الفصل الثامن والعشرون

8.4K 287 149
                                    

الفصل الثامن والعشرون

هل يوجد صباح أجمل من ذلك .. ذلك الصباح المعبق بنعومتها .. بهيئتها المغرية ورائحتها المسكرة ،، لن يشبع منها أبداً ولن يمل ولم يمل حتي وهو يعتدل بعد أن تخدل ذراعه الذى استند عليه ليراقبها بعد أن استيقظ منذ دقائق .

رفع كفه يداعب وجهها بلا حذر يريدها أن تستيقظ .. يريد التوغل داخل خضار عينيها اللامع .. يريد التمتع وكله حماس كيف ستواجهه بعد ما حدث.. بعدما أصبحا كياناً واحداً .. واستيقظت .. برفق في البداية وهي تهمهم بنعاس وتعب متذمرة أنه يوقظها قبل أن تنتفض ملامحها بإدراك فتمسكت بالغطاء الذى يستر جسدها عن عينيه وراحت تنظر لكل مكان حولها إلا لعينيه فداعب أنفها قائلاً : صباح الخير يا عروسي .

تنفست بعمق تجيبه بتلعثم خجل : صباح الخير .

ظل يداعبها بكفه وهو يطلب : انظرى لي .

لم تستجيب وهي تتسائل وقد أصبح وجهها محمراً للغاية : ألن تذهب لعملك .

نفي وهو يدنو منها : لا اليوم بأكمله لكِ .

قبل شفتيها برقة لترفرف أهدابها كفراشة بخجل ليهمس متسائلاً بعد أن تذكر بعذاب : لما فكرتى أنه من الممكن أن أضربك .

همست له بأسف ومازالت تشعر بالخجل الرهيب منه ولم تنظر لعينيه حتى الأن .. هل تخبره أنها كانت تراه كالغول الأخضر شريك : لأنكَ كنت غاضب جداً .

أقبل علي وجهها يداعبها ويقبلها برفق مجدداً في أشد سعادته وهى لينة هكذا بين يديه لا تقاوم وهمس بإعتذار : أسف يا حلوتى .

أجابته برفق : وأنا أيضاً .

تسائل بهمس وهو يدفن وجهه بعنقها ليقشعر بدنها منه : ماذا .

بخجل أجابته وتوسلت : أسفة أيضاً لأنني أغضبتك .. هل يمكنني النهوض أرجوك .

شعر بها ستبكي خجلاً وخوفاً مرة أخرى فأخبرها بضحك : بالتأكيد يا سكرتي لن أحتجزك بالفراش لا تقلقي رغم أنني أرغب في ذلك بشدة .. والأن انظرى لي حتي أدعكِ تنهضين .

نظرت له وهي تعض علي شفتيها وما إن تلاقت أعينهما حني أغلقت عينيها ووضعت رأسها بالوسادة خجلاً منه فضحك عالياً وأزاح شعرها عن وجهها ليقبل وجنتها بشغف قائلاً وهو يضمها له قبل أن ينهض : يا إلهي كم أحبك يا صغيرة .

ثم نهض من جوارها متجهاً للحمام حتي يخرج ويترك لها مساحتها لتهيئ ذاتها وتكف عن هذا الخجل ولكن هل ستكف تلك الصغيرة عن الخجل .

■■■

لقد فكرت كثيراً قبل أن تقدم علي ما ستفعله الأن .. أخذت رأى حورية وأيدتها بفخر فهذه هي سبأ صغيرتها وهذا هو قلبها الواسع .

تنفست وهي تقف بالسيارة أخيراً أمام منزله بالساحل حيث والدته .. تعلم أنها خجلة مما فعله ابنها لذلك تقيم هنا وحدها لتبتعد عنها أو بالأصح لتريحها هي من رؤيتها ،، ولكنها لا ترضي .. تشعر بتأنيب ضميرها بسبب ابتعادها عن ابنها التي حييت معه وجواره طوال حياته وبسببها هي الأن هو بعيد عنها .

بنات حورية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن