الفصل السادس والثلاثون

6.5K 230 74
                                    

الفصل السادس والثلاثون

نسيم هادئ اشتهيه
بين ذراعيك اهتويه
ليلثم جرحي ويشفيه
فأغدقني به ولا تستشويه

تحتاج لشئ لا تعلم ماهيته ،، ثلاثة أيام مروا بعد حديثه ،، باتت هادئة أكثر وجامدة أكثر وأكثر ،، تنظر له وكأنه طوق نجاتها ولكن لا تعلم كيف وماذا تريد .. رغم جمودها إلا أنه خارجياً فقط وداخلياً مازال قلبها يحمل فُتاتاً ورماداً خامداً وكأنه يُنازع حرقة الاشتعال الذي كان عليه .

وقفت أمامه صباحاً مُرهقة تسأله مُجدداً برجاء : هل يُمكن أن أذهب للعيادة .

نظر لها بسخرية قليلاً مُتسائلاً بغيظ : طالما تستطيعين مداواة الغير لما لا نداوي أنفسنا ونُتابع حياتنا بطبيعية .. هااا لما لا .

صرخ بالنهاية لتتوسع عينيها قليلاً من ظنه بها قبل أن تضحك بخفة وهي تجلس مثله مُتجاهلة إياه ومُتجاهلة الرد عليه _ يظنها تستطيع مداواة غيرها لتداوي نفسها أولاً قبل أن تفعل للأخرين _ هي فقط تمضي الوقت بالعيادة بين الكتب والأوراق وبعض المحاضرات التي تشاهدها علي جهازها،، ليزمجر من غيظه بسببها وهو يزجرها آمراً بتحضير الفطور لتقف بهدوء منصاعة كحال باقي اليوم أيضاً باردة ومطيعة بشكل يُثير استفزازه فود لو يُهشم رأسها هذا .. فمنذ يومين مُنهارة والأن باردة كقطب شمالي!.

بنهاية اليوم وهي تستعد لنومها علي الأريكة أمرها بضيق غير قابلاً للنقاش : لن تنامي علي الأريكة مُجدداً انتظرك بغرفتنا .

لم يترك لها مجالاً للرد وفوراً أولاها ظهره واتجه للغرفة ولكنها بقيت مكانها تحارب نعاسها فصرخ باسمها بعد وقت لتقف بهدوء متجهة له متسائلة : نعم .

زجرها برفق : ألم أقل أنني أنتظرك .

رفرفت بأهدابها لتسأله بلا تعابير : ماذا سأفعل يعني أنتَ نم وأنا حين أود النوم سآتي .

ضغط أسنانه ليلقي عليها آمراً : حسناً طالما لا تشعرين بالنوم اذهبي واخرجي لي القمصان التي تريد الكي واكويها .

نقلت نظرها بينه وبين خزانة ملابسه لتسأله بجدية : بهذا الوقت؟ .

أومأ باستفزاز لتخبره بضيق : ولكن أنتَ أساساً لا تخرج ولست بحاجة لهم .

رفع حاجبيه باستخفاف من حديثها لتخرج ثيابه بتنهد من خزانته وتجهز المكواة وطاولتها وأخذ هو يُتابعها تتحرك أمامه بشوق أكثر من ثلاثة شهور كثير بحق عليه ،، رغم عناءه وحده إلا أنه اشتاق لها ،، اشتاق لرؤيتها أمامه هكذا والأن بات يشتاق لرؤيتها أمامه علي طبيعتها وليس علي هذا الهدوء والانصياع لأوامرة والتي تتخذهم وسيلة لتنشغل عن أفكارها السوداء وأحزانها ،، قبل أن تبدأ طلب منها : حضري لي كوب قهوة قبل أن تبدأي .

بنات حورية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن