الفصل الخامس والثلاثون
لا تصدق أنها بمنزلها مرة أخري ،، بالمنزل التي تزوجت به ،، وأحبت مالك به ،، وفقدت طفلها بهِ أيضاً .. المنزل الذي شهد لحظات فرحها وحزنها معاً .. وحين تواجدت بهِ مجدداً شعرت بالانكسار .. انكسار يحتوي روحها واصلاً لعينيها راغباً في جعلها تغمضهم حتي لا تتبين لها أركانه التي حملت طفلها داخل أحشائها وعلي ذراعيها بهم .
انتفضت بخفة حين أغلق الباب من خلفهم بقوة ولم يُخفي عليها إغلاقه للباب بالمفتاح أيضاً قبل أن يضع المفاتيح بجيبه قائلاً بجمود لها : أعطيني مفاتيحك .
قطبت حاجبيها تسأله بهمس : لماذا أنا لدي عمل وسأحتاجهم،، ثم لنتحدث ودعني أرحل أنا لا أود البقاء هنا.
ابتسم بخفة ساخراً وهو يتجه للأريكه ليترك تلكَ العصا من يديه بضيق ويريح ظهره رافعاً قدميه ليشعر بوجع عظامه فيتنهد بإرهاق مُغلقاً لعينيه وهو يُخبرها : لا تتغابي يا رسيل ،، لم أتي بكِ لهنا كي نتحدث وترحلين ،، أخبرتك جيداً أنني جئت لكِ كي أخذ زوجتي والتي هي أنتِ للأسف .
ارتعش داخلها بصمت ،، لا تعلم هل من هيئته المتوجعة أم من ملامحه المستهزأة أم من حديثه عن أسفه كونها زوجته لذا ههمست له : ولماذا لتكون أسفاً ،، لنتطلق وتعثر علي زوجة أخري لا تكون أسفاً أنها زوجتك .
لوهلة ظنت أنه سيقف مُتجهاً لها صاباً كل غضبهِ عليها بعد تلكَ النظرة النارية التي رشقتها من عينيهِ قائلاً وهو يضغط فكه بقوة : استطعتي أن تنطقيها!،، سهل عليكِ أن أتزوج امرأة أخري!!.
مسحت دموع عينيها التي تهدد بالنزول مجدداً وهي تجيبه بنفس الهمس ،، لا تعرف كيف تؤذيه بحديثها : أنا لم أعد باستطاعتي إعطائك أي شئ ،، كما أنني لا أريد أي صلة تربطني بعائلتك .
أومأ لها بنفس النظرة وظل يرشقها بها مُطولاً حتي شعرت بنفسها كطفلة مذنبة ومُخطئة تقف أمام والدها الذي يُعاتبها ،، وكلما طال صمته وطالت نظراته المُتغيرة كُلياً علي رؤيتها كُلما تضخم صدرها بألم أكثر حتي قال بهدوء وهو يقف مُتابعاً تراجعها للخلف بحذر : أنا جائع سأستحم حالما تغيرين ثيابك وتحضرين لنا طعاماً .
ظلت صامتة واقفة مكانها وكأنها لم تفهم للحظات ما قاله حتي رأته يعود بعض الخطوات للخلف ليقل أمامها : لقد أحضرت ثيابك من منزل أهلك ،، ستجدينها بغرفتنا ،، لا تأخذي وقتاً طويلاً لأنني لم آكل أى شئ اليوم .
واختفي من أمامها قبل أن يكسر فاهها علي ما تفوهت بهِ ،، تاركاً إياها هي لانكسارها ومُحاربة شياطين رأسها وهي تتحرك بين تلكَ الجدران التي تطبق علي أنفاسها .
■■■
" لارا "
هتف راكان مُردداً خلف راما لتجيبه مجدداً بحمرة طفيفة من مداعباته لها :
نعم لقد عرفنا أنها بنوتة ولم نختر لها اسماً حتي الأن .
![](https://img.wattpad.com/cover/154173355-288-k575384.jpg)
أنت تقرأ
بنات حورية
Thơ caتخلو روايتي من بضع كلمات تضمها اسطر قليلة لتعبر عن ماهيتها فروايتى حياه لأشخاص من نسج خيالي نعم ولكنهم أشخاص متيقنة من وجودهم علي أرض الواقع الذي نحياه لذا سآخذكم في جولة حول حياة حورية وبناتها - فلقات القمر - روحاً وكياناً .