ليتك يا صغيرتي لم تعرفى عنى شئ فتفاصيلى كريهة إلى أبعد حد ليتنى بقيت غامضاً بالنسبة لك..... ليتنى*************
بعد مرور شهر كانت ليندا فى طريقها إلى أول يوم عمل لها بعد ان تم قبولها فى البنك وبعد أن قامت بالكشف الطبى...... كانت الساعة الثامنة صباحاً عندما وصلت ليندا للبنك وكانت ترتدى الزى الرسمى...... وبعد عشر دقائق كانت ليندا تجلس فى شباك رقم 6 بعد ان عرفت بعض التفاصيل عن العمل من صديقتها الجديدة رضوى التى تجلس بجانبها فى شباك 5 فكانت رضوى أكبر من ليندا بخمس سنوات وكانت لديها خبرة فى العمل وكان من حسن حظ ليندا انها ستجلس بجانبها ولكن أيضاً من سوء حظها إنها ستجلس بجانب يوسف هكذا قالت لها رضوى بإستياء فقالت ليندا متسائلة:
يوسف مين؟
رضوى:
المنيل اللى بيقعد فى شباك 7 جمبك
ليندا:
وماله دا بقى؟
رضوى:
لا دا حكايته حكاية محدش فاهم هو قاتل ولا عليه جن ولا ايه
ضحكت ليندا قائلة بسخرية:
عليه جن!!!
رضوى:
أنا مش عارفة احكم بصراحة فى ناس بتقول قاتل وناس بتقول عليه جن
قالت ليندا بإستغراب ونفاذ صبر:
أيوة إيه حكايته دا يعنى؟ علشان الناس تقول عليه كدا
رضوى بتوجس:
كل البنات اللى بيقربوا منه يا بيقتلهم هو يا اللهم إحفظنا بيسلط عليهم جن يقتلهم
تعصبت ليندا من طريقة رضوى الغامضة فى سرد أحداث هذة الحكاية الغريبة لهذا الرجل الذى يجلس بجانبها فقالت بطريقة حاولت ان تبدو حازمة وفى نفس الوقت تخلو من العصبية:
رضوى لو سمحتى لو عايزة تحكى حكاية الشخص دا علشان أخد حذرى منه زى ما انا فهمت من كلامك فياريت تح.....
قطعت رضوى حديث ليندا مشيرة لها أن تصمت فلاحظت ليندا شخص يجلس بالقرب منها فعرفت إنه يوسف وعرفت لماذا قطعت رضوى حديثها فقررت ان تلتفت لترى من هذا الشخص الذى يقال عليه قاتل وانه قتل فتيات او ان الجن هو الذى فعل ذلك..... وما أن إلتفت ليندا ورأت يوسف حتى صعقت من هول المفاجأة وقالت فى نفسها:
دا حقيقى!!! دا هو اللى انا شوفته من شهر فات لما روحت الادارة علشان المقابلة ووقتها حسيت انى هشوفه تانى ودلوقتى انا بشتغل معاه فى نفس البنك وقاعدة جمبه كمان
وما أن جلس يوسف حتى قال بدون أن ينظر لأحد:
صباح الخير
لم تجب رضوى عليه ولا كمال الذى يجلس بجانبه فى شباك 8 ولكن ليندا قالت برقة وهى تنظر له:
صباح النور
إستغرب يوسف لأن أحداً رد عليه لأول مرة منذ فترة وشعر أيضاً أن هذا الصوت الانوثى الناعم جديد عليه فهو يعرف ان هذا الصوت ليس صوت رضوى الرجولى الخشن وبالطبع ليس صوت كمال فنظر ناحية الصوت وتفاجأ بليندا الذى شعر لوهلة إنها إبنة للشمس او للقمر فهو لا يعتقد أن إمرآة عادية أنجبت هذة الفتاة..... وكطبيعة يوسف التلقائية ظهر كل ما شعر به تجاه ليندا فى عينه مما جعل ذلك ليندا ترتبك وتحمر وجنتيها... وما أن لاحظت رضوى ذلك حتى قالت بصوت عالى قلق:
ليندااااااااا
أفاقت ليندا من شرودها فى عين يوسف كذلك الأخير أفاق وفهم لماذا نادت رضوى على ليندا وهى قلقة بهذا الشكل فعاد يوسف إلى عمله بينما قالت ليندا لرضوى بشرود:
نعم؟
رضوى بسخرية:
نعم الله عليكى يا حبيبتى.... إنتى تنحتى فيه كدا ليه؟
ضحكت ليندا وقالت بخجل:
أصلى شوفتى فى الادراة وانا كنت مستنية ال interview فا..
رضوى:
بس بس انتى مش عارفة تجمعى كلامك أصلاً يابنتى حرام عليكى ملقتيش غير دا اللى تتنحى فيه وتفضلى فكراه من ساعتها
ليندا بكسوف ممزوج بالسخرية:
هو ماله يعنى؟
قالت رضوى بقلق وصوت هامس:
يابنتى مهو دا الواد اللى بقولك عليه ياقاتل يا ملبوس
صُدمت ليندا وعاودت النظر ليوسف الذى كان يستقبل أول عميل له اليوم وأخذت تدقق فى هذة الملامح البريئة وتسأل نفسها كيف تكون هذة الملامح ملامح قاتل؟ ولكن أيكون ملبوس؟ أفاقت من تفكيرها ونظرت لرضوى وقالت:
أنا عايزاكى تحكيلى كل حاجة تعرفيها عن يوسف
رضوى هامسة:
طيب بس مش دلوقتى لما نخلص شغل نبقى نروح سوى وأحكيلك ودلوقتى شوفى العميل اللى جاى عليكى
جاء رجل ووقف أمام شباك ليندا فقالت الاخيرة بإبتسامة:
توأمر بإيه يا فندم
العميل:
عايز أسحب 5000 جنية من رصيدى
*************
مرت ساعات أول يوم عمل لليندا بطيئة مما جعل حماسها وتشوقها لسماع قصة يوسف من رضوى يزدادو بشدة فكانت الكلمتان التى وصفتا رضوى بهما يوسف – إما قاتل أو ملبوس – يترددان فى ذهن ليندا كل دقيقة فكانت تحاول التركيز فى عملها فهذا العمل خطير ويحتاج الى تركيز كبير كما قالت لها رضوى محذرة:
احنا هنا بنتعامل مع فلوس ولو حاجة نقصت وملقنهاش لقدر الله هتدفعيها من جيبك فخلى بالك لتيجى فى مبلغ كبير.. هتكون ليلتك سودة ساعتها
ورغم خوف ليندا من تحذير رضوى الا انها لم تستطع التوقف عن التفكير فى يوسف وماهية قصته...... مرت 8 ساعات من العمل وما ان انتهت ساعات العمل وانتهت ليندا من آخر عميل حتى بدأت فى ظبط الأموال والتأكد من عدم وجود اى خلل ولحسن حظها لم تجد اى مشاكل فحمدت ربها فهى لم تكن راضية على أدائها اليوم اذ كانت لا تستطيع التركيز فى عملها لخمس دقائق كاملة دون ان يشوش يوسف وقصته تركيزها...... جاءت رضوى بعد ان انتهت هى الآخرى واقتربت من ليندا التى كانت فى انتظارها وقالت:
يلا يا ليندا هوصلك البيت بعربيتى احنا طريقنا واحد وهحكيلك كل حاجة فى السكة
فنظرت ليندا الى يوسف الذى يجمع اشيائه ليهم بالرحيل وتنهدت قائلة:
يلا
ركبت كلاً من ليندا ورضوى سيارة الاخيرة التى انطلقت فى طريق العودة.... بعد مرور عشر دقائق صمت بينما تقود رضوى وليندا تجلس بجانبها تفكر.. حتى قطعت رضوى هذا الصمت وهى تمد يدها من جيبها لتخرج شيكولاتة صغيرة وتعطيها لليندا فقالت الاخيرة بإبتسامة:
لا شكراً مبحبش الشيكولاتة
ضحكت رضوى قائلة:
فى حد فى الدنيا مبيحب....
قطعتها ليندا قائلة:
معلش يا رضوى بس ممكن تحكيلى حكاية يوسف دا قبل ما اوصل البيت
اومأت رضوى رأسها إيجاباً وبدأت الحديث وهى تنعطف الى شارع جانبى:
انا لما اتوظفت فى البنك دا كان يوسف تقريبا فى سنة تالتة وبيتدرب هو ومى حبيبته وجارته من زمان بس هى كانت فى سنة تانية
ليندا بشغف:
كملى
رضوى:
المختصر المفيد ان مى دى كانت بتحبه وكانو ناوين يتجوزو بعد ما مى تخلص جامعة.... سمعنا بعد فترة من يوسف ان مى امها لقتها فى اوضتها ميتة ولما جابو دكتور الصحة قال ان الوفاة طبيعية جداً
ليندا بإستغراب:
طب واي ذنب يوسف فى الموضوع؟ هو ماله بموتها؟
قالت رضوى بعد ان توقفت بسبب الاشارة:
احنا كلنا قولنا زيك كدا بس لما الموضوع اتكرر مرتين تانيين كان لازم نشك
ليندا:
اتكرر ازاى؟
قالت رضوى وهى تتحرك مجدداً بعد ان فُتحت الاشارة:
بعد تقريباً سنة ونص من موت مى جه يوسف فى يوم الشغل بعد ما كان اتوظف ووزع علينا شيكولاتة بمناسبة خطوبته من مريم اللى المفروض قال ان واحد صحبه عرفه عليها
ليندا:
وبعدين؟
رضوى:
قبل يومين من فرح يوسف ومريم عرفنا انها ماتت هى كمان وبرضو الدكاترة قالت ان الوفاة طبيعية ومن ساعتها واحنا كنا مستغربين من اللى بيحصل مع يوسف بس كنا بندعيله لانه صاحبنا ودا فى الآخر قضاء وقدر وهو ملوش علاقة بس مع آخر بنت اللى هى ليلى نظرتنا إتغيرت عنه خالص
ليندا بتوجس:
ماتت برضو؟
رضوى بتأثر:
اة للاسف ودى بقى كانت زيك كدا
نظرت لها ليندا بإستغراب وقالت بخوف:
زى ازاى؟
رضوى بصوت حزين:
ليلى دى الله يرحمها اشتغلت فى البنك من سنة تقريباً وقعدت فى نفس مكانك دلوقتى جنب يوسف وكانت طيبة اوى حقيقى مشوفتش فى طيبتها وكانت معجبة بيوسف بس هو كان بيحاول يبعد عنها علشان خايف لا يتكرر الموضوع تانى بس فى الاخر الاتنين كان حبهم أكبر منهم بكتير بس مكنوش مستعدين لسه لإظهار الحب دا لحد.. دى حتى ليلى محكتش لأمها وأبوها محكتش غير ليا علشان انا كنت صاحبتها الوحيدة فى البنك.... وبعد فترة صغيرة من علاقتهم حصل لليلى زى البنتين التانيين.. ياحبيبتى لقوها فى مطبخ بيتهم ميتة وبرضو الدكاترة قالت الوفاة طبيعية
وبعد ان انتهت رضوى من سرد حكاية ليلى بدأت عينها تترقرق بالدموع فلاحظت ليندا فرتبت على كتفها مهدئة... فتوقفت رضوى بسيارتها فى ركن جانبى من الطريق ونظرت لليندا بعين مدمعة وقالت بصوت مبحوح:
أبو ليلى كان وكيل نيابة ورفع كذا قضية على يوسف وفى الوقت دا يوسف اتوقف عن العمل لغاية ما ينتهى التحقيق.. واتعاون اهل مى ومريم مع ابو ليلى علشان يجيبوا حق التلات بنات وبعد تحقيقات كتيرة البوليس مقدرش يلاقى دليل واحد على يوسف وبالذات ان كل الدكاترة قالت ان الوفاة طبيبعة للتلات بنات وساعتها فضل يوسف مكمل شغل فى البنك مش عارفة ليه المدير مطردوش او حتى نقله لفرع تانى بس احنا فى الشغل بعد موت ليلى بالذات مبقاش لسانا يخاطب لسانه وبقينا بعيد عنه وبقى مكروه وكلنا متأكدين من انه قاتل وقتل التلات البنات بطريقة غريبة خلت الدكاترة يقولوا ان الموتة طبيبعة يا اما ملبوس وعليه جنية عاشقة وبتحبه علشان كدا بتموت اى بنت يقربلها
شعرت ليندا بالخوف من آخر جملة قالتها رضوى لكنها تمالكت نفسها وقالت محاولة السيطرة على نبرة صوتها:
انتى بتقولى ايه يا رضوى؟ جنية ايه؟ وملبوس ايه؟ وكلام فارغ ايه؟
رضوى بذهول:
دا مش كلام فارغ الجن مذكور فى القرآن يا ليندا ودا احتمال مش هين على فكرة
لم تجب عليها ليندا فهى لا تعرف ماذا تقول حقاً.. بعد ان هدأت رضوى من خوفها بقراءة سور قصيرة من القرآن الكريم انطلقت مجدداً بسيارتها وسألت ليندا قائلة:
ها ايه رأيك فى حكايته بقى؟
ظلت ليندا غارقة التفكير فيما قالته رضوى ولم تجب على سؤالها بينما واصلت رضوى الحديث عن ما هو الاحتمال الاقوى بخصوص طبيعية يوسف هل هو قاتل ام ملبوس وظلت تطرح عشرات الاسئلة التى لا إجابة لها بينما ليندا شاردة الذهن لا تعرف بماذا تجيب والذى جعلها تفيق من شرودها مطب قوى جعل السيارة ترتفع وتنزل على الارض بقوة شديدة فقالت رضوى بعصبية بعد ان اعادت الامور الى زمامها:
الله يخربيت سيرتك يا يوسف
تنفست ليندا الصعداء فهم كانو على وشك ان يقوموا بحادثة تذكرت ليندا قول نديم لها عندما طلبت منه ان يعلمها القيادة فقال بسخرية وقتها:
لا بلاش لحسن انتو يا بنات لما بتسوقو بتخربو الدنيا اتنيلى بدل ما تعملى حادثة
قالت ليندا محدثة نفسها:
والله عنده حق
وصلت ليندا الى بيتها بأمان بعد قيادة رضوى المتهورة وما ان صعدت ليندا الى شقتها حتى دخلت غرفتها متحاشية اسئلة امها عن احوالها فى اول يوم عمل لها وما ان اصبحت بمفردها حتى ارتمت على سريرها وعقلها لا يكف عن التفكير فيما قالته لها رضوى وأخذت تحدث نفسها قائلة:
صحيح رضوى عندها حق مهو يا قاتل وقتل التلات بنات بطريقة غريبة يا اما اللهم احفظنا ملبوس فعلاً.. طب وبعدين ياترى اي حكايتك يا يوسف؟ يا ترى انت قاتل ولا ملبوس ولا فيه حاجة تانية محدش يعرفها حتى انت ذات نفسك بتحصلك وهى السبب فى كل ده.
*************
أنت تقرأ
لا تقتربي
Misterio / Suspensoتتحدث الرواية عن (يوسف) فتى تعيس الحظ جميع البنات اللاتى يحبهم ويقترب منهم يموتون بلا سبب واضح ويصبح منبوذ بين الجميع فيقابل (ليندا) التى تكتشف أشياء عن قصة يوسف تقلب الأمور رأسا على عقب... نوع الرواية: رومانسية، غموض، جريمة تصميم الغلاف: هدير على♥...