وداعاً ...

183 17 8
                                    

أحبكم ...
وإن أبعدنى القدر عنكم ...
سأشتاق لكم ...
وستظل تحيينى ذكراكم ...

.
.

أخذونا إلى القلعة .. دخلنا على الحاكم ، جعلونى أركع على ركبتى .. وكذلك فعلوا مع عائلتى ..

نظر الحاكم إلى .. إبتسم بخبث ..

' هجينة ... لقد أخفيتم هجينة ... إذاً ... منذ متى ... ثمانية عشر عام ... حمقى ... ألا تدركون الأمر ... لن يتقبلها أحد ... و تعلمون أنه لن يقبلها أحد ... ليست منا ... ولا منكم ... '

لم أفهم .. نظرت إلى أخى .. كان دائماً يعلمنى ويخبرنى عن العالم .. لكن .. لم يخبرنى يوماً ماذا تعنى كلمة 'هجينة' ..

لم لن يتقبلنى أحد .. لم لست منهم .. ألست بشراً ..

كان أخى يستمع .. أطرق رأسه .. وهو ينظر إلى الأرض .. لم يرفع رأسه .. لم أفهم لم ...

' سأعاقبكم ... وأنتِ أيضاً ... '

" لم ... لم تريد معاقبتى ... ماذا فعلت ... "

' يبدو أنكى لا تدركين الأمر ... أنتِ هجينة ... يجب أن نعاقب كل هجين ... '

" ماذا تعنى كلمة هجينة ... لا أفهم لم تقول عنى هذا ... لم تقول أنى هجينة ... "

إرتفعت ضحكاته .. أشار إلى جنوده .. أمسكنى أحدهم من ذراعى ، وسحبنى إلى حاكمهم ..

' ستكونين وجبة شهية ... '

إبتسم بخبث وهو ينظر إلى ...

' يمكنكم إنهاء أمرهم ... '

رأيتهم .. وهم ينقضون على عائلتى .. وكأنهم فرائس ..

أخذوا يمتصون دمائهم .. بدا شحوب عليهم ..

سقطت أمى أمام عينى .. أخذت أبكى وأصرخ كى يتوقفوا .. لكن ما من جدوى .. و بعد لحظات سقط أبى أيضاً .. وضع الحاكم يده كاتماً صرخاتى ..

بعد لحظات .. رأيت أخى يبتسم .. إبتسم بألم .. نظر إلى .. وردد بصوت أنهكه التعب ..

' آسف يا أختى ... آسف ... لم أتمكن من حمايتك ... سامحينى يا أختى ... '

أنهى كلماته .. وسقط ..

شل لسانى .. إختفى صوتى .. و إنهمرت دموعى .. أصابتنى صدمة .. وأنا أنظر إلى أخى .. كيف سقط .. نظرت إلى وجهه .. كان شاحباً باهتاً ..

و على حين غرة .. أنشب الحاكم أنيابه فى عنقى .. كما ينقض الذئب على فريسته ..

أخذ يمتص دمى .. طال الأمر .. ومعه طال الألم ..

بدأت رؤيتى تبهت .. وكأن ضباب أحاطنى .. بدأت أشعر أن شللاً أصابنى ..

" سآتى قريباً ... "

بعد لحظات ... سقطت ...

ليتها كانت نهايتى .. ليتنى رحلت معهم .. ليتهم لم يتركونى .. لكن هذا قدرى ..

إستيقظت قبل غروب الشمس .. كانوا قد ألقو بجثث ضحاياهم فى الغابة لتأكلهم الذئاب .. عشرات الجثث .. بحثت عن جثث عائلتى .. أردت رؤيتهم لآخر مرة ..

مر الوقت وأنا أبحث .. لم أجدهم .. أوشكت الشمس على الغروب .. بدأت أصوات الوحوش ترتفع .. إنتابنى الخوف .. وبالكاد حملتنى قدماى ..

ركضت .. ركضت بعيداً عن القرية .. ركضت حتى كادت تنهار قواى .. لكن الرعب هو ما دفعنى .. تخليت عنهم .. وهربت ..

.
.

آسفة ..
فقد تخليت عنكم ..
آسفة ..
فلقد تركتكم و هربت ..
.
.

آسفة ..
لقد كنت جبانة ...

.
.

لكن ..
هذه ضريبة كونى هجينة ..
هذه ضريبة حياتى ..

.

.

وداعاً ...

.
.

الوداع يا أبى ...
الوداع يا أمى ...

.
.

وداعاً ..

.
.

وداعاً أخى الحبيب ..

.
.

هجينة الدم "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن