رمشت عينيها عدة مرات و فتحتهم بتمهل علي الضوء المنبعث من النافذة علي عينيها مباشرة ،دارت عينيها لكل شيء حولها تحاول ان تألفه استقامت و مرت بضع دقائق كانت تؤدي فرضها انتهت منه وةارتدت فستان آخر باللون الاسود وحجابا مماثل له في اللون ... خرجت من عرفتها و بحثت عن أخيها في البيت و لم تجده توجهت للخارج و و جدته واقفا بيده مقصا كبيرا يحاول تهذيب احدي الأشجار ،سمع خطواتها و ابتسم لها هاتفا : اخيرا صحيتي
ردت عليه بابتسامة بسيطة : ماحستش بنفسي من التعب
اقترب منها و قبل رأسها و هتف : كويس انك مستعده عشان هانفطر بره
قالت له فاطمة : متشوقه جدا اشوف البلد دي من بحثي عنها عرفت انها من اجمل المدن في ايطاليا
قبل ان يجيبها مؤكدا حديثها لفترة تعايشه هنا استمع لصوت صديقه و قال لها : استنيني هنا
رأته يخرج من الحديقة و توجه لشاب و تحدث معه ...لم تتبين ملامحه و لكن ظهر طوله الفارهة و شعره لها بوضوح..شعر بلون البني، كثيف و ناعم متدرج في قصه عصريه يصل لبعد لحافه قميصه بقليل و غره علي جانبين جبينه تتحرك بفعل الهواء بسهوله لتسقط علي عينيه ...
و جدت أخيها يقترب و هو خلفه ،اخفضت عينيها و سمعت صوت أخيها القريب قائلا : أعرفك ده جو صاحبي و كمان بقيت شريكه و أكمل ليوسف بالايطاليه : و هذه شقيقتي فاطمة
مد يده قائلا بالإنجليزيه لمعرفته انها لا تجيد لغه البلد : مرحبا
ومد يده يصافحها في حركة طبيعية منه ،ضمت هي يديها و حركتهم خلف ظهرها هاتفه بتهذيب : اسفه لا اصافح الرجال
ما زالت يده معلقه في الهواء في استغراب و قال ،،لما لماذا لا تصافحي الرجال
إجابته ببساطه : لأنه حرام
استمر في تحديقه لها و كأنها كائن من كوكب آخر و استوعبت هي استغرابه و لم تتحدث مرة اخريقال محمود هذه المرة : سآخذ فاطمة الفطار و نتجول قليلا و ثم نذهب لماريا
رد عليه يوسف و نظره معلق علي تلك التي لم تنظر اليه للان : اراكم هناك اذن
مسك محمود يد فاطمة و استجابت له فاطمه و تحركوا و استمعت لصوت جو العالي هاتفا : خذ السيارة معك محمود
حياه محمود برأسه شاكرا و قد انتقل إليها ايضا حماس محمود
،،،،،،،،،،،،،
مرت عدة ساعات و هم يتجولون في الشوارع تري بعض من المناظر الطبيعية و واجهه المحلات حتي في وجوه الناس و الذي يطبع عليهم الطابع الغربي في كل شيء حتي المختلفين الجنسيه منهم
نظر لساعته متحدثا : دلوقتي معاد ماريا
التفتت اليه فاطمة متسائله : محمود انت عرفتهم منين
قال لها و هو يحثها علي التحرك : يالا بينا و باليل لينا حديث طويل أوعدك
اومأت له و فضولها يزداد لتري من هذه ماريا...
وقفت السيارة امام بنايه شاهقه الأرتفاع سارت إلي المصعد حتي وصلوا للشقه المطلوبة فتحت لهم أمرأة تقريبا في العقد السادس من عمرها ترتدي بنطال من القماش و فوقه قميص فضفاض و شعر قصير غزاه الشيب و عيينين زرقاء بلون البحر و ملامح توحي انها كانت أمرأة جميله جدا في صباها
ابتسمت ماريا و هي ترحب بفاطمة و تشير إليها للداخل : فاطمة اخيرا نورتي بيتي وإيطاليا باكملها انا أتحدث الإنجليزية حتي تتواصلي معي و تفهميني
ابتسمت لها فاطمة بتحفظ مجيبه بتهذيب : شكرا سيده ماريا
أشارت اليهما بالجلوس قائله بعتاب،،ماريا فقد فاطمة قول لها شيئا محمود
ضحك محمود و قال : مهلا عليها ماريا هي لم تعتادك بعد
وقفت ماريا و مازالت محتفظه بابتسامتها الهادئة : سأعد عصير لحين و صول جو
استقام محمود و قال : انا ساهاتفه
خلت الصاله الواسعه منهما عدا فاطمة استقامت و اقتربت من صور مرصوصه علي منضده مستطيله بعضهم لماريا و الآخري لإمرأة تشبهها كثيرا و اخري لامرأة لا تعرفها و صور لها مع رجل ما تنطق الصور بالعاطفه و الحب و الاخري لشاب في اوضاع مختلفه صوره له علي جسر و اخري بجانب كلب كبير الحجم و اخري بجانب البحر..نظرت لاعلي الحائط و جدت صليب كبير الحجم و الجه الأخري صوره للعذراء مريم وعادت بنظرها مرة اخري للصورً
،،انه حفيدي و شقيقتي
التفتت فاطمة لماريا و قالت بابتسامه : انها جميله جدا تشبهك
تنهدت ماريا بحنين و قالت :انا فقط من و رثت العينين الزرقاء من و الدي اما لين فاخذت عين والدتنا البني الفاتح و لكن حفيدي لم يرث لا العين الزرقاء و لاحتي البنيه عيناه بلون الفيرزي تحتاري مالونها
تسائلت فاطمة بفضول: تقولي انه حفيدك
ابتسمت ماريا و قالت مصححه : حسنا ليس حفيدي بالضبط هو حفيد اختي
ضيقت فاطمة عينيها بفضول اكثر : و لكن كيف حفيد اختك تبدين
قاطعتها ماريا مسترسله بلطف : اختي الاكبر مني تكبرني بعشرة اعوام تزوجت صغيره بالسن و قعت في حب زوجها و هو ايضا تزوجو و انجبوا فتاه واحده تزوجت هي الأخري و لكن وقعت في حب رجل شرقي فلسطيني الاصل و صمتت قليلا و اكملت ومسلم
رفعت فاطمة حاجبيها باندهاش و تغلب عليها فضولها مرة اخري : و كيف قابلتوا هذا الزواج أعني انه لم يكن سهلا بالتأكيد
ظهر الحزن علي وجه ماريا و هي تقول بخفوت مؤكدا : بالتأكيد لم يكن سهلا وقفنا امامها و حاولنا إرجاعها كثيرا و لكن..... كان الحب فقد ما يحركها و تزوجته و بعدت عنا
،،هل ندمت بعد ذلك؟؟
أصدرت ماريا تنهيدة و هي تنظر الي البعيد و كأنها تطل علي الماضي من حاضرها : ابدأ لم تندم ظلو ممسكين بيد بعضهم حتي الممات
وضعت فاطمة يدها علي فمها بتأثر و قالت بصدمة : ماتوا
أومأت ماريا برأسها مقررة : منذ عدت اعوام كثيره
،،كيف
خط الحزن وجه ماريا و قالت : أصيبت بالسرطان و لم يمر سوي عام و التحق بها و كان وقتها حفيدي في السادس من عمره
توقفوا عن الحديث و انصتوا لصوت الموسيقي الذي كان مصدرها البيانو الخاص بماريا في الجهه الاخزي من الصاله الواسعه
وضعت ماريا يديها علي فمها و هي تضحك ،،ياالهي أخذنا الوقت بالحديث و لم اشعر بيوسف حين اتي بل و بدء العزف ايضا... سأهذب للمطبخ حتي يجهزو الغداء لن أتأخر
تركتها ماريا تنظر للصور مرة اخري و لكن هذة المره تنظر لاعينهم نظراتهم لبعض تشع بالعاطفه و الحب لا توجد صوره ليسوا مسكين بأيدي بعضهم.... التفتت لصوت الموسيقي الذي ازداد اكثر و اكثر ، تحركت أقدامها اتجاه الصوت عدة خطوات و جدت رجل مغمض العينين يهتز جزءه العلوي بأكمله مع حركة أصابعه السريعه علي اصابع البيانو و كل ما تزداد سرعة الموسيقي تزداد حركته و اهتزاز شعره ايضا و فجأة هدءت الموسيقي اصبحت اكثر جمالا و نعومة لأول مرة تري بيانو و لأول مرة تري احدهم يعزف عليه و النغم كان شديد النعومة و الرقه و كأنه يلمس اصابع البيانو بحنان ينسيها عنفه معها منذ ثواني..
انسجمت فاطمة مع النغمات الهادئه ونظرها فقد معلق علي البيانوا الضخم،توقفت الموسيقي و نظرت هي اليه و جدته يأخذ نفس عميق و يفتح عينيه الذي اصطدمت بعينيها لثواني تذكرت الرجل الذي يكون و الده يشبه ملامحه كثيرا و لكن تلك اللمحه الأوروبية الموجودة به و بمظهرة تجعله غير شاذ بينهم ،بتصفيفه شعرة المتدرجه و لون بشرته الخمريه و عيناه،،ضاقت عيناها و هي تتذكر حديث ماريا لا تعرف لونهما بالضبط و لكن مميزين..بالفعل لونهم غريب مزيج بين الاخضر و الازرق ...... استقام بطبابئ و وقف امامها دون ان يتحرك إليها فقد ترتكز عيناه علي عيناها السوداء و حاجبيها معقدين تري هل تذكرته! في قراره نفسه يتمني ان تكون تذكرته.
،رمشت بعينها عدة مرات و شهقت واضعه يدها علي فمها تستدير عنه مستغفره عدة مرات متتالية التقطها اذنه و ابتعدت بخطوات واسعه.. استقبلها أخيها و الذي انهي اتصاله علي فور و جالست بجانبه تأنب نفسها كيف فعلت هذا كيف سمحت لنفسها بتأمل رجل غير حل لها اجنبي ،أستغفرت عدة مرات اخري حتي ادمعت عيناها ،و هو ينظر لها و كأنها كائن فضائي ما بها لما كل هذا انه حتي لم يلمسها فقد نظر إليها حين فتح عينيه و وجدها امامه تنظر اليه بسكون ،مسح علي شعرة بيده يبعد عينيه عنها مبتسما لماريا المتحمسه الغداء و للتجمع
،،،،،،،،،،،،،،،،
انتهي الغداء و عادت فاطمة مع محمود و ما ان دخلوا الحديقة
محتاجين نتكلم دلوقتي
ابتسم محمود و جلس بجانبها اخذ نفس عميق امام عينيها الفضولتين و بدء الحديث،،،
لما جيت في الهجرة الغير شرعيه ما فكرتش في غير اني عايز اخرج من مصر و أشوف مستقبلي هنا .. اول ما جيت روما كنت تايه و حسيت اني مفتقد شعور الأمان و إني في الأخير مش في بلدي ساعدني واحد في البدايه كان معايا في المركب اشتغلت حاجات كتير دون المستوي لاني مش معايا اي اوراق لحد ما فاتت سنه علي و جودي هنا و انا باحاول... كل ليله افتكر بيتنا و ابويا و أنتي كفاية ان كان فيه مكان يأويني و انام في أمان
دمعت عين فاطمة لحالته و اثرت الصمت ناظرة لعينيه الشارده في الفراغ دون حديث و أكمل محمود :
لحد مااشتغلت في يخت من بتوع يوسف من ضمن العمال لصيانه اليخت اشتغلت فيه كام شهر و في يوم طلب مني المشرف أروح لشركة ليوسف و أبلغ الاستعلامات انه تم انتهاء الصيانة في الميعاد المحدد و تحديث اليخت لان تليفونه كان مقفول و المشرف خاف ان يوسف يفتكر انه أتأخر عن الميعاد .....روحت هناك و مالقتش حد في الاستقبال فا طلعت الدور الاول كنت لسه ها خبط علي اوضه جات في طريقي سمعت حوار موظف بيصرخ في بنت اكتشفت بعدها انها السكرتيرة الخاصه بيوسف
و كان منفعل عليها عشان تأخرت و ماسرقتش ورق صفقه مهم خاص بيوسف سمعتها بتردد عليه انها اثبتت شطارتها في تهريب بعض الممنوعات في شحنه بأسم يوسف لمنافس ليه من غير علمه ....لاقيت نفسي برجع و بخرج بره الشركة خالص ما كذبش عليكي في الاول قولت لنفسي و انا مالي هادخل نفسي ليه في مشاكل ناس انا مش قدها .... و فات كام يوم وانا اقنع نفسي اني ماليش دعوه لحد ما لاقتني قدام الشركة بطلب مقابلته و اقوله كل شيء سمعته
،،وو وعمل ايه ؟؟
![](https://img.wattpad.com/cover/232077753-288-k30812.jpg)
أنت تقرأ
في عشق الزهراء /سارة حسن
Romanceالعشق.... وهل للعشق طريق؟ وهل تختلف طرقه؟؟ هي العشق الممزوج بالطهر والخجل.. صفائها وسكينتها... دعائها الخفي في سكون الليل...هي النور.. هي المتعبده وهو العشق.. الأجنبي المتفتح.. العاصي والمذنب.. هو المتعايش مع ظلامة .. لم يعرف يوما طريقآ للتعبد...