الماضى لا ينتهى ابداً فهو دائماً يفرض نفسه على الحاضر بقوة.
*****************
بعد أسبوع أخبرت ليندا أمها ان زميل لها فى العمل معجب بها وهى أيضاً معجبة به لذلك يريد التقدم فى طلب يدها من أمها.... وأخبرت ليندا أمها بعض التفاصيل عن يوسف متحاشية حكاية الثلاث بنات - مي ومريم وليلى - فهى متيقنة من ان امها اذا عرفت فلن يستطيع أحد ان يقنعها بإتمام الزيجة حتى اذا عاد زوجها من الموت ليقنعها فلن توافق مهما حدث فلذلك فضلت ليندا ان تُبقى هذا الموضوع طى الكتمان بقدر الإمكان... فكانت ليندا تحدد معاد مع أمها ليزورهم فيه يوسف فقالت امها بتشرط:
بس خالتك وجوز خالتك لازم يبقو موجودين
ليندا بحماس:
أكيد طبعاً انا كنت لسه هقولك انى هتصل بخالتو وعمو حسن علشان يحضروا معانا المقابلة
أمها:
طب كويس... قوليلى بقى هو اسمه يوسف ايه؟
ليندا بتذكر:
يوسف على
أمها:
يوسف على ايه؟
سرحت ليندا قليلاً محاولة تذكر اسم جد يوسف ولكنها لم تتذكر فقالت:
مش فاكرة نسيت... تقريباً....
صمتت قليلاً ثم قالت بإستغراب:
هو انتى عايزه اسمه الكامل فى ايه؟
امها:
دا نديم اللى عايزة
ليندا بعصبية:
نعم!! ونديم ماله ومال الموضوع دا اصلاً؟؟
امها:
مهو هيحضر معانا المقابلة وغير كدا عايز يعرف الاسم علشان يتحرى عنه ونتأكد اذا كان إبن ناس صحيح
صُعقت ليندا مما قالته أمها فهبت واقفة بعصبية شديدة وقالت:
مين دا اللى هيحضر معانا المقابلة؟ وربنا ما يحصل انا مش بطيقه.. دا دبش ولسانه طويل وبعدين تحرى ايه اللى يعمله هو ماله ما يخليه فى حالة بقى دا انا رفضته 100 مرة وقولتله فى وشه انى مش بحبه واحد زيه لو عنده ذرة كرامة واحدة كان إتلم ومعبرنيش تانى
أمسكتها أمها من زراعها وأجلستها بجانبها مرة آخرى وقالت:
لا لا لا إستنى بقى مش معنى انك مش هتتجوزى نديم إبن خالتك ان هو ميقابلش أى حد يجى يتقدملك وميعملش عنه تحريات.. لا مينفعش دا لازم يتحشر فى الموضوع زى بالظبط دا ابن خالتك وزى أخوكى
ضحكت ليندا وقالت بسخرية:
زى اخوكى!!! أخويا مين دا عايز يتجوزنى وأكيد هيحاول يطفش يوسف علشان مبقاش أنا لحد غيره
قالت امها وهى تهم بالنهوض ناهية الحديث ببرود:
بقولك ايه بمزاجك أو غصب عنك نديم هيقابله معانا يعنى هيقابله معانا وأعلى ما فى خيلك إركبيه
تركتها أمها بينما ظفرت ليندا من الغيظ وقالت فى نفسها:
ربنا يستر بقى
*****************
جاء يوم المقابلة فكان يوسف يستعد جيداً لهذا اليوم فتأنق فى ملابسه وذهب الى بيت ليندا وأحضر معه كعكة كبيرة وباقة زهور.. فكانت اول من إستقبلته على باب الشقة هى يسرا التى إبتسمت له وأخذت منه الكعكة وأدخلته فى الصالون فجلس يوسف وإنصرفت يسرا مستدعية الجميع.. وبينما كان يجلس يوسف بمفرده كان خائف ومتردد فهذة ثالث مرة له ليذهب ويتقدم بطلب يد أحدهن فكانت الاولى مي والثانية مريم وليلى لم يكن يحبها والثالثة ها هى ليندا.. فكان مرعوب من ان يكون مصير ليندا كمصيرهن ففكر قائلاً لنفسه:
انا أخدها من اصيرها واقوم اروح احسن بدل مايحصل لليندا حاجة هى كمان
وبالفعل هم يوسف بالوقوف فإذا به يتفاجأ بنديم أمامه مستوقفه قائلاً بسخرية:
ايه ياعم رايح فين؟ انت غيرت رأيك ولا ايه؟
يوسف بتردد:
لا طبعاً انا بس كنت بعدل هدومى
نديم ببرود:
طب اقعد
جلس يوسف وجلس نديم أمامه مباشراً وأخذوا ينظرون فى أعين بعضهم بتحدى كأن كل واحد منهم يقول للأخر( ليندا دى بتاعتى انا ) ظلوا هكذا لثوانٍ حتى قال نديم مقدماً نفسه بفخر وغرور:
انا الرائد (نديم حسن محمد) إبن خالة الأنسة ليندا
وضع يوسف رجل على رجل وقال ببرود:
اة كنت عارف باين عليك... تشرفنا
وضع نديم رجل على رجل هو الأخر وقال بكبرياء:
باين عليا ايه؟
يوسف:
باين ان انت ابن خالتها الظابط
نديم:
باين ازاى؟
يوسف بخبث:
اصل ليندا قبل كدا وصفتك
نديم ببرود:
وقالت ايه عنى؟
يوسف بإبتسامة صفراء:
مغرور وتنك
قطب نديم جبينه وكانا الاثنين على وشك ان يقتلا بعضهم البعض حتى دخل الجميع الصالون لينقذوا ويوقفوا المذبحة التى كانت على وشك الحدوث فدخلت يسرا وجلست بجانب نديم ودخلت ام ليندا وخالتها وزوج خالتها مصافحين يوسف.. فجلس حسن -زوج خالة ليندا وابو نديم- بجانب يوسف وجلست ام وخالة ليندا فى ركن الصالون بجانب بعض.. ودخلت بعدهم ليندا بدقيقة ممسكة بصنية كبيرة موضوع عليها أطباق بها كعك مختلف النكهات وكوبايات تحتوى على مشاريب غازية وكانت ليندا فائقة الجمال فكانت ترتدى فستان زهرى جميل وكان شعرها الطويل مصفف بعناية وكانت لا تضع الا القليل من مساحيق التجميل فُذهل يوسف بجمالها الفاتن البراق فأخذ ينظر لها بحب وإعجاب بينما كانت تضع الصنية على المنضدة التى تتوسط الصالون وبعد ان وضعتها قام يوسف من مكانه ومد يده وصافح ليندا برقة وهو ينظر لها برومانسية وحب وهى تبادله نفس النظرات بالاضافة الى نظرة الخجل الذى جعل وجناتيها تتورد إحمراراً.. فكان نديم يستشيط غضباً مما يراه فقال بصوتٍ عالى للغاية منبهً إياهم:
نورت يا يوسف
فُزع الجميع من صوت نديم المبالغ فيه فى العلو فإنتبه يوسف وليندا وتركوا ايد بعض فجلس يوسف مجدداً بعد ان اعطى ليندا باقة الزهور وجلست ليندا بجانب نديم وهى ترمقه بنظرة غاضبة.. فقال حسن بإبتسامة جميلة وهو ينظر ليوسف:
قولنا بقى يا يوسف ايه ظروفك؟
أخذ نديم كوب مياة غازية وإبتسم بخبث وقال:
اة احكلنا يا يوسف عايزين نسمعك يا حبيبى
نظر حسن الى ابنه نديم نظرة ذات معنى.. فلم يهتم يوسف بكلمات نديم فتنهد وقال بإبتسامة وهو يجول بنظرة بين حسن وام وخالة ليندا:
أنا الحمدلله عندى شقة فى الزمالك موقعها حلو تلات اوض وصالة وحمام ومطبخ ومرتبى 5500 والحمدلله محوش منه جزء كبير وكمان الشقة جاهزة من كل حاجة يعنى مش هتضطروا تجيبو حاجة غير بقى لو فيه حاجة مش عجباكم فى الشقة وعايزين تغيروها
قال نديم بصوت خافض ساخر:
دا ان الموضوع تم اصلاً
ضربته ليندا برجلها لكى يصمت فسأله يوسف ببرود:
كنت بتقول حاجة يا نديم
نديم بسخرية:
سلامتك يا حبيبى
فقالت ام نديم بلطف لتعدل من برود كلام ابنها:
مشاء الله دا انت جاهز من مجاميعه زى ما بيقولوا
نظر نديم لأمه بغضب فلم تعره إنتباه بينما فرح يوسف من كلامها وفرح أكثر لغضب نديم فتحمس زيادة وقال بسرور لأم نديم:
اة انا قولت اجهز كل حاجة علشان متعبش العروسة
نديم بسخرية:
لا رومانسى تصدق
تعصب حسن من ابنه فقال:
نديم إتلم
نديم بلامبالاة:
ايه هو انا قولت حاجة غلط؟
كان الجميع يتأففون من طريقة نديم فى الحديث ماعدا أم ليندا التى لم تظهر اى تعبير على وجهاها فقط ظلت تراقب يوسف جيداً وتتحقق منه ملياً... وعندما لاحظ نديم ان الجميع يردونه ان يصمت فقال ببرود:
خلاص هسكت
فقالت يسرا متدخلة فى الحديث:
هو انت يا يوسف فين أهلك؟
رمت ليندا اختها بنظرة غاضبة بينما فرح نديم بسؤالها هذا.. فقال يوسف بإبتسامة:
سبيها يا ليندا هى عايزة تعرف
ليندا بحنق:
هى عارفة انا حكتلهم عن باباك ومامتك الله يرحمهم
كانت يسرا على وشك الحديث ولكن أخيراً تكلمت أم ليندا قاطعة ابنتها:
لا هى يسرا تقصد انت معندكش قرايب زى خال عم خالة عمة او اى قرايب من بعيد مثلاً
تبسم يوسف وقال بنبرة حزن:
لا يا طنط معنديش اى قرايب لا من قريب ولا من بعيد انا بعد موت امى وابويا مبقاش ليا حد
رتب حسن على كتف يوسف بحنان ابوى وقال:
احنا هنا كلنا أهلك يا يوسف خلاص مش هتبقى وحيد تانى
همس نديم ليسرا قائلاً بسخرية:
ناقصين عاهات فى العيلة أصلى
ضحكت يسرا ضحكة مكتومة ولكن الجميع لاحظها بينما كانت ليندا تستشيط غضباً فتجاهل يوسف نديم وبلع ريقه ثم قال بإبتسامة:
انا يشرفنى يا إستاذ حسن انى ابقى من العيلة علشان كدا انا جاى النهاردة اتقدم بطلب إيد الأنسة ليندا
تبسم الجميع له ماعدا نديم وام ليندا التى لم تبدى اى تعبير فرح على وجهاها.. ولكنها كانت تريد ان تبعث رسالة خفية الى نديم فقالت متصنعة السرور:
دى حاجة تشرفنا يا يوسف انك تاخد بنتنا بس إحنا متأخذنيش فى الكلمة لازم نسأل عنك
فهم نديم إشارة خالته له فكان يوسف على وشك التحدث فقاطعه نديم بسؤاله قائلاً:
اة صح انت اسمك يوسف على ايه؟
نظرت ليندا لنديم وقالت بعصبية:
ايه يا نديم انت هتعمل عنه تحريات ولا ايه؟
نديم ببرود:
اة
ليندا بإنفعال:
وانت مالك انت؟ وبعدين يوسف مش مجرم علشان تتحرى عنه
نظر نديم إلى يوسف وقال بمكر:
والله هنعرف اذا كان مجرم ولا لا
إنفجرت ليندا فى نديم مدافعة عن يوسف فعلو صوت نديم فى مواجهتها بينما تدخلت ام ليندا مدافعة عن نديم وعن حقهم فى معرفة كل شئ عن الفتى الذى سيتزوج إبنتهم فتدخل حسن وزوجته محاولين تهدئة النقاش الذى إنقلب الى عراك فكان الجميع يتحدث فى انٍ واحد وبصوت عالى فلا تستطيع ان تفهم ماذا يقولون.. بينما كان يوسف ويسرا صامتين مندهشين مما يحدث أمامهم فقرر يوسف ان ينهى هذة المعركة فقال بصوت عالى ليسمعه الجميع:
يوسف على أحمد على
فسكت الجميع بينما صُدمت ليندا مما فعله يوسف ونظروا جميعاً ليوسف الذى أكمل حديثه موجهاً كلامه إلى ام ليندا:
عندك حق يا طنط لازم طبعاً تتأكدى من الشخص اللى هيتجوز بنتك كويس اوى وانا مقدر كدا جداً
نديم بسخرية:
عاشت الاسامى ياسى يوسف على احمد على
فقالت ام ليندا ناهية الحديث:
طب يا يوسف يابنى احنا هنسأل عنك وهنبقى نكلمك ان شاء نحدد معاك معاد تانى
فنظر يوسف الى ليندا ثم قال وهو يهم بالنهوض:
تمام يا طنط وانا هستنى مكالمة حضرتك........ عن إذنكو إتشرفت بيكم كلكم
ام نديم بحماس:
ما لسه بدر.........
قاطعتها اختها قائلة بإبتسامة مصتنعة:
نورت يا حبيبى
تبسم يوسف لها ثم قامت ليندا قائلة:
تعالى يا يوسف هوصلك لباب الشقة
نديم بسخرية:
هو نونة مش هيعرف يوصله لوحده
لم تعره ليندا اى اهتمام وإتجهت هى ويوسف إلى باب الشقة وعندما كان يوسف على باب الشقة من الخارج إستوقفته ليندا قائلة بعصبية وبصوت خافض:
انت ايه اللى خلاك تقولهم على اسمك؟
يوسف بهمس:
كنت هعمل ايه يعنى يا ليندا؟ مهو مصيرهم يعرفوا
ليندا:
ايوا بس م....
قطع حديثها نديم الذى ظهر خلفها ففزعها قائلاً بسخرية:
ايه يا يوسف انت لسه مروحتش
يوسف ببرود:
همشى اهو
قال نديم وهو يغلق الباب بشدة فى وجه يوسف:
طب يلا سلام
بعد ان اغلق نديم باب الشقة نظرت له ليندا بعصبية وقالت بإنفعال وهى تجرى من أمامه:
انت قليل الذوق
***************
فى اليوم التالى عندما ذهبت ليندا إلى العمل وقابلت يوسف الذى كان التوتر يسيطر عليه فجلست بجوراه وسألته ما به فقال بتوتر:
منمتش من امبارح وهموت من الصداع
ليندا بحزن:
الف سلامة عليك يا حبيبى... مالك فى ايه؟
يوسف بعصبية:
قلقان من الزفت التحريات اللى الزفت إبن خالتك هيعملها طبعاً هيعرف كل حاجة عن مي ومريم وليلى وهيروح يقول لمامتك وطبعاً هى ما هتصدق تسمع غلطة واحدة عنى علشان تفركش الجوازة دى مكنتش طايقانى امبارح
إقتربت ليندا من يوسف وأمسكت يده لتطمئنه ثم قالت:
متخافش لو الكون كله رفض جوازنا برضو هنتجوز
إبتسم يوسف ورتب على يدها فقالت وهى تتاكأ على الكلام:
هنتجوز مهما حصل
يوسف بتبسم:
مهما حصل
أبعدت ليندا يدها عن يد يوسف وقالت:
يلا بقى ركز فى الشغل علشان الناس إبتدوا يجوا
******************
بعد إنتهاء العمل ذهبت ليندا إلى منزلها وصعدت إلى شقتها فى حوالى الساعة الرابعة عصراً وحينما دخلت شقتها وجدت أمها تجلس على أحد كراسى الصالون وتمسك بيدها بعض الأوراق وتقرأها وظاهر على وجهاها العصبية بينما يقف نديم فى ركن الصالون ويتحدث فى هاتفه وخالتها وزوجها يجلسون بجانب بعض صامتين.. وما ان لاحظوا وجودها حتى رمت أمها الاوراق على المنضدة ورمقتها بنظرة تكاد تشع نار من حدتها وغضبها وأنهى نديم مكالمته ونظر لليندا بنفس نظرة أمها بينما خالتها وزوجها نظروا لها بشفقة.. أخذت ليندا نفس عميق وأخرجته فهى تعلم إنها على وشك خوض مذبحة الأن لا تعرف إذا كانت ستخرج منها حية أم لا....
******************
بعد مرور ساعتين ونصف كانت الساعة السابعة مساءاً عندما كان يوسف يراجع طلبات البيت التى كتبها فى ورقة صغيرة ويرى اذا كان اى شئ ينقصه من أطعمة للبيت لأنه على وشك الذهاب إلى السوبر ماركت الكبير الذى يبعد عن بيته ثلاث شوارع ويسمى ( العُقبى ) وبينما كان يدون الاطعمة الناقصة إذا به يتفاجأ بجرس الباب يرن أكثر من مرة فهرول يوسف إلى باب الشقة وعندما فتحه وجد ليندا تقف أمامه وعيناها حمراء متورمة والدموع تبلل وجهاها وإحدى خديها يبدو عليه الاحمرار وحالتها يرثى لها وما أن رأته ليندا حتى ارتمت فى حضنه وهى تبكى بشدة وبلا توقف فأغلق يوسف الباب وإحتضنها هو الأخر بشدة حتى هدأت قليلاً فأجلسها يوسف على إحدى الارائك وتركها ودخل المطبخ وعاد بعد دقيقتين وفى يده كوب عصير ليمون فجعلها تشربه حتى هدأت تماماً فأمسك يوسف يدها وقبلها برقة ورومانسية وقال:
أكيد نديم عمل تحرياته عنى بسرعة وراح قالهم كل حاجة وإتخانقوا معاكى صح؟
اومأت ليندا رأسها بالايجاب فأكمل يوسف:
انتى مش النهاردة الصبح فى البنك قولتيلى إحنا هنتجوز مهما حصل
إبتسمت ليندا وقالت برومانسية:
مهما حصل
تبسم يوسف وقال:
احكيلى بقى بالراحة كدا ايه اللى حصل؟
ليندا بصوت مبحوح:
زى ما انت قولت روحت البيت لقيت نديم حكالهم كل حاجة عرفها عنك وزود من عنده حاجات كمان علشان يشعلل ماما أكتر وأكتر.. وماما إنفجرت فيا وقالتى( على جثتى الجوازة دى هتم ) وقعدت تزعق وخالتو وعمو حسن قعدوا يهدوها وانا كنت عمالة ادافع عنك على قد ما اقدر وأكتر كمان.. فراح نديم زعقلى وقعد يشتم فيك فأنا إتعصبت وروحت شتمته
يوسف بدهشة:
شتمتيه قولتيله ايه؟
ردت ليندا:
قولتله انت مش راجل يا نديم وعمرك ما كنت راجل
يوسف:
وبعدين
بدأت ليندا فى البكاء مجدداً وقالت بتلعثم:
ماما راحت........... راحت
فأمسكت ليندا خدها الأيمن بيدها وهو نفس الخد الذى شعر يوسف عندما رأها انه محمر قليلاً.. فقال بدهشة:
ضربتك بالقلم؟!!!
ليندا ببكاء:
تخيل.. دى عمرها ما عملتها وانا صغيرة تقوم تعملها وانا كبيرة
رتب يوسف على كتفها مهدئاً فأكملت حديثها:
وقالتلى بعد ما ضربتنى انى مكبرتش ولسه صغيرة وهى مستعدة تربينى من أول وجديد
يوسف:
وبعدين
ليندا:
خالتو ونديم مسكوها علشان متضربنيش تانى وعمو حسن فضل يهدينى وماما جالها هيسترية وقعدت تشتمنى بشتايم مكنتش متخيلة انها تقولهالى فى يوم من الايام
صمتت قليلاً ثم أكملت:
مستحملتش اللى بيحصل روحت جريت منهم على باب الشقة والزفت نديم جه ورايا ومسكنى من إيدى علشان يمنعنى روحت صرخت فى وشه وقولتله( انا بكرهك يارب تموت) فساب ايدى وجريت على الشارع وركبت وجتلك على طول هنا
إنهارت ليندا فى البكاء مجدداً وأخذت تقول بيهسترية:
شوفت يا يوسف... أمى ضربتنى علشان شتمت نديم... أمى بتحب نديم أكتر منى.. أمى بتحب نديم أكتر منى
وأخذت تكرر الجملة مراراً وتكراراً.. فضمها يوسف الى صدره وأخذ يهدئها قائلاً:
متقوليش كدا يا ليندا مفيش ام هتحب اى حد اكتر من عيالها
فقالت بعصبية وهى تبعده عنها:
اومال تفسر اللى حصل دا بإية؟
يوسف بهدوء:
حاجة طبيعية جداً جداً.. الأم دايماً بتكون مرعوبة على بنتها حطى نفسك مكانها وانتى هتعملى زيها واكتر.. مامتك خايفة عليكى منى وهى ليها كل الحق انها تخاف اذا كنت انا خايف عليكى منى يا ليندا هى مش هتخاف بذمتك؟
صمتت ليندا قليلاً ثم قالت:
بس برضو مكنش ليها حق تضربنى
يوسف:
لو انا مكانها وشايف ان بنتى ممكن تموت لو اتجوزت شخص معين معنديش مانع أضربها أكتر من مرة لو دا هيمنع الموت عنها
ليندا بإنفعال:
مفيش اى مخلوق على وجه الارض يقدر يمنع قضاء ربنا لو عايز يموت حد
يوسف:
صح جداً بس الأمهات أهم حاجة عندهم ولادهم وبس وميقدروش يتخيلوهم يموتوا قبلهم ومهما قعدتى تقنعيهم بإن دا قضاء وقدر وكل حاجة بإيد ربنا مش هيتنازلوا عن ولادهم لان غريزة الامومة عندهم اكبر بكتير منهم
صمتت ليندا لانها إقتنعت بكلامه فلم تجادله مرة آخرى... ولاحظت ليندا ان يوسف كان يرتدى ملابس خروج فسألته:
انت كنت نازل فى حتة قبل ما اجى؟
قام يوسف وأخذ ورقة الطلبات من على المنضدة وقال:
كنت هنزل أشترى شوية حاجات من السوبر ماركت اللى هنا
ليندا:
اة شوفته وانا جاية اللى اسمه (العُقبى) صح؟
اومأ يوسف رأسه إيجاباً فقالت ليندا:
خلاص إنزل انت اشترى الحاجات
يوسف:
أسيبك لوحدك عادى؟
ضحكت ليندا قائلة:
متقلقش مش بخاف اقعد لوحدى
يوسف بإبتسامة:
طب مش عايزة حاجة اجبهالك وانا جاى
ليندا:
تسلم.... انا شوية وهتصل بيسرا اطمن على ماما هى كدا كدا يسرا مش هتقولها حاجة
يوسف:
تمام وانا مش هتأخر ولما اجى نفكر بهدوء كدا هنعمل ايه
هزت ليندا راسها ثم سألته عن مكان الحمام فأشار لها انه ناحية اليمين فأتجهت ليندا الى الجهة التى اخبرها بها فلمحت صندوق موضوع على المنضدة ومكتوب عليه (مى ومريم وليلى) فكان يوسف على وشك الذهاب فإستوقفته ليندا بسؤالها وهى تشير الى الصندوق:
ايه دا يا يوسف؟
يوسف بحزن:
دى حاجات وهدايا كانوا التلاتة جايبنهالى الله يرحمهم وفى حاجات بيسطة لمريم كانت جبتهم البيت قبل موتها ولما ماتت قبل الفرح بيومين ابوها جه اخد كل حاجاتها من هنا وساب شوية حاجات.. وليلى برضو نسيت حاجات هنا فى البيت
ليندا بإستغراب:
هى ليلى كانت بتيجى هنا؟
يوسف:
كتير اوى من ساعة ما ماتت مريم
ليندا بتساؤل:
ليه؟
هز يوسف كتفه دلالة على انه لا يعرف وقال:
والله ما أعرف بس هى كانت بتيجى كتير وبتجبلى آكل معاها.. مع انى كنت بتجنبها بس برضو كانت بتيجى وانا اتكسفت اقولها متجيش
ليندا بإستغراب وإشمئزاز قليلا:
الله يرحمها بقى
يوسف:
يارب..... هنزل بقى
ليندا:
اوك... يوسف استنى
ضحك يوسف وقال:
مش هنزل فى سنتى
ضحكت ليندا وقالت:
معلش والله خنقتك.. بس ينفع أشوف الحاجات بتاعتهم اللى فى الصندوق؟
يوسف بترحاب:
اة طبعاً... سلام مش هتأخر
خرج يوسف من البيت.. ففتحت ليندا الصندوق متشوقة لمعرفة ما بداخلة فوجدت به ثلاث أكياس كل كيس مكتوب عليه اسم إحداهن-مي ومريم وليلى-... ففتحت كيس مي فوجدت به بعض الهدايا البيسطة كمدالية مكتوب عليها اسم يوسف وخاتم فضى رجالى وزجاجة برفان.. ففتحت كيس مريم فوجدت سلسلة موضوع بها صورة صغيرة ليوسف ووجدت الكثير من الرسومات لها -اذ قال لها يوسف انها كانت رسامة- ووجدت بعد ذلك ورقة كأوراق المجالات مطوية ففتحتها فوجدت مكتوب فى أعلى الورقة بخط كبير (سوبر ماركت العُقبى).. إستغربت ليندا ولكنها أكملت قراءة.. فكان أسفل اسم السوبر ماركت مباشراً صورة ل (شيكولاتة كابرى دارى ميلك الكبيرة) ومكتوب أسفل الصورة (هدية مجانية من المحل فآتوا إلينا وإشتروا منا لتحصلوا دائماً على هدايا) وباقى الورقة معروض عليها منتجات من لحوم والبان ومشروبات ومكتوب تحت كل منتج سعره فقالت ليندا بإستغراب محدثة نفسها بصوت مسموع:
ومريم مرمتش الورقة ليه بعد ما خدت الشيكولاتة.. يلا انا مالى
وأعادت الورقة مكانها ففتحت أخر كيس وكان يخص ليلى فوجدت به أشياء قليلة كساعة يد حريمى وبعض الأوراق التى تخص مادة من المواد التى يمتحن عليها من يعملوا فى البنوك ووجدت ورقة مطوية ففتحتها واذا بها تتفاجأ بأنها نفس ورقة السوبر ماركت التى تخص مريم ويوجد أيضاً صورة شيكولاتة كابرى دارى ميلك الكبيرة ولكن بالبندق هذة المرة وأيضاً مكتوب انها هدية مجانية من المحل فإستغربت ليندا بشدة وقالت مفكرة:
مش معقول يكونو هما الاتنين خدوا هدية ببلاش من نفس السوبر ماركت.. لا وكمان الهدية شيكولاتة فى الحالتين
فظلت ليندا تفكر مليئاً لمدة فى هذة الصدفة التى لا تكاد تكون مجرد صدفة ولكن شئ مقصود.. حتى جاء يوسف ودخل الشقة وفى يده أشياء كثيرة قام بشرائها بينما ليندا لم تتحرك من على كرسى المنضدة وتمسك بيدها الورقتين.. فوضع يوسف الأشياء على المنضدة وقال وهو يخرج شئ من الأكياس:
حظى حلو اول ما روحت السوبر ماركت عملوا هدايا مجانية للناس اللى بتشترى وكسبت انا واتنين تانين واحد أخد كيسين شبسى عائلى وواحدة أخدت بيبسى وانا أخدت الشيكولاتة دى.. كليها انتى بقى كلها انا مش بحب الشيكولاتة
رفعت ليندا عينها بفزع فرأت فى يد يوسف نفس الورقة التى تخص السوبر ماركت مشابهه لورقتى مى وليلى ويوجد بها شيكولاتة ايضاً كبيرة مدبس طرف ورقة الشيكولاتة من فوق بطرف ورقة السوبر ماركت.. فهبت ليندا واقفة بفزع وهى تشهق بخوف فعندما لاحظ ذلك يوسف قال بقلق:
فى ايه يا ليندا؟
نظرت له ليندا بوجه شاحب وعينين مفزوعتين وقالت بإندهاش مملؤ بالفزع وهى تمسك ورقتى السوبر ماركت اللذين يخصان مريم وليلى:
وانا بشوف الحاجات اللى فى الصندوق لقيت الورقة دى فى حاجات مريم
وأعطته الورقة فتأملها يوسف بينما أكملت ليندا قائلة:
ووأنا بشوف حاجات ليلى لقيت نفس الورقة بتاعت السوبر ماركت ونفس الهدية برضو بتاعت مريم اللى هى الشيكولاتة
فأعطته الورقة الثانية فزاد إستغراب يوسف فاكملت ليندا بعصبية خوف:
ودلوقتى وانت بتشترى إدوك شيكولاتة هدية برضو اشمعنا انت عن بقيت اللى كسبوا معاك خدت نفس الشيكولاتة الكبيرة
حملق يوسف فى الثلاث أوراق بدهشة وخوف ثم قال بعد ان لاحظ شئ:
وكمان فى الورقة بتاعت مريم وليلى فى آثر الدباسة اللى كانت مدبسة الشيكولاتة فى الأوراق زى الورقة دى اللى دبسوا فيها الشيكولاتة اللى إدوهانى
نظر كلاً من ليندا ويوسف لبعضهم بأعين مليئة بالرعب والخوف فقال يوسف بتردد:
أنا مش فاهم حاجة
ليندا بصوت خافض مرعوب:
لا انت فاهم بس مش قادر تستوعب
***************
أنت تقرأ
لا تقتربي
Misterio / Suspensoتتحدث الرواية عن (يوسف) فتى تعيس الحظ جميع البنات اللاتى يحبهم ويقترب منهم يموتون بلا سبب واضح ويصبح منبوذ بين الجميع فيقابل (ليندا) التى تكتشف أشياء عن قصة يوسف تقلب الأمور رأسا على عقب... نوع الرواية: رومانسية، غموض، جريمة تصميم الغلاف: هدير على♥...