طلع الصباح و علي غير اغلب ايام الطقس هنا، كانت اشعه الشمس الدافئه تحيط يا الاجواء، نظرت لحديقة منزلها و قد ذاب الجليد من عليها فا ظهر خضار العشب و الاشجار من حولها، ابتهجت و
فتحت فاطمة الباب لتنتظر نور في حديقتها بعد اتفاق مسبق آنها ستاتي لزيارتها... اصطدمت قدامها بشيء جعلها تنظر لأسفل
رمشت عدة مرات قبل ان تنحني تجلب باقه من الورد الأبيض لازال عليه ندي الصباح، و معها كارت خاص به .. زاد وجيب قلبها حتي قبل ان تقرأ الكارت
قلبها..... قلبها يخبرها انه هو ذلك الاجنبي
تحركت عيناها علي الكارت و من ثم خبأت وجهها في الباقه بخجل فطري
(و عليكم السلام
اشكرك علي الهديه و اشكرك اكثر انك تذكرتيني و جئت كخاطره في عقلك
و اود في القريب العاجل جدا ان اشكر قلبك عندما ينبض لي وحدي
احبك يا ذات الرداء الأسود)
عادت للداخل و وضعت الباقه علي فراشها بحذر مع ابتسامه خجله زينت محياها و اظهرت غمازتيها ، ماذا يفعل بها يوسف و كيف اصبح قلبها ينبض اليه بهذا الشكل و كيف هي سمحت بذلك ! لا تعرف سوي انها في كل صلاه تدعو له.. انها تترقب سيرته من محمود.. تتطلع اليه كل صباح و هو ذاهب لعمله من خلف ستار شرفتها لتجده ينظر لشرفتها لعله يراها و لا يعرف انها من تترقب رويته بحياء دون ان تظهر نفسها اليه
استرقت السمع الطرقات بابها و ايقنت انها نور
،،،،،،،،،،.،،،،،،،،،،مبسوطة جدا انك اخيرا جيتي
قالتها فاطمة لتلك القادمة بارتباك ملحوظ و التي استقبلتها فاطمة في حديقة منزلها بود و لطف شديد
قبلتها نور و مدت لها بقالب من الشكولاته و استقبلتها فاطمة بفرحة عارمه
أثارت ضحك نور علي عفويتها
قالت فاطمة و هي تجلس علي العشب : النهارده الجو حلو اوي و ده نادرا ما بيحصل من وقت ماجيت هنا
فعلت نور المثل مهتمه بحديث فاطمة و التي باغتتها بالسوال: أنتي لوحدك هنا و لا مع عيلتك
اجابتها نور بهدوء : جيت مع بابا و ماما من وقت الحربثم ابتسمت بحزن لها مردفا : كانت حياتي و دراستي و اهلي هناك في سوريا بس شغل بابا كان بين هنا و هناك و لما بدءت الحرب جيت معاه هنا كملت دراستي و اشتغلت في المستشفي
ثم تساءلت نور : فين عيلتكم ماشوفتش في المستشفي غيرك من أهله
ابتلعت ريقها و غصه بحلقها و قالت بابتسامة حزينه : توفوا من فتره وجيت هنا من فتره صغيره
ربتت نور علي يديها قائله بمؤازة: الله يرحمهم
رفعت فاطمة راسها السماء باشتياق متمته : اللهم امين
عم الصمت لدقائق و تحدثت نور : جميل حجابك يا فاطمة
ابتسمت لها فاطمة بعذوبه : شكرا
متمتمة بداخلها لها بالهدايه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سارحا بعقله مبتسمآ بخفه، يكاد يتآكله االفضول و يري وجهها الان يقسم انه تحول للون الورد من هديته صباحا ابتسم باتساع و هو يتخيل ربكتها و تلك الحمره التي زينت وجنتيها و مفاجئته إليها اليوم..
دخل عليه محمود بنقاشه المعتاد عن العمل
لايعرف ايخجل من صديقه لمشاعره اتجاه شقيقته و لكنه لا يفعل شيء مشين ، هو يحبها و سيتزوجها في الاخير، فقط بعض الوقت حتي يأمن موافقتها و يفاتحه مباشرة
هكذا اقنع يوسف نفسه و انتبه لحديث محمود الذي ما ان انتهي من اخباره ببعض الاعمال، ثم استقام و قال له متسائلا : لماذا لم اراك تصلي اليوم يوسف
ارتبك يوسف قليلا و لكنه قال بثبات : سانهض حالا فقد انشغلت
أومأ له محمود و قال له و هو يخرج: لاتنشغل بأي شيء عن الصلاه يا صديقي فهي من ترتب حياتك و تجعلك تستقيم.
و عقب خروج محمود علي رنين هاتفه بأسم صديق له لم يحادثة منذ فترة
اجابه يوسف و لم يكاد يتحدث و قال الرجل : اين انت چو لم تأتي لمكاننا المفضل منذ فتره
اجابه يوسف مبررا : انشغلت قليلا و لم استطع المجئ
اجابه : تعال اليوم لدينا سهرة رائعه
صمت يوسف قليلا و قال رافضا : ليس اليوم لدي كثير من الأعمال من الممكن في وقت لاحق
و اغلق المكالمة مع
و حاول أن يثني عقله عن تلك السهرة .
،،،،،،،،،،،،،،،
بعد مرور اسبوعين
و تبقي علي اختبارات فاطمة النهائيه اقل من شهرين تحاول جاهده استذكار دروسها و لكن لا شيء ينفع
عقلها بعيدا كليا عن كل هذا، عقلها معه هو، خصوصا بعد حديث محمود الأخير و شعوره بتغير حال يوسف الذي أصبح اكثر عصبيه و انفعالا بسبب تدهور بعض الاعمال اليه ، و هي حزينه لأجله و لا تملك سوي الدعاء اليه و خائفه ايضا من رجوعه بطريقه السابق في وقت انفعاله
سمعت صوت محرك سيارته تحركت و ارتدت شال و الدتها كعادتها و حجابها و توجهت لشرفتها تطلعت إليه و نسيت انها لم تخفي نفسها بالستار كعادتها مما ادي لرؤيته اياها..... وقف اماها، ينظر إليها من اسفل بأعين شغوفه .. يشتاقها هي دون اي شيء اخر .
ارتبكت فاطمه، قليلا عندما ادركت خطأها و عندما ارادت ان تحجب نفسها عنه أشار إليها و رفع هاتفه و وضعه علي احدي اذنيه و في الداخل علا رنين هاتفها برقم غير مسجل ، أدركت انه رقمه و لأول مرة يحدثها
وقفت امامه بحيره تنظر لهاتفها و إليه أومأ له براسه و عينين تترجاها ان تجيب،
وامام وجهه المرهق و ملامحه المتعبه لم تستطع ان تفعل شيء سوي تستمع لقلبها و ان تجيب عليه.
وضعت الهاتف علي اذنها و سمعت صوت تحشرج أنفاسه و صوته خافتا : اشتقت اليكِ
اهتزت بداخلها من نبرت صوته الشجيه و تلعثم الحديث بحلقها دون ان تتفوه بشيء ،
لمعت عيناه و لاحظ ارتباكها و شعورها بكلماته و من ثم قال مره اخري برجاء : فاطمة احتاج اليكِ
خرج صوتها متلعثما و هي تقول : يوسف، هل انت بخير
نفي برأسه و قال باختناق : لست بخير انا تعب للغايه يا فاطمه، ليس من العمل فقد و لكن لانك بهذا البعد عني
صمتت لثواني ضامه يديها تحاول توقف ارتعاشة جسدها و قالت : يوسف
أغمض عينيه و قال هامسا : اريدك بين يداي، داخل اضلعي اريد اشعر بدقات قلبك علي صدري
ارتجفت كليا و قالت ممتنعه عن هذا الحديث بصوت خفيض : يوسف هذا حرام
فتح فيروزته بأتساع و قد تبدلت ملامحه للغضب هادرا بها : لماذا... لماذا.. انا احبك و احتاجك بقربي و اعلم انك تبادليني هذا الشعور ، و انت تقولين مثل هذا الحديث انا لا أريد منك شيء سئ
ام انني علي خطأ و انتِ لاتبادليني الحب؟
،،ليس بهذه الطريقه
قالتها و عينيها تزرف اولي دمعاتها و شعور بالخيبه يجتاحها
هدر مره اخري بصوت عالي يائسا : طريقتك تلك صعبه... صعبه للغايه فاطمة
ردت بحزن تغلغل بقلبها : كنت اظنك بدءت تفهم
مسح علي شعره بعنف يكاد يقتلعه من جذوره و دار حول نفسه : لا أريد ان افهم اي شيء لماذا انت بهذه الصعوبه انا احبك هكذا بطريقتي.. بعيوبي و ميزاتي.. لما لا تتقبليني هكذا و تبقي بجانبي الي ان اموت... في الحب لا يشترط شيء يا فاطمة.. احبك و انت ايضا و هذا يكفي
اختنق صوتها من البكاء قائله : ليس بهذه السهولة
اشتدت أعصابه اكثر و قال بغضب : انت من تُصعبيها علي كلانا، تُحبي يوسف و لكن تريديه شخص آخر شخص صعب عليه لا يشبهه و انا ليس بمثل هذا السوء
سمع صوت شهقاتها عبر الهاتف استدار وونظر لدموعها علي صفحة وجهها و عينيها المليئه بالعتاب والحزن
فاطمة
هتف بها يوسف برجاء ، عندما أغلقت الهاتف و شدت الستار عليها تخبره بإجابتها عليه
استندت بجانب الحائط و اجهشت بالبكاء وخيبه
تعلقت انظاره لثواني بشرفتها المغلقه، ثم مسح هو علي وجهه عدة مرات و دار حول نفسه كا الثور الهائج بعصبيه، ثم توجه الي سيارته و تحرك بها تحت طوع عصبيته المفرطه ر مصدره صرير عالي انشق في سكون الليل ..
،،،،،
يتبع
أنت تقرأ
في عشق الزهراء /سارة حسن
Roman d'amourالعشق.... وهل للعشق طريق؟ وهل تختلف طرقه؟؟ هي العشق الممزوج بالطهر والخجل.. صفائها وسكينتها... دعائها الخفي في سكون الليل...هي النور.. هي المتعبده وهو العشق.. الأجنبي المتفتح.. العاصي والمذنب.. هو المتعايش مع ظلامة .. لم يعرف يوما طريقآ للتعبد...