اهدتنى معاقا "لكنه القدر"

بارت 2

زال أثر المخدر الموضعي تدريجيا من جسم إحسان وسمح لها الطبيب بالمغادرة
الطبيب قبل أن يغادروا_عندى ليكم خبر لازم تعرفوه علشان تشوفوا هتتصرفوا ازاى
محمود_خير يا دكتور فى ايه
الطبيب_للاسف ابنك ياحاج ،مش هيقدر يمشى على رجليه وايديه كمان ممكن ميقدرش يحركها
صدم محمود واحسان مما سمعوه من الطبيب
محمود _لا حول ولا قوه الا بالله،اللهم اجرنا فى مصيبتنا (ثبات ورضا)
احسان بنبرة قلقه:والبنت يا دكتور أخبارها ايه طمنى بالله عليك
الطبيب _البنت طبيعية وكويسه الحمد لله،ثم وجه حديثه لمحمود:هتعمل ايه يا حج فى ابنك ده

استغرب محمود من سؤاله_يعنى إيه يا دكتور ،اكيد هلف بيه على الدكاترة علشان أحاول أعالجه ، مش هقصر فى حقه أبدا وان لا قدر الله  منفعش العلاج ومجابش نتيجه ،ده أمر الله ولا اعتراض(قناعة)

تعجب الطبيب من قوة وثبات هذا الرجل،ما هذا الصبر والقناعة أي شخص هذا ،لم يتذمر ولم يقنط ،توقع أن يشكو الرجل من حالة ابنه ويتذمر فهو فقير وليس معه مالا لكي يعالج ابنه ،توقع أن تنهار الأم باكية مما أصاب ولدها ،لكنهما لم يفعلا شيئا من هذا وبديا مستعدين ليفعلا ما بوسعهما لمعالجته انتاب الطبيب حالة من تأنيب الضمير ما ذنب هذه الاسرة الطبيبة أن يحدث معها كل هذا هى لا تستحق هذا أبدا ،وسخط ولعن الأب الذي باع ابنه لمجرد أنه معاق،و تكبر حيث رفض أن يكون فى مثل هذا الثراء ويكون لديه ولد معاق ولم يتحمل الأمر ،قرر التخلي عنه بدون ذرة شفقة عن ابنه الذى من صلبه ورضي أن يربي طفلا آخر لا ينتمي إليه ولا يمث له بصلة ،لكنه لم يستطع أن يفعل شيئا فلقد تمت الخطة وانتهى الأمر وفات الأوان عن التراجع
لذا قرر مساعدتهم _ أنا أعرف دكتور ممتاز في العلاج الطبيعي وممكن يقدر يفيدكم في علاج ابنكم،انا هكلمه وهوصيه عليهم
محمود بفرحة _ربنا يكرمك يادكتور ،ويجبر بخاطرك يارب
رحل الزوجان حاملين الطفلين بنفس مطمئنة راضية بما قسمه الله لهما
****
آمال نظرة حالمة ،تنظر للطفل بسعادة_انا مش مصدقة أخيرا شفت ابني قدام عنيا ،انا حاسة أني بحلم ،،انا مبسوطة أوى يا كارم ،انا أسعد أم في الدنيا
تبسم كارم لسعادتها فهذا جُل ما يريده وحاول تناسى جريمته الشنعاء والعيش والتأقلم مع الطفل الذى ليس من صلبه،،(تُرى هل سيستطيع)_حمدا لله على سلامتك ياروحى يارب دايما تكونى سعيدة ،ها هتسمى الولد ايه؟
حكَّت آمال ذقنها بتفكير_هسميه أمجد ،اسم جميل مش كده،أمجد كارم شرف الدين،،واو اسم رجل أعمال تحفة جدا

كارم_طالما إنتي اللي مختاراه يا روحي يبقى اكيد تحفه جدا .

عاش الطفل أمجد وسط أبويه المزيفين عيشة رغدة مرفهة ،يدللانه كثيرا ويلبون طلباته من قبل أن يطلبها حتى
كانت آمال تخشى عليه مثل ما يقولون(من الهواء الطائر)لا تسمح لأحد أن يقترب منه وعندما يخطئ هو لا تلومه ابدا
لذا تربى أمجد على التدليل الزائد والسيطرة وحب المال
******

اختار محمود لابنته اسم فرح ،،وولده اسمياه يامن

كانا قرة أعينهما حقا،بدا يامن هادئا جدا بعكس فرح الذى بدت أكتر صخبا منه

أخذا يامن الصغير إلى الطبيب _أخبرهم أن حالته ربما تتحسن بقدر ضئيل إن أجرى له عملية مع العلاج الطبيعي المكثف
كان محمود على أتم الاستعداد لفعل أي شىء من أجل تحسن حالة يامن واستطاعته المشى على قدميه

الطبيب _انا عايز اقولكم أن فكرة انه يقدر يمشى دى بعيدة شوية ومنقدرش نتكلم فيها فى الوقت الحالي

إحسان بثقة بقدرة الله_مفيش حاجه بعيدة عن ربنا يادكتور

كانت لأسرة محمود  يقين كامل بالله،صبروا واحتسبوا وهم على يقين أن الله لن يضيعهم

كانا يصليان ويتضرعان لله أن يشفي ابنهما ،وييسر لهم أمر علاجه

كانوا يتبادلون الأدوار فيما بينهما ،حيث تذهب إحسان بيامن لتلقي العلاج الطبيعي ويبقى محمود مع فرح فى المنزل وهكذا فيما بينهما يذهب محمود فى اليوم التالي بيامن وتبقى إحسان مع ابنتها فرح ،كان الأمر شاقا عليهما ولكنهم تحملوا من أجل صغيرهم أو هكذا ظنوه ،

كانت إحسان تذهب فى الأيام شديدة البرودة غزيرة المطر ،غير عابئة  بسوء الأحوال الجوية،ولا بصعوبة الخروج فى مثل هذا الجو،أهم شئ ألا تفوت جلسة من جلسات علاج يامن، كانت تدثر صغيرها بقطعه قماش من الصوف لتقيه من البرد،

أخبرهم الطبيب أن العملية ستتكلف مبلغا ضخما جدا،_لما تجهزوا المبلغ هنعمل العملية على الفور

لم يكن محمود سوى موظف حكومي بسيط ،راتبه بالكاد يكفيهم ليعيشوا مستورين

اضطرت إحسان الى العمل ايضا فى الخياطة لخبرتها القديمة فى الحياكة كانت تحيك القماش وتبيعه ،وتتدخر ما تكسبه،ايضا دخلت فى جمعيات عدة مع نساء حارتها كى تستطيع تأمين المبلغ المطلوب

استغرق الأمر قرابه السنتين ولم يكملوا بعد المبلغ 

كانت إحسان تجلس مع إحدى الجارات

سيدة ما _بقولك ايه يا إحسان متجيبى قرض من البنك أحسن،هتفضلى سايبه ابنك كده ،قرض بالمبلغ اللى انتى عايزاه وسدديه بقى براحتك ،أهم حاجة اطمنى على ابنك

إحسان بامتعاض من كلام هذه السيدة ...
يتبع