في العائلة يجب أن تحضُريه"

أومأت له بالإيجاب دون كلمة تفتح باب السيارة لتجلس بجوار مقعد السائق، فتنهد يستلم القيادة متجها نحو تلك الفيلا..

مرت رحلة الطريق في صمت كئيب، إيزابيلا تسند رأسها لزجاج النافذة تراقب الطريق في شرود، عقلها لا يفكر إلا في شخص أخذ مركز أفكارها و شغل بالها طوال اليومين المنصرمين،

و هاري ظل يبادل نظراته بينها و بين الطريق، لا يعجبه حالها، يراها لأول مرة تدخل في قوقعة صامتة سابقة من نوعها، إذ هي حتى عندما كانت بعالم البشر كانت تثور،. تغضب، تكسر،  تنهار باكية لتريح ضغوطات روحها، إلا أنها لم تصمت من قبل، لم تنعزل عنهم.. عنه من قبل..

نبوءة الخلاص||Salvation Prophecy حيث تعيش القصص. اكتشف الآن