الفصل الرابع والخمسون....
لم تتذكر كم بقت بعيده عنه فقد قد اشتاقت له ولكن تتذكر كم ألمها... اصبحت تستيقظ اثر كابوسها الذي لم يفارقها... ولكن عللت انها قد اقتربت من ولادتها ربما خوفاً ليس الا... تذكرت ما حدث منذ اسبوعين...
Flashback...
دلف الي الغرفه ليجدها جالسه ككل يوم صامته تنظر لنقطه ما في ذلك الفراغ القاتل...
تنهد بضيق ليجلس بجانبها... ولم تنظر له شعرت بهالته الرجوليه الصارخة ورائحة عطره تحيط بها لطالما عشقت كل ما به...
فارس بضيق وألم : نور...
ظلت صامته ولم ترد عليه...
ليردف بنبره متألمه : يا نور كفايه بقلنا شهر مش بنتكلم... حرام عليكي انا تعبت...
ظلت تنظر لتلك النقطه الوهميه وهي تستمع له...
ليردف : طب شوفي ايه يرضيكي وانا اعمله.... ؟
لم تجيبه فقد شعرت بدوامه من الكلمات التي عصفت بذهنها... لن تتنازل وتسامحه ككل مره ستذيقه اضعاف ما ذاقته ولكن بحذر وصمت... تعلم ان صمتها يقتله... بل يذيقه وابل من العذاب لا يستطيع ان يشعر به احد... لا يتحمل صمتها ينظر لها... تكرر نفس الحدث معه عندما وجد والدته صامته مثلها لا حياه فيها بعد ما فعله والده بها... بعد ان قتلها وهو لم يتحمل ان يراها بهذا المنظر...
ولكن تلك المرة هذه حبيبه فؤاده وقلبه... هادئة وساكنه بطريقه مميته لا تتحدث منذ شهر معه... لا تعامل... لا حوار... فقط صمت يقتله ويشعره بالعجز وعدم تحمله للمسئوليه للمرة الثانيه... نظرت له ببرود عندما صمت لتجد عبراته تتسابق في الهبوط لوجنتيه بقوه وعنف... لا يستطيع نظراتها تكاد تقتله حياً... نهض من جانبها وهبط بالاسفل... فقد استمعت لصراخه بناريمان...
في الاسفل...
جالسه وعلى شفتيها ابتسامه متشفيه... لتجد ذلك الفارس امامها بملامحه الغاضبه... ونظراته الحادة كصقر جارح يكاد يفتك بها...
ليردف بصوت جهوري غاضب : اطلعي بره يا زباله.... اطلعي بره مش عايز اشوف وشك في بيتي تاني....
لتردف ناريمان بصدمة : ولد انت ازاي...
ليقاطعها بنبرة أجفل لها قلبها وارتعدت منها : اخرسي... مش عايز اسمع منك ولا كلمه... اطلعي بره مش عايز اشوف وشك تاني... بـــرة بيتي يا حقــيرة...
ليمسكها من شعرها الذي شعرت بأنه اقتلاعه من قوة قبضته ليلقي بها بالخارج...
ليردف للحرس بلهجة أمرة غاضبه ومحذرة : الزباله دي متدخلش من بوابه القصر... تترمي زي الكلبه بالهدوم اللي عليها سامعين...
ليومأ له الحرس بأذعان لاوامره...
وصعد وجلس بجانبها...
ليردف بهدوء منافي لحالته المشتعله : هتفضلي كدا يا نور...
ظلت على حالها ولم ترد..
ليكمل : طيب انا محضرلك مفاجأة وعايز اوريهالك...
لتنظر له ببرود وعادت تنظر للفراغ..
ليكمل بتألم : هوديكي مكان محدش يعرف عنه غير انا وامي جنات الله يرحمها.. وجاسم... علشان هو اللي كان عمله...
ضيقت عيناها بتعجب من نبرته المتألمة...
ليلتقط كف يدها...
ليكمل : هتقومي ولا...
ابعدت قبضته عن كفها الصغير... وظلت جالسه كما هي لم تتحرك...
نظر لها بسأم....
ليردف بأرهاق : على راحتك يا نور...
ليهبط للاسفل ومنه للحمام الارضي.... وذهب بعدها لملجأه وقت غضبه من الجميع... عندما تنفذ ارصدتهم لديه... عندما يبتعد من يحبه عنه... عندما يفتقد احد او يشتاق لاحد... عندما يتمزق قلبه الي اشلاء... عند شعوره بالعجز وعدم تحمله للمسئوليه...
كل هذا يجعله يلجأ لمأواه بعد نور... لقد ابتعدت هي الاخرى... ابتعدت وللابد.... لم ولن تسامحه لا تستطيع ان تفعلها.... حتى هو لا يسامح نفسه انه كاد يقتل طفله.....
Back...
مازالت لا تعلم اين يختفي كل هذا الوقت واين مكانه السري... الذي حدثها عنه...
اوشكت على الواحده بعد منتصف الليل.. ولم يعد اين هو وماذا يفعل هي لا تعلم فقط شعرت بالتوجس خيفة ان يصابه مكروه .... فهي تعشقه بل متيمة به ولا تستطيع الافتراق عنه ولكن فعلت ذلك حتى لا يضربها مرة اخرى ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسلل الرعب الي قلبها وازدادت ضربات قلبها الضعف.... وكادت تصمها من فرط قوتها....
اصبحت الثانيه صباحاً ولم يُعد..ماذا حل به ليتأخر هكذا... دلفت لشرفتها ونسمات الهواء البارد تداعب وجنتيها بحرفية... ورغم بدفء جسدها الا ان بدأت يدها في الارتجاف من فرط خوفها وضمتهم لصدرها لعلها تشعر بالدفء... لتجد سياره الحرس تضرب بوق السيارة بعنف وسيارة فارس لم تعد حتى الان...!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عوده بالاحداث بالساعه الحاديه عشر عند فارس...
لقد انتهى من سهرته ولكنه لم يثمل... لم يتذوق الشراب... فقد يختلي بنفسه بعيدا عن الجميع ليجد نفسه في مجتمع الساقطات... والعاهرين... خرج من ذلك النادي الليلي متجهاً لسيارته... حتى شعر بشئ مريب بالطريق... فهذا ليس الطريق لقصر... ليقف ذلك السائق الخائن واستمع لطلقات النيران بينما فر السائق كالفأر... بدأ اطلاق النيران من حرصه ومن هولاء الرجال الملثمين... اخرج فارس سلاحه وبدا بأطلاق النار معهم... وقد قتل حراس فارس هولاء الملثمين... ليتجه كبير الحرس...
الحارس : فارس باشا في طلقة... في ....
لم يشعر فارس بذلك الجرح... او لم ينتبه له فلقد كان عميقاً بالقرب من القلب .... ليسنده الحرس وولجوا للسيارة واتجهوا به لمشفى الشرقاوي...بمشفى الشرقاوي...
دلف الحرس به للداخل وما ان علم من هو انقلبت المشفى رأساً على عقب... تجهز اكفء اطباء الجراحة واكفء الممرضين.. والتي كانت من بينهم شهد... فلقد كانت معهم لكفائتها وما ان وقعت عيناها على فارس حتى ترقرت العبرات بمقلتيها.... وقدم الجميع المساعده... اخرج كبار الاطباء تلك الرصاصه من صدره واوقفوا النزيف ولكنه نبضه ضعيف...... بل بالكاد قد توقف تماماً !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلف الحارس للقصر ليجد نور مرتديه ثوبها الفضفاض وحجابها...
لتردف بقلق: فارس فين ؟!
الحارس من بين لاهاثه : الباشا اتضرب عليه نار... من ناس منعرفهاش... وهو في المستشفى...
لتردف نور بعدم تصديق : انت بتقول ايه انت قصدك فارس بتاعي... فارس الطويل ابو شعر بني اللي عينه عسلي فأخضر...
ليومأ لها بحزن....
لتنظر له بتألم... ولم تشعر سوى بشئ دافئ يسيل على فخذها شاقاً طريقه للارض...
لينظر لها الحارس بصدمه...
ليردف بقلق : مدام نور انـ... انتي بتنزفي....
ليصيح : يا روت يا سوزان ألحقونا...
خرجت كلاتهما من سباتهما واسرعا لنور التي وضعت يدها اسفل بطنها وقبضت على ساقيها من شده الالم... لتصرخ نور بألم..... ساعدوها على الوصول لمشفى الشرقاوي.... كانت تصرخ من الالم عندما دلفت رفيدة وهي طبيبتها الخاصه لتقوم بعملية الولاده لها... صرخات وصرخات تتعالى... روت وسوزان غير مصدقين لما حدث لفارس... وكلاهما يقفون امام باب غرفه العمليات الخاصه بنور... اتت شاهندة وشرين وجاك على عجله من امرهم.... وصعدا ليظلوا مع فارس... وكل منهما بعالم اخر لتدوي صرخات الرضيع معلنة عن قدومه للحياة.... بينما صرخات الممرضات بالاعلى في محاولة لافاقه فارس الذي اصبح شاحب اللون... يتعرض للصعقات الكهربائية بلا اكتراث... فقط لا يعلم ان الجميع يحبه... زوجته واصدقائه وجميع من حوله ولكن هو يجد ان الجميع يبتعد عنه لقسوته.... ليريحهم من قسوته... ليريحهم منه.... وللابد! .......................................................................................................
أنت تقرأ
قسوة الجبروت ( الجزء الاول)
Romanceمركز اول في #شغف بتاريخ 24/5/2021.. مركز اول في #عشق بتاريخ 31/5/2021 مركز ثالث في #قسوة بتاريخ 14/10/2022 روحاً هلكت في حبكَ... روحاً اقسمت على البقاء بجانبكَ... روحاً تعاهدت على النسيان من اجلكَ... انا منكَ ولكَ وروحي باتت ملككَ ... قصه حقيقيه ذا...