(لا تقتربي)

207 8 2
                                    

إهداء:

إلى كل شئ فى حياتى, إلى من جلبتنى إلى هذه الحياة, إلى من أحمد الله على كل شمس تطلع وهى مازالت معى, إلى من شاب شعرها وهى مازالت تعتنى بى, إلى أمى - بدايتى ونهايتى - لن يستطيع قلمى العقيم ولا كلماتى المتواضعة ان تكتب إهداء لكى فكلمات الشكر والإهداء فى كل لغات العالم لن تكفيكى, وأمنيتى من الله أن يديمك فى حياتي وأن يجعل يومى قبل يومك حتى لا أموت مرتين.
بالرغم من إختلاف آرائنا وشخصياتنا وطباعنا وأفكارنا وكل شئ إلا انى أحبكم بشدة وأعتز بصداقتكم ياصديقاتى وخاصة ( ريهام محمود وهدير علي ) اللتان ليس مجرد صديقتين ولكن هم اخواتى التى أكن لهم حب كبير لن يتمكن احد فى الوجود من معرفة حجمه فى قلبي أتمنى من الله بقائنا معا إلى الأبد وحتى ينتهى الأبد.
وإلى ( علي ) إبن أخى الذى أعتبره إبنى أنا أحبك بشدة يا صغيري حفظك الله لنا من كل شر.
وإلى مدرسينى ومدرساتى وخاصة استاذ(محمد ياسر) الذى ساعدنى كثيراً وشجعنى على كتابة هذة الرواية حفظك الله يا استاذى العزيز من كل شر.

****************


المقدمة:

إحذري يا عزيزتي فأنا كالطاعون أو الوباء بل ألعن منهم بكثير فلا تقتربي مهما حدث.
(يوسف)

**************

الفصل الأول( كوابيس الأحلام والواقع)

لن تستطيع الهروب من التفكير حتى إذا خلدت إلى النوم ستحلم بما تفكر فلا داعى للهرب.
*************
أين انا؟ ما هذا اللون الأسود الذى يملئ المكان؟ أنا لا ارى سوى الظلام هل أنا مت؟ هل هذا ظلام القبر؟ هل سوف أ.......... فجأة لمح شعاع ضوء قادم من مكان بعيد فجرى ناحيته متفحصا الشخص القادم من ناحية الضوء إلى أن قال يوسف بخوف:
انت مين؟
فظهر الشخص أكثر أمامه فإذا هى بفتاة سوداء الشعر ترتدى فستان فرح طويل وجميل ولكن ما أفسد شكله الرائع بعض بقع الدم المتناثرة هنا وهناك على فستانها فلما رأها يوسف صعق من الدهشة وقال وهو يقترب منها شئ فشئ:
مريم!!!!!!
فضحكت مريم ضحكة مخيفة قائلة:
يااااه لسه فاكرنى يا يوسف؟!!!
يوسف:
طبعاَ فاكرك انتى وحشتينى كان نفسى تفضلى جمبى ومت......
قاطعته وقالت بلهجة ساخرة:
كان نفسك!! لا بجد كان نفسك فعلا انى افضل جمبك
يوسف برقة:
اكيد يا مريم ازاى تسألى السؤال دا!! انتى عارفة بحبك قد ايه وكان فاضل يومين وتبقى مراتى
فضحكت مريم ضحكة مخيفة مجددا جعلت يوسف يتراجع الى الوراء خوفا منها حتى قالت بعصبية:
لو كنت عايزنى جمبك مكنتش سبتنى اموت
يوسف ببكاء:
مليش ذنب يا مريم ما انتى عارفة حكايتى انى كل بنت بت.......
قاطعته مريم بحدة وعصبية:
ملكش ذنب ايه يا كداب انت السبب فى موتى يارتنى سمعت كلام ابويا هو مكنش مرتاحلك وياما حذرنى منك ومسمعتش كلامه.. ممكن تقولى انا عملتلك ايه؟ علشان تعمل فيا كدا
فنظر يوسف بحزن إلى الأسفل فصاحت مريم بصوت شيطانى رجيم يرعب كل من يسمعه:
قولى عملتلك ايه؟؟
فنظر لها يوسف وهو يرتعش من الخوف فلم يكن يعرف ماذا يقول فأخذ ينظر إلى عين مريم التى بدأ لونها يتحول إلى اللون الاحمر ووجهاها الذى بدأ تملائه الشحوب والدماء وشعرها الأسود الذى أخذ يتساقط على الأرض وكأن أحداً يقصه لها من الخلف فجرى يوسف من هول شكلها وإتجه إلى ضوء آخر منبعث من مكان مختلف فإذا به يرى فتاة شقراء سمينة قليلا ذات عيون خضراء تخطف نظر من يراها عندما راها يوسف إقترب منها قائلا بذهول:
مى!!!
لم تجب مى ونظرت له بحزن وعينيها تترقرق بالدموع فقال يوسف بحزن:
انا اسف ليك انتى كمان بس والله مليش ذب فى موتك برضو
نظرت له بسخرية وقالت بنفس صوت مريم الشيطانى :
انت لعنة وبتحل على كل اللى يقرب منك انت الشر بعينه يا يوسف
فكان يوسف يريد ان يدافع عن نفسه ولكن ما ان لمح ملامح وجه مى تتحول هى الآخرى الى شكل مخيف ومرعب وفمها يندفع منه الدماء بغزارة وأظافرها أصبحت طويلة ومقززة وكانت تطلق ضحكة شياطنية وتقترب منه اكثر فخاف يوسف وكان يرجع بظهره الى الوراء حتى لمح مريم تقترب هى ايضاً وبجانبها فتاة آخرى فتعرف عليها يوسف وقال:
ليلى!!
وكانت ليلى تتحول الى شكل مخيف مثلهم.. والثلاث فتيات يقتربون من يوسف أكثر فأكثر وهم يقولون بصوت مخيف له فحيح كالثعبان:
انت السبب فى موتنا ودلوقتى احنا هنصفى حسابنا معاك
وفجأة إمتدت إيديهن وطولت بشدة الى ان امسكوا جميعاً برقبة يوسف.............. فإستيقظ من النوم مفزوع وهو يصرخ قائلا:
لااااااااااااا
فكان جالس على السرير وجسمه ينتفض من هذا الكابوس المفزع ووجهه يتصبب عرقا برغم برودة الجو الشديد وقلبه يدق بشدة وسرعة كأنه فى سباق وأنفاسه سريعة متلاحقة ظل هكذا بضع دقائق إلى ان هدأ قليلا وتناول هاتفه ونظر الى الساعة فوجدها الخامسة فجراً وسمع صوت المؤذن فى الجامع القريب من بيته يعلن إقامة صلاة الفجر فقام يوسف من السرير ومشى بخطوات متثاقلة بطيئة الى ان وصل الى الحمام فدخله ووقف امام المرآة ينظر الى نفسه نظرات حزن وآسف وأخذ يحدث نفسه قائلا:
اذا كنت شخص سئ حقاً فلماذا لا أرى سوئى بالمرآة؟ فأنا اعرف ان المرآة تظهر حقيقة الاشخاص فلماذا لا أرى نفسى مثلما يرانى الآخرون؟ أم اننى اعمى عن رؤية الحقيقة؟ ........ نعم هذه هى الإجابة. فأنا حقا أعمى مثلما يرانى الآخرون ولكنى لا أستطيع ان ارى هذا السوء لأن أغلبية البشر لن يروا أنفسهم بشكل سئ فكل ما يفعلوه يدعون ان الاشخاص الآخرين يكذبون بشأنهم وانهم ليسو سيئون الى هذه الدرجة.... نعم انها الاجابة
*************
تردد أغنية ( يا أبيض يا أسود) لفرقة كايروكى فى أنحاء الغرفة المظلمة لتعلن عن الساعة التاسعة صباحا تتقلب على سريرها لتمسك هاتفها وتتطفئ المنبه بلمستها الانثوية الرقيقة وتقوم من على السرير متجها الى النافذة وتفتحها فيدخل نور الصباح الى غرفتها ويجعل الرؤية ممكنة فتظهر ملامحها الجميلة (ليندا أحمد)- ذات السادسة والعشرون والقوام الرشيق وعينها وشعرها بنيين كلون القهوة- كانت تنظر من نافذة غرفتها الى السماء الصافية والى الجو الهادئ الجميل فهى تسكن فى الدور السابع عشر والاخير فى عمارة جميلة وحى راقي حتى جاءت أختها فجأة وقطعت عليها تأملها قائلة بصوت عالى:
ليندا انتى صحيتى؟
فزعت ليندا ونظرت لأختها ذات الخامسة عشر سنة قائلة بعصبية:
انتى حيوانة يا يسرا؟ هو انا مش قولتلك 100 مرة تخبطى على الباب قبل ما تدخلى انتى مهما كبرتى لسه عيلة والله
ردت بلامبالاه:
أسفة ماما اللى قالتلى أدخل اصحيكى علشان ميروحش عليكى نومة ويضيع عليكى ال interview بتاع البنك
قالت ليندا وهى تتثاوب:
طب ياستى شكرا انا هجهز واجيلكو
خرجت أختها من الغرفة وأنهت ليندا لبسها سريعا وكانت تلملم أغراضها وتضعها فى حقيبتها حتى سمعت صوت أمها قادما من الصالة تقول:
يلا يا ليندا علشان تفطرى قبل ما تنزلى
خرجت ليندا من غرفتها متجهه الى الصالة الواسعة وجلست حول المائدة بجوار أختها وهى تقول:
صباح الخير ياماما
ردت أمها التحية ثم قالت:
برضو مصرة؟
نظرت لها ليندا بعدم فهم لثوانٍ حتى فهمت مقصدها وقالت بسخرية:
طبعا مصرة اومال انا صاحية بدرى ليه أنا هشتغل فى بنك يعنى هشتغل فى بنك
قالت امها بحنان:
ومتشتغليش ليه فى الشركة اللى جبهالك ابن خالتك؟
ظفرت ليندا ثم قالت بعصبية:
احنا مش اتكلمنا فى الموضوع دا وانا رفضت

لا تقتربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن