الفصل الثالث عشر

15.6K 289 4
                                    

صدح صوت صراخها في ارجاء القصر بأكمله... خرج فارس من غرفته وهبط للاسفل بقله حيله... فلقد علم ما حدث قبل ان يراه... اتجه نحوها ليجد قدمها تنزف وهي تبكي وقطع زجاج قد انغرست بقدميها اتجه نحوها ليحملها واجلسها على الاريكه ثم امسك قدميها اللواتي انغرسن فيها الزجاج.. وحاول ان يخرج قطع الزجاج من كعبي قدميها ونجح في ذلك ولكن تدفق الدماء منها ولم يتوقف...
فارس بعصبيه : روت... يا روت...
جاءت اليهم من الخارج بفزع مردفه بقلق : ماذا هناك ؟..
نظرت اتجاهها لتجد تدفق الدماء من قدمي نور...
ليردف فارس بعصبيه : هاتي قطن وقماش وشاش كتير...
انطلقت روت لتحضر ما طلبه منها وحضرت سريعاً ومدت يدها بالقماش لفارس لعله يستطيع ان يوقف ذلك الدماء... ولكن كلما ضغط على جرحها زاد نزفه..
ليردف بغضب : لا كدا كتير الدم مش بيقف...
حملها بين يداه متجهاً للاعلى..
وصل لغرفته اجلسها على فراشه ثم هبط لقدميها محاولا ايقاف ذلك الدم.... ليتنهد بعصبيه مردفاً : يا روت..  روت
حضرت روت في الحال لتردف بقلق : كل هذا ولم يتوقف الدم ؟! ..
نظر لها مردفاً بغضب : هاتيلي قماش كتير... بسرعه...
انطلقت روت لاحضار القماش والقطن متجهة لهم ومدت يدها لهم وهي قلقة على نور التي بالكاد فقدت وعيها..  نظر فارس لنور التي ارتمت بجسدها للخلف وقد فقدت وعيها... حاول افاقتها ويضرب على وجهها برقة مردفاً بقلق : لا لا لا لا.... نور يا نور...
عدل جسدها واراحها على الفراش... طلب من روت احضار جهاز قياس مستوى السكر في الدم... وما ان انتهى وقد وجد مستوى سكرها مرتفع جدا...
انها على مشارف الدلوف في غيبوبه مرض السكر... حملها بين ذراعيه متجهاً للاسفل ووضعها بسيارته وقادها بسرعة فائقة حتى وصل الي اقرب مشفى... أخذها الممرضين في الاستقبال .... وصعدا بها للدور الثاني لوقف نزيف قدمها ومحاوله افاقتها من الغيبوبه...

اما هو وقف بالخارج ليجد الطيبب قد خرج ووقف امامه...
الطبيب: الانسه اللي جوا عندها السكر...
نظر له فارس بغيظ وجز على اسنانه : اولاً اللي جوا دي مدام..  ثانياً ما انا عارف ان عندها السكر ايه الغباء ده... هو انا مستنيك تقولي... روح اتنيل فوقها بدل ما اموتك بأيدي ...
الطبيب : يا فندم.. المدام في غيبوبة سكر ومش اي حد بيفوق منها ...
فارس بحدة وتهديد : وربي مراتي لو ما فاقت لهوديك انت واللي مشغلك ورا الشمس... سامع.. غور من قدامي واتصرف...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جالسه في الغرفه وهي تتحدث في هاتفها مع الذي تخون زوجها معه...
لتردف بدلع : ايه موحشتكش...
المتصل : لا وحشتيني طبعاً... عامله ايه..
لتردف : مش كويسه طول ما انت بعيد... انا مبقتش قادره استحمل العيشه اللي انا عيشاها مع البني ادم ده... ده كريه..
ليردف الاخر: معلش يا حبيبتي استحملي بس شويه وانا هخليكي تطلقي منه واتجوزك على طول...
لتردف بنفاذ صبر : يا ريت لحسن خلاص مبقتش قادرة استحمل
ليردف : هانت يا حبيبتي هانت..
لم تأخذ حذرها من ذلك الشخص الذي كان يستمع لها وهو في حاله صدمة مما يسمعه...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المشفى...
حاول كبار الاطباء في المشفى انهم يساهموا في جزء ولو بسيط في علاج تلك المسكينه....
خرج الطبيب من غرفة نور متجهاً لفارس الذي يقف بشموخه وهيبته المعهودة...
الطبيب : انا يا فارس باشا مقدر اللي حضرتك فيه... بس انا كنت
قاطعه فارس ببرود : انجز..
الطبيب بتوتر : احنا عملنا اللي نقدر عليه بس هي لسه في الغيبوبه... قدامها لبكرة او بعده بالكتير و نشوف هتفوق ولا لا...
ليردف فارس ببرود :ولو مافقتش ؟
ليردف الطبيب : ادعيلها... لينصرف الطبيب من امامه اما هو ظلت عيناه معلقة على الباب..  اتجه نحوه ووقف ناظراً من الفتحة الزجاجيه عليها كانت جميله هادئة ورقيقه لم تكن تلك العنيدة ذات اللسان السليط التي عهدها منذ لقائهم الاول .. نظر لتلك الاسلاك الموصله بذراعها وجهاز التنفس الموضوع على فمها... تنهد بضيق على حالها...
اتجه الي الخارج واتصل على روت....
اردف : روت.. تفضيلي نفسك وتجيلي على مستشفى (.......)
وهاتي أكل من البيت والانسولين وهدوم لنور وطرحه كبيرة وازازة ماية كبيرة وانتي جايه...
روت : امرك سيدي ..
اغلقت الخط واحضرت ما طلبته منه متجه للخارق استقلت سيارة أجرة متجهة للمشفى....
وصلت روت للمشفى وهي تحمل بيدها حقيبه كبيرة نسبياً وضعت بها الاشياء التي طلبها فارس منها...
جلست بجانبه..  ثم اردفت : ستكون بخير ؟!
ليردف ببرود : كويسه ولا مش كويسه انا متفرقش معايا... انا مش عايز يجرالها حاجه واهلها يقولوا انا السبب في اللي حصلها... لكن هي ولا تخصني في شئ...
ألجمت الصدمة شفتيها وظلت تنظر له بصدمة ثم اردفت : ألم تحبها...؟!
ليردف ببرود : ولا بحبها ولا نيله انا متجوزها مصلحة...
لتنظر له بتعجب مردفة : مصلحة...
لينظر لها ثم اردف : متجوزها علشان اخد فلوس ورثي من جاسم اللي اتجحم مات...
نظرت له ولم تصدق ما قاله... تكاد تجزم ان ذلك ليس فارس وانما جاسم... جاسم الشرقاوي في ابشع صوره... لا قلب لديه ليعذب تلك المسكينة معه... لا شفقه منه ليدخلها بتلك اللعبه التي ستنقلب لعنة عليها هي وحدها... لا ذرة رحمة لديه ليتحكم في تلك المسكينة وكأنها دمية...
لتردف بصدمة وغضب : كيف تسمح لنفسك ان تفعل ذلك بها... اهي تعلم بـ........
قاطعها بهدوء وهو يستند بظهره على المقعد...
مردفاً : اتفقت معاها هديها اللي هي عيزاه....
لتردف : اذن هي تعلم بتلك اللعبه ؟!
ليردف : ايوة عارفه علشان كدا وافقت... قولتلك دول كلهم خاينين ويعملوا اي حاجه علشان مصلحتهم وانتي مصدقتنيش...
لتنظر له بنظرة لم يفهم معناها ولكن اردفت بهدوء : حتى انا..  فأنا من هن يا فارسي... انا واحدة من النساء....
ليردف : لا انتي متربيه على ايدي وانا عارف انك كويسه يا روت... انتي اختي يا روت...
تنهدت بهدوء واسندت برأسها على الحائط واغمضت عيناها................................................................................

قسوة الجبروت ( الجزء الاول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن