تآكل

26 3 2
                                    

5:45 am



استيقظتُ في احدى الليالي الدافئة ، استيقظت فجراً ساطعاً بنظري إلى السقف ، الظلامُ قد احتل الغرفة و احتل جسدي، لوحت بيدي و كأني أنظر لشخصٍ يطير فوقي ، و يطلبُ مساعدة ، و كأن فوقه ثقبًا يحاول ابتلاعه، امددتُ يديّ الى اقصاها و امسكتُ بيده ، حاولت جاهداً ان اضمه باتجاهي. لكنّ ما حدثَ قد حدث، قُطعت يدي العفنة لتلوح و تدور فالفضاء العارم و تبتلع من قبل الثقب، كنت مندهشاً، ليس من يدي بَل من عدم خروج الدماء منها و عدم شعوري بالالم.

كانَ حادثاً غريباً، فلقد اختفى الشخص و معه يدي في فضاءٍ مجهول. عندما حاولت تغطية ما تبقى من يدي كان العفن قد وصل الى كتفي، و كل مرة ألمس فيها تلك الكتف يسقطُ منها صدأٌ كالغبار، عَلمتُ أن علي أن اكون مستعداً لخسارة شيء ما من جسدي .

بدأت طعنات الألم تعود مرة أخرى، يضغط على الركن الأيسر من صدري بالتحديد المضخة هُناك ، التي ستصبح صداً بعد عدة أيام، ستتعطل و تتوقف عن ضخ الماء الأحمر القاني و تنفخُ عفن.

بتُ مستعداً الآن، لخسارة أي عضوٍ من جسدي بدون مقابل، لكنني كنتُ حائراً ؛ لماذا اخسر كل هذا بدون إي سبب؟؟! اي لعنة اصابتني لكي انظر الى نفسي تموت بدون اي اسباب، هل أنا ميتٌ بالفعل؟ ام انني جبان لا استطيع انقاذ نفسي؟!
و تاهت كُل تلك الأفكار في بحرٍ لا نهاية له؛ انه النوم!

صدأْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن