الفصل الثاني والخمسون

10.6K 192 5
                                    

الفصل الثاني والخمسون ...
قررت مهاتفة شقيقها...
احمد بأبتسامة : ازيك يا واطيه وحشاني...
نور بنبره اقرب للبكاء : احمد انا عايزه اتكلم معاك...
احمد بقلق : مالك يا نور...
لتنفجر نور باكيه بقهر وألم...
ليكمل بخوف : مالك يا نور... فارس عملك حاجه...
هدأت نور بعد فتره...
لتردف : فارس طلع كان متجوز..... وعنده ابن من اللي كان متجوزها... واللي متجوزها دي قاعده معايا في نفس المكان اللي انا قاعده فيه...
احمد بصدمه : نعم يا اختي... فارس ايه... متجوز ومخلف....
يا لهوووي انتي بتهزري ولا بتتكلمي جد...
نور بألم : انا تعبانه اووي يا احمد تعبانه بغباء...
احمد بصرامه : اسمعي انا هاجي اخدك بكرا ونرجع نقعد عن ماما هو لا هيمن علينا ولا هيصرف علينا يغور هو وشقته... بس عرفيه الاول غلطه انه خبأ عنك حاجي زي دي...
نور ببكاء مكتوم : مبقاش فيا حيل اتكلم يا احمد تعبت... تعبت ومفيش طاقه استحمل اكتر من كدا...
احمد : اللي متجوزها دي لسه مراته ولا طلقها ولا ايه نظامه...
نور بتعب : معرفش انا مبقتش بصدقه في حاجه...
احمد : انتي فاضلك قد ايه وتولدي ...
نور ببكاء : تلات شهور ونص....
احمد : زي ما قولتلك... انا هاجي اخدك بكرة... ومش عايز نقاش...
نور محاوله الهدوء : ماشي يا احمد...
احمد بغضب : جهزي نفسك ...سلام...
نور : سلام...
نهضت وظلت تتحرك ذهاباً واياباً الي ان وصل اتجهت نحو غرفته ...
صعد الي غرفته عندما وجدها غاضبه...
اردفت نور بغضب : كنت فين ؟!
ليردف بأرهاق : كنت في الشركة ...كان عندي شغل كتير...
لتردف بغضب : انت كداب...
لبنظر لها بغضب غير مصدقاً ما قالته..
ليردف بغضب : لا انا مش كداب
لتردف بغضب وصوت مرتفع : لا كداب... وخاين كمان...
ليردف بغضب : لا انا مش كداب ومش خاين...
لتردف : انت كنت مع نبيله... كنت معاها... قول بقا كلام غير ده علشان انت كداب...
ليردف بغضب وغيظ وهو يصر علي اسنانه حتى لايتهور ويضربها وهي حامل : مين قالك اني بخونك ومع نبيله ؟!
لتردف بغضب : متضيعش الموضوع انت كنت بتخوني ومعاها هي مختفيه من الصبح... هتكون فين غير معاك ده غير انها كانت مراتك وعندها طفل منك ... ايه كنت مفكرني نايمه على وداني ومش هعرف ....
ليردف بصوت جهوري غاضب : وبعدين معاكي يا نور... قولت مخنتكيش ايــه به انا زهقت من دي عيشه...
لتردف لتستفزه اكتر : انت خاين وانا مش هقدر اعيش معاك يا خاين يا كداب... طلقني يا بارد طلقني....
ظل صامتاً وهادئ وهو ينظر لها بغيظ يحاول كبحه عنها...
لتردف بغضب : خليك راجل لو لمره واحد وطلقني...
لم يتحمل تلك الكلمات التي اعمته من الغضب ليصفعها على وجهها لتسقط ارضاً اثر صفعته...
لتردف بسخرية : عمرك ما هتبقي راجل وتنضف...
وجه لها اللكمات والضربات بحذائه ويده بأنحاء جسدها بأكمله ليسدد ضربه بحذائه ببطنها... صرخت نور من الالم وهي ترى سيل رفيع من الدم يهبط من بين قدميها وترك اثر بجلبابها...
لتردف ببكاء : ابني يا فارس...
توقف فارس عن ضربه لها عندما رأي الدماء قد لطخت ملابسها والارضيه ايضاً ليحملها بين ذراعيه بقلق... اما هي قد اغمضت عيناها بتعب...
ليهبط للاسفل متجهاً نحو سيارته وادخلها ليدلف بجانبها امراً السائق بالتوجه الي مشفى الشرقاوي بسرعه...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظل جالساً في المشفى... بجانبه نبيله وسوزان وروت... غير مصدقين ما حدث.... كل ما يخطر بعقلهم ان فارس اصبح اخطر من ذي قبل.... بل اسوء....
انقلبت مشفى الشرقاوي رأساً على عقب منذ دخول نور بتلك الحاله التي يرثى لها ....
هرعت الممرضه بخوف
لتردف : فارس بيه انا محتاجين نقل دم بسرعه... الهانم هتفقد الطفل... وفصيله دمها نادره جداً...
ليردف فارس بغضب : فصيله دمها ايه انطقي ؟!
الممرضه وقد ارتعدت اوصالها : O..
لتردف نبيله : نفس فصيلتي... انا هتبرعلها بس تنقذي حياتهم بالله عليكي خدي دمي كله بس تبقى كويسه...
انصدم الجميع من ردها لتمسكها الممرضه ودلفت بها الي غرفه اختبار الدم وسحب العينات....
وما ان انتهت الممرضه سحبت العديد من علب العصير المغلف
لتعطيه اياها لتتناوله لتعوض المفقود من دمائها....
جلست تنظر لفارس بهيئته الهادئه المخيفه وجهه الشاحب كالموتى... جسده المرهق... عيناه الزائغتان.... كان مرهقاً بحق....
نبيله : هتبقى كويسه...
فارس بتعب : مصممه ان ابنك يبقى مني...
توسعت حدقتيها بصدمة...
لتردف : طب ما تقولها الحقيقه وتخلص...
ليردف بحزن وقهر : انا اذيتها... انا مستحقهاش زي ما انس قالي...
لتردف بهدوء : متقولش كدا كل حاجه هتتصلح...
ليردف بألم : يا رب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتجه فارس ونبيلة للخارج ليجد انس يقف امامه بغضب وبجانبه سوزان وروت وجاك....
اتجه أنس ليردف بغضب : لولا اننا في المستشفى كنت وريتك ازاي تمد ايدك على بنات الناس يا ابن جاسم....
نظر له فارس ببرود ثم اشاح ببصره لزجاج غرفه العمليات...
وبعد فترة جاء شقيق نور الذي كان غاضباً وبشده كان الجميع جالسون ليلكم احمد فارس بقوه ليصطدم الجميع...
ليردف احمد بغضب : بتتشطر على بنات الناس يا خـ*** يا زباله يا حيوان.... راجل انت كدا انك تمد ايدك عليها...
امسك جاك احمد ليمنعه من لكم فارس بينما انس يمنع فارس من التعرض له...
توقف السباب والصراخ من كلايهما بخروج الطبيب من غرفه العمليات...
ليتجه اليه فارس بقلق : نور عامله ايه... ؟!
احمد بسخرية : خايف عليها اوووي دا انت...
ليتدخل جاك مانعاً اياه من التفوه بكلمة أخرى واضعاً قبضه يده على فم احمد...
ليردف الطبيب بجديه : الهانم كويسه والبيبي كويس بس جسمها مش متقبل اي دوا علشان تفوق...
قضب فارس حاجبيه ليردف : قصدك ايه... ؟!
الطبيب : بص يا فارس بيه ... الطفل سليم الحمدلله ومنزلش... والمدام كويسه... بس....هي دخلت في غيبوبه سكر واحتمال الطفل ينزل....
وقع الخبر عليهم كالصاعقه ليزيد ذلك الاحمق الامر سوء...
ليكمل : وكمان الرحم بتاعها ضعيف جداً.... وهي جسمها اضعف والطفل بيأخد من غذا جسمها وده مأثر عليها علشان كدا الادويه مش جايبه فايده معاها.... ادعولها....
ليتركهم وغادر....
اتجه فارس للزجاج الشفاف لينظر لجسدها الهزيل... بطنها المنتفخة... تلك الانبوبه التي وضعت بفمها لتتنفس... ذلك المحلول الذي يسري بتلك الاسلاك الشفافه المنغرسه بيدها...
اتجه اليه جاك ليربت على كتفه...
جاك : اكيد الهانم هتفوق يا فارس... بلاش تضعف... لازم تسندها.... هي ضعيفة عمرها ما هتقوم لو انت ضعيف... حد فيكوا لازم يكون جنب التاني...
فارس بحزن : هتسبيني ؟!
ليقطب جاك حاجبيه مردفاً : ليه ؟!
فارس : انا اذيتها... انا دمرتها ...خلاص مبقاش ليا اي مكان في حياتها من النهارده...
ليردف جاك بهدوء : ابدأ معاها من جديد...
فارس بمرارة وسخريه : يبقا انت متعرفش نور... مستحيل تسامحني....
جاك : الرب قادر ينقذها ....
فارس بألم : يا رب  ....
تفقد حالها مره أخرى وبعدها عاد ليجلس بجانب انس ونبيلة...
ليردف احمد بسخريه : ويا ترى انت ضربتها علشان طلبت الطلاق ولا علشان عرفت انك متجوز ومخلف... ولا علشان كانت عايزه تسيبك...
انصدم الجميع من حديث احمد...
لينظر له فارس مطولاً ...
ليردف : انا اه كنت متجوز... نبيله بس طلقتها وابنها مش ابني ده ابن راجل تاني... مين اللي قالك انها كانت حامل مني...
ليردف احمد بتلقائيه : نور...
ليردف فارس : وهي صدقت علشان مش بتثق فيا انا عمري ما حبيت غيرها ....اه بغير عليها بس بحبها ...عمري ما شكيت فيها لحظه انها ممكن تشك فياو تبعد عني لأي سبب... بس اظاهر اني كنت غلطان...
لم يدروا ما الذي حدث ليجد الاطباء و الممرضين يهرولون لغرفه نور.... ليتجه فارس واحمد نحو الغرفه ليعلموا ما الذي يحدث...
ليجدوا ان نور قد فاقت.... والطبيب يسألها بعض الاسئله البسيطه لضمان وعيها بالعالم المحيط بها ومعايشتها لارض الواقع...
لتخرج الممرضه وهي تبتسم...
لتردف : الهانم فاقت...
ليردف فارس : ممكن ندخلها ؟!
لتردف الممرضه : للاسف لا.... الدكتور هيكشف عليها وبعدين ينقلها غرفه عاديه وتقدروا تدخلولها ...
وبعد فتره تم نقلها لغرفه جيده من غرف المشفى مجهزه بأحدث التقنيات لاستقبال اي تضاعف او انتكاس لحالتها....
اعدلت الممرضه الوساده خلف ظهرها.... لتستريح اكثر...
كانت نور شاحبه... قد دميت شفتيها وجهها من صفعه له... خرجت الممرضه ليدلف الجميع اليها....
احتضنها شقيقها بشوق وقلق على حالها.... بينما ذلك القابع كان يحترق من ملامسته لها... واحتضانه لما يخصه.... ولكنه لا يريد ان يزيد الامر سوء...
اقتربت نبيله منها... لتتراجع من نظرات نور الناريه التي احرقتها بالفعل...
لتردف نور بجفاء وقسوه لم يعهدها احد من قبل : طلع كله بره يا احمد مش عايزه اشوف حد هنا.... روت وأنس بس اللي يفضلوا....
تعجب احمد من نبرتها المليئه بالقسوه.... ليأمرهم بالخروج وامتثلوا لها....
نظرت نور لانس بأبتسامه صغيرة.... ولروت بنفس الابتسامه....
لتردف بنبرة جافه ارتجفت روت اثرها : انتوا الاتنين عارفين مصايب فارس الو*** فهتحكوا كل حاجه من طقطق للسلام عليكوا....
نظرت روت بوجل وخوف لأنس الهادئ ...
لتردف روت : لا اعرف عما تتحدثين... ولكن سأحاول ان اشرح لكِ الامر.....
كان فارس شاب بالثانيه والعشرون من عمره وكان والده مازال حياً امره بالسفر لانجلترا على عجلة من امره لامر طارئ بأحدئ شركاته والتى كانت تتمثل في نيلا.... وكانت حامل بشهرها الثاني... احبت فارس كثيراً وهو لم يحبها فقط استخدمها لامتاعه... جردها من جميع حقوقها لتصبح آله مسخرة بيده يتحكم بها تنازلت عن جميع حقوقها لتبقى بجانبه ولكنه تركها بعد ان طلقها... وعاد لمصر... وكانت اخبارها تصل لفارس من حين للاخرى...
فقط هذا ما في الامر....
لتردف نور بسخريه : يعني ابن نيلا مش ابن فارس...
روت بتعجب : لا... من قال لكي هذا... انها كانت حامل قبل ان تراه ويراها... كيف ستحمل منه اذا لم تراه.... بالتيار الكهربي مثلاً.... نور....
تنهدت نور بهدوء ...
لتردف : طيب.... وانت يا انس معندكش حاجه تقولها...
انس : اكذب عليكي لو قولت اعرف... انا قضيت 8 سنين في شغل في امريكا واتجوزت وخلفت ورجعت بيها مصر...
وعايش انا وهي دلوقتي مع بعض... ومعرفش اساساً ان فارس كان متجوز....
نور بهدوء : طيب... تقدروا تمشوا...
انصرف أنس وروت وظلت نور جالسه مع اخيها...
ليردف احمد بغضب : عمل ايه الحيوان ده... ؟! ضربك ليه ؟!
لتُقص نور عليه ما حدث معها... ليردف احمد بأنزعاج : ما انتي زودتيها الصراحه بس هو كمان زباله واللوم كله عليه انه كان هيموتك انتي واللي في بطنك... ده زباله...
ليكمل بهدوء : انا هبات عندك الليله دي... سيبك منهم... تقدري تعيش مع ماما لحد ما تولدي...
لتردف نور بنفي : مش هينفع ومين هيبقا معايا بقيه فتره الحمل... انا مش بقدر اتحرك يا احمد....
احمد : ربنا يقومك بالسلامه...
نور بأبتسامه : يا رب يا احمد...
لتكمل بحب وهي تمسد بطنها المنتفخة : عارف انه طلع ولد...
ليبتسم شقيقها بسعاده...
ليردف : وقولتي لابوه...
لتعبس ملامحها لتردف بغضب : خساره في جتة اهله...
ليقهقه احمد على لسان شقيقته السليط....
ليردف : انتي ملكيش حل...
لتردف : طيب تعالى اعدلي ام المخدة الزفته دي خليني اتخمد..
اتجه احمد ليعدل لها الوسادة لتناسب راحتها هي وجنينها...لتذهب الي سبات عميق.............................................................................................................

قسوة الجبروت ( الجزء الاول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن