2 الخاتم

532 39 0
                                    

منذ آنقشع ذلك الضوء حتى فتح الباب وانكشف شكل المبنى من داخل كانت دهشة رين لم تقل البتة ، لوهلة حس كأنه يحلم لولا ضربة فينيا على كتفه لما كف عن الاعتقاد بأنه هذا حلم ، و الأمر كذلك مع فينيا رغم علمها مسبقا لكن أنها اول مرة لها لتراه حقيقة ، تقدما ببطئ يتأملان المكان امامهما ، كان أكبر من الداخل ينقسم إلى مبنيين تتسوطهما حديقة واسعة تحوي ورودا متنوعة ومختلفة بأبهى حلة ، كان منظرا رائع خلافا عن خارجه ،

" واااو ، إنه حقا مكان مذهل " قال رين بحماس

" يبدو كذلك " ردت ثم أردفت " هيا بنا فتلك النظرات التي ترمقنا من بعيد لم ترق لي " قالت ثم حول رين نظره حول من شارت إليهم ، بالفعل كان هناك أشخاص ينظرون لهم لم يلاحظهم البتة ..

تابعا سيرهم ، ليظهر شخص يتقدم نحوهم بخطى ثابتة يبدو في الأربعينات من عمره ، يرتدي بدلة رسمية تعلو وجهه ملامح مستفهمة ، ثم تنحنح قائلا :

" مرحبا بكما في الأكاديمية المخفية ، يا من تملكان القوى الخفية "

" ا..اه .. شكرا لك " تمتما معا بخجل

" هل كانا أنتما من فتح الباب الكبير " قال متلهفا

" بالطبع و الا كيف سندخل " رد رين مستهزئا

" هااه.. ولكن كيف هذا لا يعقل " أجاب وهو يفرك دقنه متعجبا ثم واصل

" المهم نسيت أن اعرفكم نفسي معكم العميد ديفيد ، عميد الأكاديمية والأعلى هنا " قال مادا يده ليفعلا المثل و يتصافحا

ثم أستدار ذاهبا فقاما باتباعه إلى الداخل ، عندما دلفا من المدخل توجه بهما إلى قاعة كبيرة ، كان فيها العديد من الطلاب و ما لاحضه رين هو اختلافهم فإذ يبدو أنهم من جنسيات مختلفة ،

تنحنح العميد فاصطف الجميع و انحنو باحترام فقال بحزم

" أعرفكما بطالبين جديدين التحقا بنا ، كما أنهم فتحوا الباب بأنفسهم وهذا ما يدل على موهبتهما الفريدة ، اعتنوا بهما "

قال ليرمقونهم بنضرات متعجبة و الأخرى حسودة وبعضهم لا يبالي

و واصل :

" فلتعرفوا بأنفسكم "

" مرحبا اسمي رين... رين هيلفوند "
" وانا اسمي فينيانور أو فينيا "

كان العميد يهم بأن يذهب ليتركهما يتعرفا أكثر ،حتى لحقت به فينيا و همست بشيء ليعطيها إشارة بأن تتبعه تحت أنظار الكل ، لكن صوت ساخر قطع أنظارهم قائلا

" هيه يا فتى.."

قال فتى كان يقف مسندا ظهره على الحائط ، جسمه قوي يتوازن مع طوله ، بشرته قحطية اللون ، يعطي إنطباع الشرير أو بالأحرى المسيطر و هذا ما أثبته اثنان من الطلاب اللذان كانا يقفان خلفه كأنهما ينتظران فقط إشارة منه لينفدا أمرا من اوامره ، و بابتسامة ساخرة توجه نحو رين حتى وقف أمامه

" هل الأكاديمية سار يلتحق بها فقط من هب و دب
أم ماذا " تكلم و نظراته المشمأزة تتفحص رين من رأسه حتى أخمص اصبع قدمه و ابتسامته الساخرة لا يزيحها

همّ رين برد عليه بعد أن أحكم قبضته لتمنعه يد من وراءه ليلتف ، كانت فتاة اقصر منه ذات شعر اشقر اللون ينسدل على كتفيها النحيفتين ..

" لا تفعل... إنه فقط جيمس المعتاد يستمتع باستفزاز من هم أضعف منه " قالت تحذره

" لكنني لست ضعيف سأريه مكانته إن لم يستطع أحدكم فعلها " صاح متوجها نحوه بنظرة غاضبة

*************

- في الأعلى وبالضبط في مكتب العميد ، جلس و أشار لفينيا بالجلوس أمامه ثم قال :

" هممم ، قلتي انك لاحضتي ما حدث للباب ليفتح "

اعتدلت فينيا بجسدها و وضعت اصبعها على ذقنها إشارة على أنها تحاول التذكر فهتفت

" قبل هذا ، انا سبق وجئت إلى الأكاديمية العام السابق لكن عرفت أنه يلتحق بها فقط الموصى بهم أو بالواسطة و انا لم أكن أملك أي شيء من الاثنين لكن سمعت أنه هناك استثناء ، أن من يستطيع فتح الباب العضيم يمكنه الالتحاق بها ، لذا حاولت أكثر من مرة لكن كل محاولاتي باءت بالفشل كنت اعرف هذا بحكم أن الباب لم يستطع أحد فتحه منذ سنوات ، لذا تراجعت حينها حتى اكتشف طريقة أخرى و لم استسلم وهكذا في هذا العام ظهرت قدرتي وتفاجأت لذا لم انتظر و أسرعت بالمحاولة مجددا و في طريقي التقيت صدفة بذلك الشاب و.. "

كان العميد يضع يديه تحت خده بوضعية توحي إلى أنه يحس بالملل فقاطعها قائلا " سئلت سؤال بسيط يا فتاة ، لا أن تخبريني قصة حياتك "

رده جعل فينيا مستاءة

كيف له أن يكون بهذه القسوة وهي تحكي له عن معاناتها و إصرارها حول الالتحاق بهذه الأكاديمية الغبية وهو كل ما يهمه كيف فتح ذلك الباب اللعين ، اخدت نفسا عميق لتهدىء نفسها و أجابت بهدوء مصطنع

" لقد كان بسبب خاتم يرتديه ذلك الشاب "

تفاجأ العميد و هتف " خاتم ، كيف يبدو ؟ و ماذا حدث أخبرني بالتفصيل الملل " زفرت رين بغيض

" فقط خاتم رديئ ذا لؤلؤة غريبة سوداء اللون حيث عندما وضع يديه على الباب تفاعل تلقائيا مع الخاتم و بدأ يشع ثم طاقة براقة خرجت منه و غلفت بالباب و انفتح ، هذا فقط ما حدث "

اتسعت عينا العميد ببريق غريب و ابتسامة مبهمة و حدث نفسه قائلا - أتمنى أن لا يكون ضني خاطئ -

The Hidden Academy / الأكادمية المخفيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن