أَولُ الحَديث

32 3 1
                                    

6:23 pm

لقد كان الألم فضيعاً للوهلةِ الأولى ، لكنه لم يكنْ بفضاعه الشعور اليتيم الراكن فالزاوية، لقد تركته منذ فترة، فترة طويلة، هجرته بدون اي اسباب ، لكن ندوب ذلك الشعور ما تزال ظاهرة على جدران جسدي من الداخل، كُلما حاولت الهروب لا يذكرني سوى تلك الندوب ، فاعود الى نفس الشعور و بنفس التوقيت الذي شعرتُ به.

الألم الذي اشعُر به ليس كأي ألمٍ اعتدتُ على قسوته، انه مُدمرٌ، قاتلٌ، و اشبه بمفتول عضلات، لم يغرس السكين بجسدي مرة واحدة ، بل كان يغرسها رويداً رويداً، لتشتعل بداخلي نارً لا تنطفىء أبداً.

مع طيف تلك الأيام التي تمنيتُ عدم أنتهائها ، تمنيتُ توقف الزمن على تلك الأيام، لأسرح فيها و اغوص دون اسطوانة التنفس، كم كنتُ خائفاً لما قد يحصل لي بعد هذه الأيام، أنها أيامٌ دون ألم و دون ذلك الشعور ، كم كنت فيها حيًا لاول مرة في حياتي.

و وصلت إلى مرحلة أن أصبح حديداً، نظرتُ إلى أطراف اصابعي لأجدها مغطاة بدرجات متفاوتة من اللون البني و البرتقالي ، من هنا شعرت أنني بدأتُ أصدأْ.

⛓⛓⛓⛓⛓⛓

صدأْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن