الفصل التاسع والعشرون

12.7K 207 4
                                    

صباح يوم جديد...
في مشفى الشرقاوي...
كانت نائمه كالملائكه... اضطرت روت العودة للمنزل لتغطيه غياب نور منه عندما علمت من صديقه ان فارس سيمكث في الشركه بحجه لديه عمل متراكم... لم تخبره روت بما حدث لنور خشية من ان يقول لفارس وهي لا تعلم ردة فعله... قد تطيح بالاخضر واليابس وما عليهما....
يوماً اخر وهي مازالت موصله بالاجهزة ووجهها قد لّف اغلبه بالشاش الطبي والضمادات الطبية... كانت مشوهة بمعنى الكلمه... لعنت روت ذلك الفارس الذي اوصل تلك المسكينه لهذه المرحلة.... دلفت الطبيبه للمريضة وبدأت في عدل الجبيرة حول قدمها... يا الهي... ماذا فعل لتلك المسكينه... لقد كسر قدمها...انه لم يترك جزءاً بجسدها سليماً هذه هي المرة الثالثه التي تدخل المشفى بسببه... الزجاج... الضرب... الضرب... نعم انها الثالثه هكذا كانت تفكر روت وهي تبكي على حال المسكينه التي تنام كالملاك... كيف لقطعه الكعك هذه ان تكون بتلك الجراءة والقوه امام فارس الشرقاوي... كيف فعل هذا لتلك الملاك... قلبها يؤلمها ووضعت نفسها مكان نور لوهله.... ااه كم هي صبوره هذه الفتاه كان الله في عونكي يا نور......
دلف الطبيب الي نور ليطمئن على حالتها... وكتب تقرير شامل عن حالتها الصحية...
وخرج...
روت : ماذا اصابها ؟!
الطبيب : انهارده الصبح شوفنا علامات زرقاء في جسمها كتير فكرناها علاقه... بس طلع انه ضربها وكسرلها رجليها وايديها...
نظرت روت له بصدمه لتردف : وما العمل...؟!
الطبيب : احنا علاجنا الكسر طبعاً زي ما انتي شايفه وهتحتاج علاج طبيعي علشان تقدر تحركهم تاني... وده هيخليها تحتاج ياما عجاز او كرسي متحرك طول فترة مرضها...
لتردف روت : أليس هناك علاج لمداوة كسرها...
الطبيب بأسف : للاسف مش عندنا التقنيات دي.. 
روت : شكراً لك... لا اريدك ان تبلغ فارس بيك بشئ...
الطبيب : اكيد... عن اذنك
انصرف الطبيب من امامها....
افاقت نور في المساء ...فتحت عيناها ببط لتغلقهم من أثر اصتدام الضوء على عيناها... رمشت عدة مرات لتعتاد الضوء...
لتردف بوهن : مـ...مياة... عايزة.... مياة..
دلف الاطباء لغرفه العنايه... انقبض قلب روت ظناً انه حدث لها مكروه فلن يرحمها فارس اذا حدث...
قاموا بالاجراءات اللازمة معها... خرجت الممرضه... لتتجه لها روت بقلق  ..
روت : ماذا حدث ؟!
الممرضة بأبتسامة : المريضه فاقت هيفحصوها وهينقلوها غرفه عاديه دلوقتي....
كانت سعيدة لهذا الخبر... على الاقل لن يقتلها فارس...
مرت ساعتين وتم نقل نور لغرفه عاديه نظيفه مرتبه ومجهزة بمحاليل الغذاء المتصله بيدها عن طريق تلك الانابيب الخرطوميه الشفافه... دلفت روت لها لتبتسم روت لها بهدوء
مردفه : حمد لله على سلامتك...
نور بوهن : الله يسلمك...
لتتذكر شئ ليظهر الخوف على وجهها مردفه : فارس هنا...
روت لتهدئها : لا لم نخبره...
هدأت نور لتردف بهدوء : اياكي تقوليلوه... او تخلي حد يقوله...
روت : لا تقلقي... ولكنه سيعلم عما قريب...
لتردف نور بتعجب : ليه ؟!
لتردف روت : للاسف حدث كسر لكِ بيدكِ اليمنى... وقدمك اليسرى وتم تجبيرهم...
نظرت نور ليدها بضعف ووهن لعنت فارس في الارض والسماء ترقرقت الدموع بمقلتيها ولكن آبي الخضوع... لتردف لروت : سبيني عايزه اقعد لوحدي... وقولي للدكتور اني عايزة اخرج من المستشفى مبحبش قعدتها...
اتجهت روت للخارج... وطلبت من الطبيب ما امرتها نور به ولكن طلب الطبيب منها ان تنتظر للغد ليرى حالتها وتجهيز مقعد ذو عجلات لها فوافقت....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشركة فارس الشرقاوي...
كان جالساً حتى قام بالاتصال بروت للاطمئنان عليها وعلي نور...
فارس : ايوة يا روت عامله ايه ؟!
روت محاوله الثبات : انا بخير كيف حالك ؟!
فارس : انا تمام... نور عامله ايه ؟!
روت بهدوء : بخير ايضاً...
فارس : هي راحت الكليه...
روت : نعم ذهبت وعادت منذ قليل...
فارس : طيب خلي بالك منها ولو في اي حاجه اتصلي بيا علطول... وخلي بالك من دوائها...
روت : امرك سيدي...
اغلق معها ليترك الهاتف بأهمال... يومان مرّا كالدهر عليه... يشعر بقلبه ينشطر بسبب ابتعاده عنها... انها نصفه الاخر... ولكن يجب ان تشعر بالتجاهل حتى تشعر بفراقه ...
ولكنه اشتاق لها ولوجهها البرئ والهادئ وجرائتها رائحه الفراوله التي تنبعث من شفتيها وعنقها... حقاً اشتاق لكل شئ بها....
انهى عمله ليتجه الي اريكته ليتسطح عليها قليلاً... وغط في سبات عميق...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بفيلا مدحت الشرقاوي...
وجد بعض الاوراق ضائعه... وتلك الاوراق خاصه بعمل هام يكاد يطيح به الي الارض او الي سابع سماء.. كان غاضباً يبحث بتشتت... والقي السباب والالفاظ النابيه ولكنه لم يجد هذا الورق الهام...
لتدلف كوثر بهدوء...
كوثر : في ايه يا مدحت صوتك عالي ليه ؟!
مدحت بحزن : ورق صفقة سويسرا ضاع ومش لاقيه .....
كوثر : طب تعالى نام ودور عليه الصبح تكون فوقت وبقيت احسن...
لتمسك بيده وخرجا من المكتب متجهين لغرفة نومهم...
اما في الخارج فقد استمعت سوزان لحديثهم الذي نقلته حرفاً لشرين.... لتخبئ شرين ورق الصفقه التي ستعطيعها لفارس صباح اليوم التالي..............................................................................

قسوة الجبروت ( الجزء الاول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن