انه شهر ديسمبر
الشوارع مكتظّة بالناس
المتاجر مزدحمة
الجميع يحضّر للكريسماس
الأشجار و الإضاءات تملأ المكان
و مع تلك الثلوج التي اكتسحت الشوارع زادتها جمالاً
البهجة و السرور على وجوه الجميع
عدا ذلك المنزل الكئيب
من لا يعرف من تسكن بهذا المنزل سيظن انه مهجور
بدا المنزل موحش و مظلم بجانب باقي المنازل
انه المنزل الوحيد في الحي الذي لم تمسّه زينة
بل و لم يرى احدهم صاحبة المنزل منذ اكثر من شهر
جينام طالبة ادارة الاعمال التي عرفت بين سكان الحي بإبتهاجها و ابتسامتها التي تزيّن ثغرها انطفأت فجأة
الجميع يشعر بالحزن اتجاهها
فما حدث لها و ما تعرضت له لا يمكن لبشر تحمله
بداية من طفولة بائسة و تعيسة الى مراهقة و شباب اتعس
رغم صعوبة طفولتها الا انها بقيت محافظة على ابتسامتها
لكن ما ان تعرضت لأكبر خيبة من قبل حبيبها و صديقتها فقدت بريقها
ما حدث لها ليس بالسهل
.
.
في ذلك المنزل الموحش الذي تسوده الظلمة
تجلس تلك الشابة بينما تضم ساقيها
تنظر لصورها الممزقة مع حبيبها و صور صديقتها بشرود
الشحوب اكتسى وجهها
فقدت الكثير من الوزن
التعاسة و الحزن اصبحا عنوان حياتها
من يتحمل ان يتم طعنه من قبل صديقه المقرب و أحب شخص لقلبه؟
طبعًا لا احد يتحمل هذا
نظرت للمكان حولها
المنزل يبدو و كأن زلزال قد اقتحمه
الزجاج المكسور متناثر بكل مكان
العقاقير و الفوضى بكل جهة
الغبار يملأ كل زاوية
-
ارجعت رأسها للخلف لتسترجع ذكراياتها و كيف انقلبت حياتها في شهر واحد
-
احتضنت جينام صديقتها سويون بقوة
-سأطير من السعادة لم يتبقى شيء على زواج صديقتي العزيزة -
اومأت سويون
-اخيراً سأتزوج بالشاب الذي احببته-
-ستعرفيني عليه صحيح؟-
غيرت سويون الموضوع
-اءء، جينام ما رأيك بهذا العقد؟اشعر انه سيبدو رائعًا مع الفستان -
شعرت جينام بالغرابة
لما غيرت الموضوع و كأنها تخفي امرًا ما
تجاهلت الامر لتومئ
-نعم صحيح،ماذا عن شعرك كيف ستصففيه؟كي يناسب العقد-
اجابتها سويون
-اظنني سأرفعه و اضع تاج بسيط-
رفعت الاخرى اصبعها الابهام
-ستبدين رائعه انا متأكدة-
ابتسمت لها سويون لتسأل
-هل حضرتي لنفسك فستان؟-
اومأت جينام
-بالطبح اخترت اجمل ما لدي فأنا وصيفة العروس -
اكملوا تسوقهم و اتصلت سويون بالسائق لكن لم تتلقى اجابة
ارسل لها والدها ان لينو سيأتي لإصطحابهم
تنهدت بقلة حيلة
فهي تكره لينو لحد كبير
وصلت سيارة لينو لتقطب جينام حاجبيها
-لينو سيصطحبنا؟-
اومأت سويون
-للأسف-
ركبوا السيارة
ابتسمت جينام لتلقي التحية
-مرحبا لينو كيف حالك-
بادلها الآخر الإبتسامة
-بخير ماذا عنكي؟-
-انا جيدة ،بالمناسبة انظر سويون ستتزوج و انت لم تفعل بعد ،متى سنفرح بزواجك؟-
اجابها لينو
-الى ان توافق فتاتي على الارتباط بي-
اردفت جينام
-انا متحمسة كثيرا اتمنى ان توافق-
اومأ لينو
-اتمنى هذا،ان فعلت سأكون اسعد انسان على وجه الارض -
قاطعتهم سويون بضجر
-هل ستقود ان ستبقيا تتحدثان؟-
صمتت جينام بإحراج بسبب تدخل صديقتها الذي لا غاية له
اما لينو حاول ان يحبس غضبه و يقود
خلال قيادته كان يختلس النظر لمحبوبته من المرآة
كانت كلما انتبهت له تبتسم بدفء
هذا ما يزيد حبه لها
فكّر انها لو لم تكن تواعد لكانت ملكه
هو لا ينسى ذلك اليوم
عندما اراد الاعتراف لها و انصدم بأنها اصبحت تواعد
كانت جينام تعبث بهاتفها و تبتسم
استطاع تخمين انها تحدّث حبيبها بن
حاول التركيز على قيادته حتى وصل لمنزل جينام
ابتسمت له
-شكراً على التوصيلة اتعبتك معي-
نفى لينو
-لا شكر على واجب -
لوّحت له و لسويون
-احظيا بيوم جيد -
لفت نظر لينو احد اطفال الحي الذي جرى لمعانقة جينام ما ان رآها
-نونا هل ستلعبين معنا ام انتي مشغولة-
نفت جينام
-انا متفرغة لذا سنلعب طوال اليوم -
جرت مع الطفل بعيدًا
كانت سويون تنظر لها بإستهزاء
اما لينو لم يستطع منع ابتسامته
انه يحب روحها المرحة
لوّحت له سويون
-ألن تتحرك ؟-
زفر بغضب ليدير المقود و يتحرك
تحدث خلال قيادته
-الا تظنين ان ما تفعلينه خاطئ،الفتاة لم تقصر معك بشيء ،منذ اخبارك لها انكي ستتزوجين فرحت لكي اكثر من عائلتك حتى ،و بالنهاية تفعلين لها هذا؟-
تنهدت سويون
-من انت لتحاسبني؟قد و لا تناقشني -
تنهد لينو
-ستجنين نتائج افعالك صدقيني-
.
.
خلال لعب جينام مع الاطفال توقفت بسبب سيارة حبيبها التي توقفت امام المنزل
ودعت الاطفال و اتجهت مسرعة للسيارة
عانقته بكل قوتها
فصلت العناق ليدخلوا المنزل
اغلقت الباب لتمنحه قبلة سطحيه
-اشتقت لك كثيراً -
ابتسم لها
-انا ايضًا فعلت،لكنني مشغول بكثره ،اتيت لأجلس معك قليلا ثم اعود للعمل-
اومأت هي
-اذاً سأعد لك افضل قهوة تتذوقها بحياتك -
ذهبت للمطبخ لتعد القهوة
جلس بن على الأريكة يعبث بهاتفه
ما ان اتت جينام ترك هاتفه بسرعة
وضعت له فنجانه لتأخذ فنجانها و تجلس بجواره
كانوا يتحدثون بمواضيع عشوائية كدراستها و عمل بن لكن الغريب ان هاتف بن لا يتوقف عن الرنين طوال هذه الفترة
هذا جعل جينام تشكّ بأن هناك خطب ما لكن سرعان ما طردت هذه الافكار من عقلها لتكمل الحديث مع حبيبها
انهى قهوته ليستقيم و يودعها بقبلة على خدها
حاولت ابقاءه لكنه تعذر بالعمل كعادته
غادر ليتركها بحيرة من امرها
انه غير طبيعي
لا يجيب على اتصالاته امامها
و ارتباكه امامها عندما يهتز هاتفه بإشعار ما
تهربه منها بكثرة
جلست جينام لتأخذ هاتفها و تحاول الاتصال بسويون لكن لا اجابة
تنهدت بقلة حيلة لتذهب للمطبخ و تعدّ لنفسها شيء سريعًا تتناوله
.
.
مرت الأيام و ها هو اليوم زفاف سويون
كانت تجلس في غرفتها مع والدتها
تعجبت جينام سبب رفض سويون لدخولها
ظنت انها متوتره او تريد لحظات خاصه مع زوجها لذا لم تناقشها رغم شعورها بالضيق من فعلة الاخرى
قابلت لينو لتلوّح له و تأتي بإتجاهه بإبتسامتها المشرقة كالعادة
-مرحباً لينو تبدو وسيمًا بالبدلة الرسمية-
عدّل قميصه
-هل حقّا ابدو جيد ؟-
اومأت له
-لكن ربطة عنقك تحتاج لتعديل-
اقتربت منه لتعدلها
شعر بالكهرباء تسري بجسده
التوتر كان بادٍ عليه
انتهت لتبتسم له
-هكذا افضل-
-شكراً-
-أيمكنني المجيء معك؟اشعر بالملل حقّا حبيبي اخبرني انه لن يأتي بسبب انشغاله و سويون رفضت دخولي ،اظنها مع حبيبها الآن
كان لينو يستمع لها
يشعر بالحزن و الذنب اتجاهها
لا يعلم بماذا يخبرها
اخذها معه و كان يتحدث معها
.
اتخذوا جميع المدعوين اماكنهم و جينام فعلت المثل كوصيفة العروس
دخل العروسان ليغمض لينو عينيه بقوة
لم يكن يريد ان ترى جينام هذا المنظر
سويون بفستانها الابيض ممسكة بيد حبيبها بن
.
.
.
يتبع
رايكم بالبداية؟
متحمسين ؟
أنت تقرأ
𝘞𝘩𝘢𝘵 𝘤𝘢𝘯 𝘐 𝘥𝘰?
Short Story-لما فعلتم هذا؟- -طعنوني في ظهري- - لا يمكنني تخطيه- -حبكِ عذاب- -و اللعنة ماذا علي ان افعل؟- . .