يوماً ما ستكتشف وجود شخص فى حياتك قد آذيته حتى إذا كان هذا الإيذاء من وجهة نظر هذا الشخص فقط
******************
فى اليوم التالى عندما ذهبت ليندا إلى العمل لم يكن يوسف قد وصل بعد فبدأت هى بتجهيز مكتبها.. حتى جاء أحدهم وسألها عن يوسف فقالت إنه سيأتى بعد قليل ولكن مرت نصف ساعة ولم يأتى يوسف بعد.. فأخذت ليندا تتصل به مراراً وتكراراً ولكنه لم يجب فخفق قلب ليندا إذ إنه لا يشعر بالخير على الإطلاق..فجاء عميل أمامها أجبرها على التركيز فى العمل
****************
قبل نصف ساعة كان يوسف لا يزال فى بيته ولم يكن قد اُغمض له جفن منذ ليلة أمس وعندما لاحظ يوسف ان الساعة هى الثامنة والربع صباحاً فعرف إنه فاته معاد العمل فلم يأبه وقرر عدم الذهاب وأيضاً إتخذ قرار آخر فى غاية الخطورة.. فإرتدى ملابسه ونزل من بيته متجهاً إلى سوبر ماركت العُقبى بينما كانت ليندا تتصل به على هاتفه وهو لم يجب وعندما وصل يوسف إلى السوبر ماركت الذى يتكون من طابقين سأل أحد العمال عن مكان المدير وصاحب المحل فقال له إن مكتبه يوجد فى الطابق الثانى فصعد يوسف الطابق الثانى حتى وجد باب مكتوب عليه (غرفة المدير) كان يوجد أحدهم يقف على الباب فإستأذنه يوسف بالدخول إلى المدير فقال الرجل بطريقة مهذبة:
فى مشكلة لقدر الله مع حضرتك يا فندم؟
يوسف بإبتسامة باهتة:
لا مفيش مشكلة ولا حاجة بس الإستاذ نوح صاحب السوبر ماركت يبقى صديق ليا من زمان فحبيت اجى أسلم عليه
الرجل:
طبعاً يا فندم بس لو سمحت قولى اسم حضرتك ايه وانا هدخل أبلغ المدير حالاً
يوسف:
يوسف على احمد
تبسم الرجل وقرع الباب فجائه صوت من الداخل يقول (إدخل) غاب الرجل لبضع ثوانٍ ثم خرج وهو يبتسم ويشير ليوسف بالدخول قائلاً:
إتفضل يا أستاذ يوسف
أخذ يوسف نفس عميق وزادت سرعة ضربات قلبه بشدة ولكنه تمالك نفسه ودخل الغرفة التى وجه نظره على شئ واحد بها وهو ذلك الرجل الذى يجلس خلف مكتبه وما أن رأى يوسف حتى قام من مجلسه.. وهو رجل من النوع الذى تنسى ملامحه سريعاً فلا تعلق بالذاكرة إلا شئ واحد به يجعلك تنسى شكله كله وتتذكر هذا الشئ بالذات وهى عيونه السوداء الواسعة بشدة التى تكاد تكون مرعبة قليلاً.. وبمجرد ان رأه يوسف إنهار سيل من ذكريات المدرسة الثانوية داخل عقله.. وقطع تدفق هذا السيل إندفاع هذا الرجل ناحية يوسف وهو فاتح زراعيه ويقول ببشاشة وهو يحتضنه:
مش معقول (يوسف على) عبقرى الشلة
فأخذ يضمه بشدة ويقبله بينما يوسف شارد الذهن تماماً ووجه خالى من اى تعبير.. فقال الرجل بعد ان افلته من ضمته:
ايه يا يوسف؟ عامل ايه؟ مالك متنح كدا ليه؟
تبسم يوسف قليلاً وقال:
الحمدلله يا نوح.. لا ولا حاجة بس مستغرب مش أكتر
فأجلسه نوح وجلس أمامه مباشراً وقال بعدم فهم:
مستغرب من ايه يا يوسف؟
كان يوسف على وشك الحديث فقاطعه نوح قائلاً وهو يستدعى أحد العاملين:
قولى بس تشرب ايه الاول علشان بعد شوية أخليهم يحضروا الفطار دا انا مش هسيبك النهاردة دا انا مصدقت لقيت حد من أيام ثانوى
عندما سمع يوسف كلمة مشروب وفطار تذكر السم الذى كان فى الشيكولاتة فقال بفزع:
لا ولا حاجة خالص مش عايز أشرب ولا آكل
نوح بإصرار:
والله ما يحصل دا انت فى سوبر ماركت صاحبك وحبيبك بتاع زمان وتقولى لا هتشرب ولا هتاكل على جثتى مش هيحصل
يوسف بإنفعال:
قولت مش هاكل ولا هشرب حاجة
نوح بإستغراب:
خلاص ياعم متتعصبش كدا براحتك
فدخل الرجل الذى إستدعاه نوح فأمره أن ينصرف مرة آخرى وقال ليوسف:
بس على فكرة زعلان منك ينفع تبقى فى محل أخوك ومتشربش ولا تاكل حاجة
يوسف بجدية:
وهما الأخوات بيعملوا كدا فى بعض يا نوح؟
نوح بعدم فهم:
بيعملوا ايه يا يوسف؟ انا مش فاهم حاجة
يوسف بعصبية:
لا فاهم.. مين اللى قتل مي ومريم وليلى؟
نوح بإستغراب:
أولاً مين مريم وليلى دول؟ ثانياً مي الله يرحمها ماتت موتة طبيعية وكلنا عارفين كدا
يوسف بسخرية:
لا والله متعرفش مريم وليلى وبعدين مش عارف إن فى حد إدى عم حمدى صاحب الكشك اللى قريب من بيتى 3 شيكولاتات محقونين سم وقاله لما يوسف يجى يشترى منك متخليهوش ينقى وإديله دول إنت
حملق نوح فى يوسف بعينه الواسعة بذهول وقال:
سم ايه؟ وعم حمدى ايه؟ ايه اللى انت بتقوله دا يا يوسف؟
أخرج يوسف من جيبه الثلاث ورقات الخاصة بالسوبر ماركت -اللذين كانو يحتوا على الثلاث شيكولاتات- وأعطاهم لنوح وقال بجدية:
انت فاهم كويس ايه اللى انا بقوله يا نوح
****************
فى نفس الوقت كان نديم فى سيارته متجه إلى البنك الذى تعمل به ليندا وهو يضع هاتفه على آذنه ويتصل بها.. فأجابت ليندا على الفور قائلة:
الو يا نديم.. كويس انك إتصلت يوسف مجاش الشغل وكمان مش بيرد على موبايله أنا قلقانة شوية
نديم بعصبية:
لا إقلقى جامد يوسف الحمار راح لنوح صاحبه بتاع السوبر ماركت
هبت ليندا واقفة غير عابئة بالعميل الذى يقف أمامها وقالت بفزع:
ايه.. يا نهار أسود طب روحله يا نديم
نديم:
أروح لمين انا جايلك انتى أنا قربت من البنك لمى حاجاتك وأخرجى إقفيلى بره البنك بسرعة خلينا نشوف هنتنيل نعمل ايه وخليكى معايا على التليفون اوعى تقفلى لغاية ما أشوفك
لملمت ليندا أشيائها سريعاً فى وسط أسئلة زملائها وأسئلة رضوى التى لم تجب ليندا على اياً منهم.. وخرجت سريعاً من البنك دون حتى أخذ الإذن من المدير.. وظلت واقفة على الطريق أمام البنك وكل هذا ولم تغلق المكالمة مع نديم الذى قالت له:
أيوة يا نديم أنا خرجت أهو ومستنياك على الطريق
نديم:
انا قربت اهو
ليندا بخوف:
انت عرفت منين ان يوسف راح لنو......
لم تكمل جملتها لانها تفاجأت بسيارة سوداء كبيرة وقفت أمامها وخرج منها رجلين عملاقين وأخذوها فصرخت بشدة قبل ان يكمموها ويلقو بهاتفها على الأرض ويدخلوها السيارة وينطلقوا بسرعة.. كل هذا ونديم على الهاتف يصرخ عندما سمع صريخ ليندا وأخذ يقول بفزع:
ليندا.. ليندا ردى عليا يا ليندا
أسرع نديم بسيارته وعندما وصل الى البنك لم يجد ليندا تقف امامه ووجد هاتفها ملقى على الارض فإتصل بيوسف وهو مفزوع.. بينما يوسف فى ذلك الوقت كان يخبر نوح بكل شئ إكتشفه عنه ويروى له الحكاية وما ان إنتهى حتى سأله بحزن قائلاً:
أنا عملت فيك ايه يا نوح علشان تعمل فيا كل دا؟
لم يجب نوح الذى خلا وجهه من اى تعبير فرن هاتف يوسف الذى أجاب على الفور عندما وجد المتصل نديم وما ان أجاب قال نديم بعصبية شديدة:
بتعمل ايه عندك يا حيوان قوم إمشى بسرعة.. ليندا إتخطفت
هب يوسف واقفاً وقال بذعر:
ايه؟ إتخطفت؟ إزاى؟ وإنت كنت في.....
لم يكمل يوسف كلامه لانه تفاجأ بقبضة نوح القوية تضربه فى وجهه بشدة فألقى مُغمى عليه وسط صريخ نديم قائلاً:
يوسف.. انت يا زفت.. روحت فين انت كمان؟
*****************
فتح يوسف عينه ببطئ وبصعوبة شديدة فكانت الرؤية ضبابية له ولكن سرعان ما إتضحت أمامه ورأى مكان كبير الإضاءة فيه خافتة وناحية اليمين يوجد باب خشبى قديم هو وسيلة الخروج والدخول من المكان.. فكان المكان ملئ بالأتربة ومهمل بشدة وكان يوسف يشعر بالدوار ولكنه حاول النهوض فلم يعرف لأنه أدرك إنه مربوط بالحبال فى الكرسى الذى يجلس عليه.. فحرك يوسف رأسه ناحية اليسار فتفاجأ بليندا مقيدة هى الآخرى فى كرسى بجانبه ومغشى عليها ففُزع يوسف وقال بصوت واهن ضعيف لا يكاد يخرج من بين شفتيه:
ليندا.. فوقى يا ليندا
ولكن هيهات أن يفيق اى حد من تأثير هذا الصوت الذى بالكاد يُسمع فأخذ يوسف يبلع ريقه محاولاً أن يستدعى قوة صوته حتى نادى عليها مرة آخرى بصوت لا بأس به.. أخذ ينادى عليها أكثر من مرة حتى أخيراً بدأت فى فتح عينها وتحريك رقبتها شئ فشئ وعندما فاقت أخذت تنظر حولها بصدمة فسألها يوسف بقلق:
انتى كويسة؟
نظرت له ليندا بعينين زائغتين واومأت رأسها إيجاباً ثم تسألت بفزع عندما رأت أثر كدمة على وجه يوسف:
ايه اللى فى وشك دا؟ وإحنا فين؟
يوسف:
مش عارف ومش حاسس بأى حاجة فى وشى
جاء شخص كان يجلس خلفهم بمسافة وقال بسخرية:
انا هقولكم.. انتو فى مكان محدش هيعرفلكو فيه طريق جره
نظرا الاثنين إلى الشخص الذى وقف أمامهم فلم تتعرف عليه ليندا بينما تعرف عليه يوسف وقال بمقت:
كل دا يطلع منك انت يا نوح
ضحك نوح بسخرية بينما قالت ليندا بذهول ممزوج بالرعب:
انت نوح صاحب السوبر ماركت اللى عمل السم وحطه فى الشيكولاتة؟
قال نوح بسخرية وهو يقترب من ليندا:
أيوة الله ينور عليكى
يوسف بإنفعال:
ملكش دعوة بيها لحس...
ضحك نوح وقال:
يا يوسف يا حبيبى انت فى وضع ميخلكش تهددنى بأى حاجة فبلاش إنفعال على الفاضى
وجه نوح نظره إلى ليندا مرة آخرى وقال لها بدهشة وهو يتفحصها بعينه الواسعة:
بقى انتى بقى اللى عرفتى تكشفينى؟
نظرت له ليندا بتوجس ولم تجب عليه فقال وهو يتمشى أمامهم بفخر:
بس ايه رأيكو فى اللى انا عملته مش بذمتكو مظبوط بالشعره؟
يوسف بعصبية وتساؤل:
ليه؟ ليه عملت كل دا؟ انا آذيتك فى ايه علشان تعمل فيا كل دا؟
إقترب نوح من وجه يوسف وقال بكراهية:
انت من ناحية آذتنى فإنت آذتنى كتير
يوسف بدهشة:
انا؟
نوح بسخرية مليئة بالحزن:
متستغربش اوى كدا هحكيلك كل حاجة أظن من العدل إنكم تفهموا كل حاجة قبل ما أقتلكم
فُزعت ليندا عند ذكره لفعل (أقتلكم) فبدأت تتصب عرقاً وتتنفس بصعوبة وعندما لاحظ يوسف ذلك أخذ يوبخ نوح ويمطله بوابل من الشتائم ولكن نوح لم يأبه مطلقاً لما يقوله يوسف وقال بلامبالاة:
أهو المكان اللى انتو فيه دا هو اللى كنت بعمل فيه السم وبحقنه فى الشيكولاتة
ليندا بصوت مبحوح:
ليه؟ ليه بتعمل كدا؟
نظر نوح فى عين ليندا وقال بحزن وكراهية:
لما حد ياخد منك شخص بالنسبالك هو كل حاجة فى حياتك هو اللى بتتمنيه ليل نهار اللى بتتنفسى الهوا اللى بيطلع منه اللى متقدريش تعيشى وهو مع حد تانى
صمت قليلاً ثم أكمل بمقت:
ساعتها بس بتبقى عايزة تعملى اى حاجة علشان تنتقمى منه
يوسف بدهشة:
ايه الكلام الاوفر دا؟ ومين الشخص دا بقى اللى انا أخدته منك وانت بتنتقم منى علشانه؟
إقترب نوح من وجه يوسف حتى شعر يوسف بأنفاسه الحارة التى تلفح وجهه حتى قال نوح بحقد:
مي
رفع يوسف أحد حاجبيه وقال بإستغراب شديد:
مي.. إزاى؟ انا مش فاهم حاجة
نوح بعصبية وهو يبتعد عن وجه يوسف:
لا فاهم انت أخدت منى مي
حملق به يوسف بفاه مفتوح وأخذ يقول بتلعثم:
إزاى؟ إزاى؟.. انت... انت.. مي.. مش فاهم.. انا
نوح:
بس بس كفاية تأتأة
يوسف بصدق:
بس أنا مخدتش منك مي هى كانت بتحبنى
إنفجر نوح غاضباً وقال:
لاااااااا إنت سرقتها منى
ليندا بسخرية:
هى ايه دى اللى سرقها منك؟ هى 100 جنية دى إنسانة من لحم ودم وليها إختيارتها الخاصة
نوح بسخرية:
مي كانت بتحبنى أنا وحبيبك خطفها منى
يوسف بذهول:
نعم مين دى اللى كانت بتحبك؟
نوح:
مي كانت بتحبنى.. لما كانت بتتكلم معايا كنت بحس من طريقتها إنها بتحبنى
ضحك يوسف بسخرية وقال:
بتتكلم معاك فين وامتى؟ دا انا مكنتش بسبها لحظة من وإحنا صغيرين لغاية ما دخلنا الجامعة كانت بتكلمك امتى بقى؟
نوح:
ساعات لما أبوها كان بيتعب ويحتاج حقنة او محلول يتعلقله ضرورى كان بيبعت مي عندنا فى البيت تاخد ابويا علشان يركبله المحلول او يديله الحقنة وساعتها كنت بسبق ابويا انا وهى على بيتهم وكانت فى الطريق بتتكلم معايا وحسيت إنها معجبة بيا بس إنت طبعاً كرهتها فيا لأنى فى مرة شوفتها فى السوق وجيت أسلم عليها معبرتنيش وقالتلى متكلمنيش تانى لأقول ليوسف وساعتها هيمرمطك.. رغم إنها كانت بتتكلم معايا وانا رايح معاها لبيتهم.. فتأكدت ساعتها ان انت اللى ورا كرهاها ليا دا
يوسف بذهول:
انت مجنون يا نوح.. انت كنت ساكن على بُعد شارعين من بيتها والمسافة كانت صغيرة جداً وهى فى الايام اللى ابوها كان تعبان فيها طبيعى كانت بتبقى خايفة على أبوها.. وبتجرى بسرعة علشان تلحق تجيب ابوك يعنى ممكن تأخد دقيقة رايح ودقيقة جاى كانت بتكلمك امتى بقى؟... انت فعلاً مجنون مي مكانتش بتحبك انت مي كانت بتحبنى أنا
نوح بتنهيدة:
قول اللى إنت عايز تقوله علشان تقنع نفسك بيه وتقنعنى انى غلطان بس انا بقى متأكد إنها كانت بتحبنى لولا انك حشرت مناخيرك فى الموضوع علشان كدا باظ
ليندا بتساؤل:
على كدا بقى انت اللى قتلت مي؟
بدأت عين نوح تترقرق بالدموع وقال بصوتٍ حزين:
اة انا اللى قتلتها
يوسف بإشمئزاز:
وعامل نفسك بتحبها
نوح والدموع تتساقط من عينه:
أيوة حبتها ولسه بحبها جداً بس كنت كارهك أكتر علشان كدا قررت أنتقم منك حتى لو دا هيخلينى اقتل أكتر حد بحبه فى الدنيا دى.. علشان كدا إستنيت أول ما أدخل الجامعة ودخلت كلية علوم وكنت شاطر جداً فيها وعرفت أعمل سم وإشتريت كام شيكولاتاية وحقنت السم فيهم وقفلت غلاف الشيكولاتة تانى بالسمغ وروحت لعم حمدى بتاع الكشك اللى تحت بيتكو واللى انت كنت متعود دايماً تشترى شيكولاتة لمي من عنده وإديتله كام واحدة محقونين وإديته فلوس وقولتله لما يجى يوسف يشترى منك إديله من دول بالذات وقوله إنهم لسه جاين وطازة.. ودا كان قبل نتيجة مي بيوم واحد وأنا كنت عارف إنها هتنجح مهو عبقرى الشلة هو اللى كان بيذاكرلها وفعلاً نجحت وكنت متأكد إنك هتجبلها شيكولاتة علشان هى بتعشقها وكنت صح وفعلاً نزلت تشترلها شيكولاتة من الكشك وعم حمدى نفذ اللى قولتهوله بالحرف وبعد أسبوع سمعت خبر وفاتها
ومع آخر جملة قالها نوح جلب كرسى له وجلس عليه وكان ظاهر على ملامحه الحزن الشديد وكان يبلع ريقه بصعوبة ومرارة كأنه صبار ينزل فى جوفه.. فقال ببكاء:
سمعت خبر وفاة الإنسانة الوحيدة اللى حبتها واللى انا كنت السبب فى موتها
أخذ يوسف يبكى بشدة وهو يتذكر مي وكل ذكرياته معها.. فقال بإنفعال وبصوت محشرج:
مكنش كفاية مي ليه قتلت الباقين؟
قام نوح من مجلسه وقال ببرود بعد ان مسح دموعه التى بروزت عينه الواسعة:
هو انت فاكر انى بعد ما هان عليا اقتل مي حبيبة قلبى مش هيهون عليا اقتل نفسى شخصياً.. مكنتش مريم ولا ليلى دول فارقين معايا ولا كانت فارقة معايا ليندا برضو فى آخر مرة.. اللى كان فارق معايا هو انت
نظر له يوسف بإستغراب فأكمل نوح بكراهية:
ايوة انت يا يوسف.. كان فارق معايا انى اكسر قلبك على قد ما اقدر كان فارق معايا اخليك تعيش وحيد زى الكلب الجربان الكل خايف منك ومش عايز يقربلك كإنك وباء او شيطان كنت عايز أخليك تحس كل لحظة بالوجع وكنت عايز اخلى عينك متنشفش أبداً من الدموع علشان كدا بعد ما عزلت وروحت الزماللك عملت زيك وبعت الشقة بعد ما ابويا مات وجيت فتحت سوبر ماركت قريب من بيتك علشان تشترى منى دايماً.. ولما مريم اللى كانت هتبقى مراتك قبل ما تموت بيومين جتلى السوبر ماركت كنت عامل حسابى وخليت اللى شغالين عندى يعملوا حركة الهدية المجانية دى وخليتهم يدوا الشيكولاتة المحقونة لمريم بالذات وبعد اسبوع عرفت انها ماتت وإنك بتتعذب علشانها ونفس الكلام عملته مع ليلى مع تانى مرة جتلى فيها السوبر ماركت.. اما بالنسبة لليندا فكنت مستنيها تيجى هى كمان فكنت معين حد يراقبك 24 ساعة ولما الحد دا قالى إن ليندا جتلك وانك نزلت وجاى تشترى حاجات من السوبر ماركت إستغليت الفرصة والمرة دى إديتك إنت الشيكولاتة.. كدا كدا انا عارف إنك مش بتحبها وإنك كنت هتديها لليندا وحتى لو كلت معاها مكنش هيفرق معايا غير إنك هتموت وتترحم من عذابى ليك
صمت قليلاً ثم نظر لليندا وأكمل:
وفجأة عرفت من اللى معينهم إن نديم إبن خالتك بيدعبس ورايا وأنا ليا معارفى فى البوليس زى ما انتى ليكى برضو فإتصلت بيهم وعرفت ان نديم ودا الشيكولاتة لحد يحللها وعرفو ان فيها سم علشان كدا إبتديت أقلق فجهزت رجالتى وقولتلهم يقفو عند البنك وأول ما تخرجى انتى ويوسف يخطفوكو ويجبوكو على هنا بس يوسف وفر علي رجالتى وجالى بنفسه لغاية عندى.. ودلوقتى بقى انا هرتجل بدل السم اللى فى الشيكولاتة هنخليه حاجة تانية اسرع
ذهب نوح وأحضر ثلاثة انابيب ووضعهم امام يوسف وليندا وقال:
الإرتجال هيكون انى افتح عليكم الغاز وأقفل الباب ورايا كويس وهسيبكم تموتو مع بعض يا عصافير الحب ومعلش بقى هتكحو كتير اوى وهتتعذبو شوية عقبال ما تتخنقو وتموتو بس مش مهم كله يهون طالما انتو مع بعض
صرخ يوسف بشدة قائلاً:
لاااااااااااا سيب ليندا فى حالها حرام عليك هى ملهاش ذنب انا قدامك أهو إعمل فيا اللى إنت عايزه بس سبها ابوس ايدك سبها
وأخذ يبكى بهسترية فبكت ليندا هى الآخرى وقالت:
يفيد بإية أعيش وانت ميت يا يوسف.. انا مليش غيرك فى الدنيا ومن بعدك اتوه وأضيع
سقف نوح وقال بسخرية:
ياااااه إفرح يا يوسف هتموت مع حد بيحبك مش هتموت وحيد زى ما انت كنت خايف
نظر يوسف وليندا لبعضهم البعض وعيونهم حمراء متورمة من كثرة البكاء وقالا لبعضهم فى وقت واحد:
انا بحبك
ضحك نوح بشدة وقال:
يابختك يا سى يوسف عندك حد بيحبك لدرجة إنه مستعد يموت معاك على إنه يعيش لوحده.. يلا بقى للأسف قصة الحب الجميلة دى لازم تنتهى.......
وفجأة كسر أحدهم الباب وإقتحم المكان وهو يقول بسخرية:
لا قصة الحب دى مش هتنتهى بقى ايه قولك
نظروا ثلاثتهم تجاه هذا الشخص فوجدوه نديم.. ففرحت ليندا بشدة وقالت ودموعها تتساقط ولكن هذة المرة من الفرحة:
نديم!!!
كان نديم يحمل سلاحه ويوجهه ناحية نوح وقال بسخرية:
بص يا نوح انا لو عليا عايز علاقتهم تنتهى اكتر منك بكتيييير بس أكيد لو هحاول أفركشها مش هفركشها بالطريقة القذرة دى
إنتفض جسد نوح وأخذ يحملق فى المسدس الموجه أمامه بخوف شديد فقال نديم بطريقة ظابط الشرطة الذكى:
أنا إستدعيت القوات وهما زمانهم جاين.. عايز اقولك انا واقف على الباب بره من بدرى بس مردتش أقتحم غير لما أسجل إعترافك كامل بكل اللى انت عملته.. ودلوقتى بقى بهدوء كدا إنزل على ركبتك وحط إيدك الاتنين ورا راسك
ظل نوح ثابتاً كتمثال محنط فقال نديم بنبرة تهديد:
إخلص وإعمل اللى قولتلك عليه
لم يأبه نوح هذة المرة أيضاً وظل ثابتاً كما هو فقام نديم بإطلاق رصاصة بجانب نوح مباشراً فصرخت ليندا بينما قال نوح بذُعر وهو ينزل على ركبتيه وينفذ كلام نديم:
خلاص خلاص هنزل اهو
وما ان وضع نوح يده خلف رأسه حتى إقترب منه نديم بحرص وكبله بالأصفاد.. وفجأة دخل النقيب خالد من الباب وهو رافع سلاحه وما أن رآه نديم حتى قال بسخرية:
جاى بعد ايه يا موكوس ما انا عملت كل حاجة خلاص
ضحك خالد وقال:
ياعم العربية بنت الجازمة عطلت بيا
نديم:
طب تعالى شوف المعفن دا عقبال ما أفك ليندا
ذهب خالد وأمسك بذراع نوح المكبل وأخذه للخارج حتى تأتى القوات بينما كان نديم يفك ليندا وما أن وفك وثاقها حتى إرتمت فى حضنه وهى تقول بحنان:
أنا بحبك اوى يا نديم يا أحلى أخ فى الدنيا
كان نديم مصدوم من فعلتها هذة ولكنه ضمها هو الأخر بالرغم من ان كلمة أخ هذة أوجعت قلبه بشدة.. وكان يوسف يلاحظ ذلك ويعض على شفتيه من الغيرة.. بعد ان حضنت ليندا نديم ذهبت وفكت يوسف الذى أخفى غيرته وإبتسم لها وكان على وشك ضمها إلى صدره ولكن سرعان ما قال نديم بعصبية:
متجيش جمبها ياض لما تتجوزو يا أخويا
يوسف بمكر:
وإشمعنا حضنتك انت؟
نظر نديم لليندا وقال بإبتسامة تخفى ورائها حزن كبير:
علشان انا أخوها
تبسمت ليندا وقالت:
ربنا يخليك ليا
إبتسم نديم.. سمعو صوت سرينة سيارات الشرطة فى المكان فقد وصلت القوات التى إستدعها نديم فقال وهو يتجه إلى الباب:
يلا بينا
تسألت ليندا وهى تخرج هى ويوسف وراء نديم:
انت عرفت مكانا منين؟
ضحك نديم وقال:
مهو انا بصراحه مكنتش واثق فى يوسف فحطيت فى جراب موبايله جهاز تتبع علشان كدا عرفت انه راح السوبر ماركت الصبح وعرفت مكانكم دلوقتى منه
ضحك يوسف وقال وهو يلتف ناحية الباب مجدداً:
تصدق فكرتنى هدخل أشوف موبايلى
أوقفه خالد وهو يقول:
تعالى يا يوسف تليفونك كان فى جيب الزفت دا
أخذ يوسف هاتفه وهو ينظر بمقت لنوح الذى أدخلوه رجال الشرطة فى البوكس وقال بسخرية:
ورينى بقى هتعمل ايه.. هتأكل البوليس هو كمان شيكولاتة؟
نوح بكراهية شديدة:
لا هعمل حاجة تانى
النقيب خالد بسخرية وهو يركب البوكس:
طب يلا بينا على القسم بقى وورينا هتعمل ايه
إنطلق البوكس وخلفه سيارة نديم الذى ركب معه يوسف وليندا
****************
أنت تقرأ
لا تقتربي
Mystery / Thrillerتتحدث الرواية عن (يوسف) فتى تعيس الحظ جميع البنات اللاتى يحبهم ويقترب منهم يموتون بلا سبب واضح ويصبح منبوذ بين الجميع فيقابل (ليندا) التى تكتشف أشياء عن قصة يوسف تقلب الأمور رأسا على عقب... نوع الرواية: رومانسية، غموض، جريمة تصميم الغلاف: هدير على♥...