الفصل الخامس والخمسون

10.9K 194 2
                                    

الفصل الخامس والخمسون ....
افاق من غيبوبته التي ظن الجميع انها ابدية.. نظر للجميع وذلك الوجوم علي وجهوههم...
ليردف بغضب : ممكن اعرف مراتي فين ؟ اسبوع تقولولي كويسه في البيت وانا مش مقتنع مش ممكن تكون عارفة اني ف المستشفي ومتجيش...
نظر الجميع لبعضهم بقلق...
ليردف بعصبيه : مترودوا ايه القطة كلت لسانكوا...
لتردف شرين بعد ذلك الصمت : بصراحة نور هنا يا فارس بس تعبانه جدا... وكانت هتنزل البيبي بس الدكتورة روفيدة لحقتها...
نظر لهم بغضب...
ليردف : كله برة... مش عايز اشوف حد هنا... لم ينتظروا كلمة اخرى فقط اختفوا قبل ان تخرج شياطينه...
خلع تلك الاسلاك الموصلة بجسده متجهاً للخارج... حاول الجميع منعه ولكن دون فائدة... اتجه للطابق المخصص لهما... وقف امام حجرتها ليجد شهد بالداخل تحمل الصغير بين يداها... لا يعرف ما الذي حّل بزوجته فقط اتجه لفتح الباب نظرت له شهد بأبتسامه... لتعطيه طفله بين يداه...
تطلع له بحب وعاطفه ابوية... لم يكن يحلم انه سيشعر مثل ذلك الشعور...
ابتسمت له لتترك لهم مساحة شخصيه...
امسك بكف يدها... ولم يصدق انها دلف لغيبوبة... لم يصدق ذلك الالم الذي تعاني منه...
لا يدري متى صرخ بأعلى صوته عندما استمع لصفارة جهاز التنفس يعلن عن وفاتها صرخ بغضب...
ليدلف الاطباء والممرضات اثر صوته ليساعدوا علي الخروج فهو ايضاً مازال مريض....
خرج وهو مازال ممسكاً بصغيرة يحاول ان يستمد منه القوة....
دقائق وخرجت الممرضة بأبتسامة : المدام فاقت يا فارس باشا...
لم ينتظر سماعها لانه دلف للداخل ليجد الممرضة تساعدها على التوجه للمرحاض..
ليردف : وحشتيني...
وقفت مكانها نتسمرة اهي استمعت لصوته ام انها هلوسات لقد استمعت من الاطباء انه قد مات...
استدارت وهي تنظر له... انه حي يحمل طفلها بين يداه.. ويبتسم اتجهت له لتحتضنه... وهي تبكي بحرقة خوفاً على خسارته....
تركتهما الممرضتان ليجلس معها وحده...
اقترب منها ليساعدها على الدخول للمرحاض ببنما ذلك الصغير نائماً براحة ...
وما ان خرجت ظلا جالسين سوياً بسعادة...
ابتسمت وهي تجلس مطالبه اياه بالجلوس خلفها... ليلبي الاخر ذلك النداء مستمتعاً بقربها الذي يشبه الدواء.. وقد نسى انه مصاب وهو بين يداها... بل نسى العالم اجمع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر اسبوعاً وقد اقام فارس عقيقه لصبيه الذي اكمل الاسبوع على مولده... وبعض العادات والتقاليد التي تخص السبوع والتي لم تنتهي..... شعر بالسعادة لمجرد عوده علاقته مع زوجته وافضل من ذي قبل...
انتهى مما كان يريد فعله منذ فترة ان يرى عائلته سعيده...
مر شهر كاملاً وهو يحاول ان يعرف من وراء هذا غير ناريمان... يعلم انها هي ولكن هناك من ساعدها....
شهر أخر يمر وقد توصل الي ان اعمامه وكوثر التي اختفت قد عادت لتنتقم منه لم تكن تعلم ان انتقام الجبروت اسوء من اي انتقام أخرى...
أجرى اتصالاً بكبير الحرس....
فارس بهدوء مريب : اسمعني انت هتروح تجبلي ناريمان وكوثر وعادل وعلاء من بيتهم وترميهم في المخزن بتاع المصنع القديم بتاعي وكل واحد يترمى في حته وحسك عينك يغيبوا عن عينك ثانيه قدامك ساعتين تجيبهم فيهم.... سامعني...
ليغلق هاتفه وألقى به بأهمال على سطح مكتبه... دلفت نور الي مكتبه وظلت تتطلع له بهدوء وكأنها تحتفظ بكل ركن به  تحمل رضيعها لتجده شارداً كعادته منذ ان غادرا المشفى سوياً يوم ولادتها... واصابته....
لتردف بهدوء : مالك يا فارس..  ؟!
ليردف بهدوء : مفيش...
لتردف بأبتسامه قاصده اخراجه من شروده : مش كنت بتقولي في مكان جاسم عمله ليك انت وولدتك... ؟!
ليومأ لها بنعم...
لتردف : طيب انا عايزه اروحه ...
ليردف بهدوء : طيب...
هخلص اللي ورايا وننزل
اومأت له لتجلس علي الاريكة التي توجد بنهاية المكتب وذلك الصغير قد ذهب لسبات عميق... اما هو فظل يراقبها خلسه ويشرد بها ثم يعود لينهي اعماله المتراكمة.... وما ان انتهى اتجه اليها ثم امسك بكف يدها متجهاً للاسفل ومنه للمرحاض الموجود بالطابق السفلي ...
لتردف بسخريه : والله هو ده المكان اللي جاسم عمله تصدق منعش....
ليقهقه على ما قالته من الضحك... لطالما عشقت ضحكته الرجوليه التي تزيده وسامة... ليبعد ذلك الجدار الذي يوجد خلف المرأة لتجده مجرد باب جداري دلفا الي الداخل... ليمسك برسغها حتى لا تقع .. ولا تعلم من اين أتى الضوء لينعقد حاجبيها مما تراه لتنظر له بتعجب.... وبداخلها صدمة لما تراه امام اعينها...
درجتين من السلم ولكن الدرجه الواحده تعادل درجتين من سلم القصر لذا كان يمسك رسغها... وبعدها نفق ليس بطويل يؤدي الي باب خشبي مطعم بالذهب الخالص تبدو عليه الفخامة والثراء... ليمسك بالمفتاح من اسفل تلك السجاد الصغير... متجهاً لفتحه.... حدقت فيما تراه بصدمة ودهشه... ما الذي تراه امام مقلتيها.... نظرت له لتجده يبتسم وسحبها للداخل واغلق الباب خلفهم بالمفتاح... انها غرفه.... لا لا بل منزل بداخل القصر... كيف بناه والده... كيف صنع منزل اسفل القصر... تنظر للاثاث الذي لا يقل عن اثاث قصره من حيث الفخامة والرقي... تلفاز وغرفه نوم كبيرة للغايه قد طغى عليها السواد.... بألوانها الداكنه... مرحاض كبير... غرفه معيشه ومطبخ....
لتنظر له بدهشه...
لتردف بعدم تصديق : انا مش قادرة اصدق... جاسم هو اللي عمل كل ده...
ليردف بأبتسامه : للاسف هو عمل النفق اللي برا ودلني على المكان وانا كنت بظبط فيه من حين لاخر لحد ما غار في دهية...
اقتربت منه تحتضنه ليقبل رأسها بحب...
ليردف : دخلي أدهم ينام... وتعالي نقعد انا وانتي... هنا على الكنبه.. نتفرج على التلفزيون...
لتومأ له بأبتسامه ودلفت لحجره النوم لتضع صغيرها به وأحاطت جسده بالوسائد لتنطلق جالسه مع حبيبها وزوجها... وصلت اليه
لتردف : هو في اكل هنا...
ليردف : اه...  انا طول الوقت بقعد هنا مش في الشركة بس...
لتردف : اعملك فشار...
ليردف بأبتسامه : ماشي وانا هشوف فيلم حلو نتفرج عليه....
وبعد فتره انتهت من صنع البشار وتوجهت للخارج لتجده جالساً ينظر للتلفاز وما ان وقعت عيناه عليها اتجه نحوها ليحاوطها من خصرها وحملها ليجلسها على فخذه لتبتسم بخجل ... وجلسا سوياً لتناول البشار والضحك على احد الافلام الكوميديه... ظل يضحكا سوياً الي ان شعرت بالنعاس...
لتردف : هو مفيش فتحات تهويه...
ليردف : طبعاً في... في كل اوضه في فتحه منها للهوا على طول... ده غير ان في تكييف...
لتردف بنعاس : انا مش قادرة  عايزه انام.. 
ليردف : طب يلا...
اطفى التلفاز واتجه وهو يحملها من خصرها مجبراً اياها ان تحاوط خصره بقدميها دثرها بالفراش هي وصغيره لينعم بقربهما بقليل من الراحه.. هو يحيط خصرها بقوه بقبضه يده وساقه الصلبه تحيط قدميها... وهي تحيط صغيرها بحب وعاطفه اموميه.... كانت دائما تلثم شفتيه الصغيرتان وانفه الصغيرة كلما رأت وجهه الملائكي البرئ.... وكان قطعه منهما... يجسد جمالهما في ابهى الصور.... اما هو يفكر بطريقه ليتخلص مِن مَن حاولوا تفريقه عن صغيرته ونبضه وكيانه.... فقط سيتخلص منهم للابد ... ليبعد كل من يحاول ان يؤذي عائلته او ألحاق الضرر بهم... فهم من تبقوا له... ولن يتحمل خسارتهم ........................................................................................................................................

قسوة الجبروت ( الجزء الاول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن