وجدتُ المدينة

17 1 0
                                    

1:51 am


بعد تفكيرٍ و لخبطه دام ساعة واحدة وربما أكثر عثرتُ على المفتاح الذي سيفتحُ الباب الشديد الغلق، الباب الذي لطالما كُنت خائفاً من فتحه، خائفاً من تحرير العفاريت بداخله ، اللعنة تحل علي كل مرة ، الآن أقترب من نهاية ذلك الألم أُريد الفرار في مكانٍ شبه مفتوح و خالٍ من الأطلال .


فتحتُ الباب و إذا بعاصفةٍ تضربُ صدري و تدفعني بعيدا عن مقبض الباب، أرتطمتُ بالجدار و أخرجتُ دماً من فمي من شدة الضربة ، جلستُ مرعوباً مما حصل، فاتحاً عيني أشد اتساعهما ، و أنا أنظر للباب المفتوح أمامي و هو ينفرني من دخوله أو تجاوزه،لكن الحياة لا تقف عند عتبةِ باب، لم أخف من العاصفة القادمة ، ربما تهلكُ بي و أخترق الجدار من خلفي لكنني محطمٌ بالفعل! و الألم شيءٌ طبيعي ، أخذتُ أسارعُ بين قدمي بإتجاه الباب و أقفزُ بعيداً لأجعل الباب خلفي. ودخلت!.


هُناك حيث عالمٌ وهمي أو حقيقي كما وصفته، عالمٌ محمر قاني ، تجري فيه بحارٌ حمراء ساخنة، و أنابيب تتضخم مع كُل دفعة ماء، و الأرض المغطاة بمجموعة أنابيب صغيرة و صمامات ، لم أخف ابداً من ذلك المشهد و لم أتألم من قطرات الماء الساخن على جسدي، بدأتُ أكتشفُ ما هو هذا الشي و أين أنا لأرتعش من صوتٍ مبحوح و هو يقول: أنا خائف ، أرجوك لا تؤذيني مرةً أخرى ! صمتُ لوهله وتمتمت :
-هل تعنيني أنا؟؟
-نعم أنا خائفٌ منك
- ماذا ما الذي فعلته لتخاف مني ؟؟؟!
- أنا مضختكَ يا صاحبي ، أنا من جعلتُ تسير و تشعر، تُحب و تكره.
لقد عرفت مع من أتكلم ، أنه القلب، و لطالما أردت أن اتمتم معه:
- أنتَ نكرة
-!!!!
-أنت من يعذبني، بحنينك و شوقك، بتمردك و خروجك عن المعررف! أنت نكرة بدون عقلٍ يرشدك!
- لما تقول لي هذا الآن؟؟
- لأنك و قعت في حرب ألا و هي حربُ الحُب! أنت تتبعُ ما تشعر به تتبع ما يسعدك و هذا ما يجعلني أُريد قتلك!
- أنت لم تشعر ما شعرت به أثناء تلك المعركة! نسيتُ الألم و نساني
- و سقط في هاوية لا تستطيع الخروج منها، أُصمت لم يعد لك مكانٌ في جسدي ، سأوقف كل شعورك و مشاعرك و أجعلك في سباتٍ عميق ، لم تَعد صالحاً ! فقط ضخ الدم و أنت ساكت!.


هجرتهُ ، وبتُ سعيداً و كأنني جثة لا تشعر بوخز السيوف.!


⛓⛓⛓⛓⛓⛓⛓⛓

صدأْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن