-50-

4.4K 376 23
                                    

"ليس هناك أشخاص أقوياء بل فقط من يتظاهرون بأنهم كذلك"

طُرق الباب لتدخل السيدة بياتريس على الفور و معها الإفطار بتلك الإبتسامة اللطيفة ، هكذا هي الأم حتى في أسوأ الأوقات تبتسم ...
- صغيرتي شيري ! لقد جلبت لكِ الإفطار ، يجب أن تأكلي

كانت شيريل جالسة على السرير ووجهها لا يعبر عن أي شيء فقط تنظر إلى المخطوطة في يديها بعينيها المتعبة

عندما لم تتلقى بياتريس جواباً تنهدت و دنت جانبها على السرير و بملامح صارمة رفعت ملعقة الطعام أمام شيريل ، أما الأخرى و بنظرة تردد و خوف تناولتها

......... ها هي وحدها مجدداً و لكن أحسن حالاً لم تتجرأ أن تفتح تلك الورقة و ترى شيءً فهي خائفة ، بعد أن رأت سالازار وجها لوجه في ذاك الشيء الشبيه بالحلم عرفت أنها لا تقدر على مواجهته ، تلك الثقة التي كانت لديها قبلا قد تبخرت في الهواء

على الرغم من ذلك هي مضطرة ، تخيلت أعداد المخلوقات التي يمكن أن تموت أو تستعبد إذا ما هربت وتخلت عن كل شيء ورائها
أطلقت تتهيدة و همست
- و مع ذلك أنا لا أرى ما يميزني عن غيري حتى أكون أنا المختارة ، هناك أشخاص أقوى وأفضل و يملكون الشجاعة الكافية ...

- لماذا قطعتِ الإتصال معنا يا حمقاء !
شعرت بالخوف من صوت أورسلا ، فهي بلحظة تأمل فقط إستطاعت الأخرى استغلالها جيداً للولوج إلى الخارج مجدداً

و مع هذا فكرت كيف أنَّ أورسلا هي أكثر الأشخاص اهتماماً بها ، ليس و كأن الآخرين ليسوا جيدين أو ما شابه لكن أورسلا لديها تلك الشجاعة المختلطة بوقاحة من الصنف الرفيع مع حس بالمسؤولية و أحياناً تشعر و كأنها أمها أو شيء من هذا القبيل ، ضحكت على الفكرة كيف يمكن لشخص أن يكون أمّ نفسه ، فأورسلا جزء منها ...

- كلامك غريب جداً ولا أريد سماعه مجدداً ! ، هيا الآن تمالكِ نفسك و تجهزي حتى نقوم بإجتماع مع الأخريات حتى نقوم بحل هذه المسألة و نفهم كل ما يدور حولنا ، فهم قلقات جداً ...

تنفست شيريل بهدوء لتومئ بتوتر ... لقد كانت هذه طريقتها في حل الكثير من الأشياء والألغاز فهي تتحاور مع هجنائها ليحللوا كل شيءٍ ويصلوا إلى جواب و لطالما كانت ممتنة لهذه الهبة

تقدمت نحو المرآة لتبدأ بتمتمة بعض التعاويذ بينما تلوح بيدها ببعض الأشكال

سرعان ما شهقت بصعوبة و تتسع عينيها بينما تغوص داخل عقلها ، أمّا جسدها فبقي متصنماً بالخارج كما هو ...

هبطت في مكان مظلم لا شيء فيه نظرت للجهتين فلم يكن هناك شيء واضح

أغلقت عينيها لتتخيل قاعة بها طاولة كبيرة و كراسي و بعض التفاصيل الأخرى لتظهر على الفور و في النهاية تخيلت جمع هجنائها ، لقد كانوا نسخاً من شيريل و لكن المظهر قد اختلف لحد ما ...

|| شيريل أفالكا ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن