𝑷𝒂𝒓𝒕2

1.8K 122 19
                                    

-هل حقّا ابدو جيد ؟-
اومأت له
-لكن ربطة عنقك تحتاج لتعديل-
اقتربت منه لتعدلها
شعر بالكهرباء تسري بجسده
التوتر كان بادٍ عليه
انتهت لتبتسم له
-هكذا افضل-
-شكراً-
-أيمكنني المجيء معك؟اشعر بالملل حقّا حبيبي اخبرني انه لن يأتي بسبب انشغاله و سويون رفضت دخولي ،اظنها مع زوجها الآن
كان لينو يستمع لها
يشعر بالحزن و الذنب اتجاهها
لا يعلم بماذا يخبرها
اخذها معه و كان يتحدث معها
.
اتخذوا جميع المدعوين اماكنهم و جينام فعلت المثل كوصيفة العروس
دخل العروسان ليغمض لينو عينيه بقوة
لم يكن يريد ان ترى جينام هذا المنظر
سويون بفستانها الابيض ممسكة بيد حبيبها بن
اختفت ابتسامتها بمجرد رؤيتهم
امتلأت عينيها بالدموع
-انت؟-
اتجهت جميع الانظار لجينام التي نزلت من مكانها لتتجه لِبن و سويون
-لما فعلتما هذا؟سويون انتي صديقة طفولتي ،لم اقصّر معك بشيء، كلما احتجتي لأحد يقف بجانبك اكون اول شخص يفعل هذا،و بالنهاية تحرقين قلبي ؟ -
كانت سويون صامته و لم تجب لتومئ جينام
-لا تتكلمي،اساساً لا يوجد ما تقوليه -
التفتت لِبن لتسأله
-بن اخبرني بماذا قصرت معك؟فعلت ما قد لا يفعله اي شخص طبيعي لأجلك ،لأنني احبك و بالنهاية تكسر قلبي؟-
تنهد بن
-انا لم اعدك بشيء و لم اجبرك على شيء-
ارتسمت على وجهها ابتسامة ساخرة
-هكذا اذاً؟على الاقل كان عليكما عدم دعوتي،لهذا طلبتي ان اكون وصيفتك ؟ كي تحرقي قلبي؟و انا الغبيه كنت سأطير من السعادة كونك اخترتني ،انا حقّا عاجزة عن الكلام شكراً لأنكما كنتما اكبر خيبة بحياتي-
خرجت جينام تبكي اما لينو لم يكن بوسعه سوى اللحاق بها
.
حاول امساكها لتدفع يده عنها
-ابتعد عني ، كنت تعلم بهذا و لم تخبرني ،على الاقل لكنت منعتني من المجيء ،اشعر انني محط سخرية لكم جميعاً ،جميعكم استغبيتوني -
نفى لينو
-انا لم
قاطعته جينام
-اتركني و شأني ،و لتنسوا جميعا انني كنت بحياتكم-
غادرت غير آبهة لقلب ذلك الشاب الذي انجزح بكلامها
.
.
كانت تلك اتعس ليلة مرّت عليها
خيبة املها من حبيبها و صديقتها اتت في آنٍ واحد
قضت ليلة صعبة
تجاهلت اتصالات لينو تلك الليلة
لكن عندما رأت اتصالاته التي لم تتوقف و رسائله المتكررة ردّت عليه
اخبرته انها بخير و ان يبتعد عنها
رغم انها طلبت منه عدم المجيء لمنزلها الا انه كان يأتي و يطرق الباب طالباً منها ان تفتح له
لم يكن يجد اجابة منها لكن رغم هذا كان يأتي
.
.
.
.
بكت اكثر و اكثر على تلك الذكرايات
هي لا تزال منكسرة ممّا حدث
لا تريد رؤية أي شخص و لا مقابلة احد
استقامت بتثاقل
نظرت للمنزل من حولها
الفوضى تعمّ المكان
وجّهت نظرها للمرآة
وجه شاحب
عينان منتفختان من البكاء
هيئة هزيلة
هي لا تعلم لما لا تزال على قيد الحياة
خسرت والدتها ،حبيبها ،و صديقتها
لم يعد لديها ما تخسره
و لم يعد هناك ما يجب ان تعيش لأجله
ماذا سيحدث ان انهت حياتها ؟
لن يهتم أحد
جميعهم هكذا
يأخذون منها ما يريدونه ثم يتركونها
صعدت للدور العلوي
اخذتها قدميها للحمام
اتجهت للحوض
ملأته بالماء
جلست فيه
لا يوجد لديها ما تعيش من اجله
لا حبيب مخلص
ولا صديقة وفيّه
ولا حتى طفل يخفف عنها ما تشعر به
حتى لينو الذي اعتبرته صديقًا كذب عليها
أرخت رأسها لتبدأ بتجريح معصمها بالمشرط خاصتها
انه رفيقها منذ ذلك اليوم
كانت تشعر بالاختناق
دماؤها اختلطت بمياه الحوض
شاردة باللامكان و دموعها تأخذ مجراها
هي حقّا لا تعلم كيف صمدت كل هذه المدة
قررت اخيرًا ان تنهي هذا
أغمضت عينيها لتخفض نفسها بالمياه
.
.
.
يتجول لينو في الشوارع
منذ شهر و اكثر لم يرى فتاته
كلما اتى لرؤيتها لا يجد منها سوى الرفض
لا يهمه طالما هو مطمئن انها بخير
يحاول و بكل جهده اخراجها من حالتها لكن مالفائدة ان كانت قد كرهته و تطلب منه الابتعاد عنها
هي تظنه مشارك بما حدث
هو فعلا كان يعلم لكن بماذا سيخبرها؟او كيف سيفعل ؟
قلبه غير مرتاح و هو بعيد عنها
هو يشتاق لها و يريد رؤيتها بأي طريقة
لا يعلم كيف اخذته خطاه لمنزلها
منزلها كئيب و موحش على غير العادة
اوقف احد الجيران ليسأله
-معذرة هل جينام في المنزل؟-
اجابه الرجل
-هي لم تخرج من منزلها منذ تلك الحادثه ،الجميع يحاول رؤيتها و تفقدها لكن لا فائدة-
اومأ لينو ليغادر الرجل
اقترب و طرق الباب لكن لا اجابه
حاول تهدئة نفسه و طرد الافكار السلبية من عقله
لكن لا
افكاره السيئة ازدادت بمجرد ان رأى المنزل من النافذة الكبيرة
كيف يبدو كل شيء محطم
الفوضى التي تعم المكان
حاول فتح النافذة
لحسن حظه انها لم تغلقها بشكل جيد
استطاع فتحها و اخيراً ليدخل منها
نظر للمكان من حوله
الزجاج متناثر بكل مكان
صور ممزقه لحبيبها و اخرى لسويون
اوراق متناثرة و عبارات غريبه كتبت عليها
إلتقط الاوراق ليقرأها
كانت عبارات سوداوية و مظلمه
لو لم يكن يعرف خطّ جينام لما صدق انها هي من كتبتها
انا تعبت
اشعر انني جسد بلا روح
انا اقتل نفسي ببطء
انا غير قادرة على التحمل
جميع تلك العبارات كانت مكتوبه على الاوراق
لكن اكثر عبارة اثارت الرعب في قلبه
(امي انا قادمة إليكي فلم اعد احتمل)
جنّ جنونه و ترك الاوراق ليصعد للطابق العلوي
كان يبحث عنها في الغرف و يتمنى الّا يكون قد تأخر
لا اثر لها
كان شبه فاقد لعقله و يبحث عنها كالمجنون
حتى وصل للحمام
فتح الباب ليصعق بالمنظر الذي امامه
جسدها الهزيل غارق بالمياه
دماء مختلطه بمياه الحوض
.
.
يتبع
رايكم؟

𝘞𝘩𝘢𝘵 𝘤𝘢𝘯 𝘐 𝘥𝘰?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن