نظرة مختلفة ..

144 15 2
                                    

لم أنا هكذا ..
.
.
لم تلحقنى نظراتهم ...
لم تجرحنى كلماتهم ...
.
.
أولست بشراً ..

.
.

لازلت أسير وسط الحشود ..

بلا هدف ..

ضائعة ، وحيدة ..

أين أريد .. عن ماذا أبحث ..

لا أدرى ..

فجأة إصطدمت بى إحدى الفتيات ..
سقطت .. لم أدرك أن قواى قد خارت .. فأغلقت عينى ألماً ...

' هل أنتِ بخير ... '

لم أظن أنها قد تسألنى .. ظننتها ستتركنى وترحل .. لكنها توقفت وسألتنى .. ما الأمر ..
فتحت عيناى بدهشة ..

' أنتِ هجينة ... '

نظرت إليها متوقعة أن تتركنى وترحل ..
لكن لمعت عيناها وإبتسمت ..
ما الأمر ..

' يبدو أنك لست من القرية ... هل أتى أحد معكى .. '

" لا ... أنا وحدى ... "

' لا بأس ... يمكنكِ البقاء معى ... '

ماذا ...
هل تريد منى البقاء معها ...
ألا تريد منى الرحيل ..

فجأة أخذت تنظر بعيداً ..

' هل تريدين رؤية الحاكم الجديد .. '

" حاكم ... مصاص دماء ... لا أريد ..."

' لا تقلقى ... إنهم مختلفون ...'

" لكن ... ألهذا الجميع مجتمعون ... "

' بالفعل ... سيقول الحاكم الجديد أول خطاب له ... ألن تأتى ... '

أومأت برأسى موافقة .. فأمسكتنى من يدى وسحبتنى لأقف ..

' أعرف مكان جيداً هنا ... '

أمسكتنى من يدى وإتجهنا بعيداً عن الحشود .. مال شعرى على وجهى .. وبالكاد أستطيع أن أرى ..
وبينما نحن متجهون إلى مكان ما ، إستوقفنا أحد الجنود ..

' إلى أين أنتما ذاهبتان ...'

أمسكتنى من زراعى وأوقفتنى أمامها .. ثم قالت بصوت مبعثر ...

' لقد ... أرادت فقط أن ... أن ترى المكان بشكل أفضل ... لذا ... هلا سمحت لنا بالمرور ... '

أزلت الشعر عن وجهى لأرى .. فإذا به ينظر إلى عينى ..

' يمكنكما المرور ... '

نظرت إلى و إبتسمت ..
هممنا بالذهاب .. فهمس ذلك الجندى بأذنى ..

' لا تثقى كثيرا ...'

نظرت إليه فلم أجده ، فنظرت أمامى لألحق بتلك الفتاة ...

صعدنا على أحد أسوار الحراسة ، كان على إرتفاع حوالى خمسة أمتار ..

كان كل شئ أمام واضحاً .. نظرت الى ذاك الحاكم الجديد ..

هل هم حقا مختلفون ..
لكن .. كيف ...

فجأة إلتقت عينى مع عينيه ..
أطال النظر .. وكأنه يحادثنى .. و بدورى أطلت .. تأملت عيناه .. وكأن دفئ إعترانى ...

طال بيننا النظر .. وكأن الكون توقف حولنا .. و كأن الدنيا تدور حولنا ..

أنا وهو .. و كأننى أسمع دقاته .. أنفاسه ..
شئ ما إعترانى ..

تكلم .. وكأنه يهمس لى ...
لم  أسمع ما قال .. لكن كأنه همس إلى بكلمة واحدة .. أو هكذا ظننت ..

' سأنتظرك ... '

فجأة شعرت و كأن الأرض تدور تحت قدماى .. بدأت أفقد توازنى .. وسقطت ...

.
.

ما بالها نظراتك ...
لم تأسرنى ...

.
.

لم أشعر بهمساتك ...
لم تطربنى دقات قلبك ...

.
.

لم تنظر إلى بتلك النظرة ..

.
.

لم نظراتك مختلفة ...

.
.

هجينة الدم "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن