1 باب الاكاديميه

1.8K 70 3
                                    

في غرفة يسودها الطابع العصري ممزوج ببعض التحف الأثرية ، يتوسطها مكتب عريق و مكتبة أخدت الجدار الأيمن متكئا لها ، كان يجلس في إحدى الأرائك الجلدية بزاوية الغرفة رجل متوسط القامة ، يرتدي بدلة رسمية ، اعتلت محياه تعابير غاضبة جعلت من تجاعيده أكثر حدة بينما يقابله فتى لا يزال في ريعان شبابه بملامح ليست أقل غضبا من الاخر

" ستذهب إلى هناك و لا رجعة في كلامي أتفهم"

-" لكن يا أبي.."

-" لن أعيد كلامي ثانية ، الأن أغرب عن وجهي و جهز أغراضك " رد الاب بنظرة حازمة تعلو محياه جعلت الابن ينتفض في غضب

*******

في غرفته الواسعة و فوق سريره الدافئ ينظر نحو السقف شاردا في أفكاره اللامتناهية ، تعلو محياه نظرة يائسة ، فبعد أن تخرج من الثانوية كان يود أن يلتحق بإحدى المدارس التي كان يطمح لها حتى يفاجأه والده بأن عليه أن يتخلى عن تلك المدرسة و أن يلتحق بإحدى الأكادميات التي ليست موجودة بالانترنت حتى ، قبل عام فقط كان والده متفقا تماما على تلك المدرسة ، لكن عندما لاحظ والده تلك الشرارات سوداء اللون الخفيفة التي تخرج من يديه من حين إلى آخر ، لمعت عينا والده و أمره أن يلتحق بالأكاديمية فورا هو فقط يعرف السبب

******

بعد يومين ، ها قد حان موعد ذهابه إلى تلك الأكاديمية التي لا يعرف عنها شيء ، لكن السبب الوحيد الذي دفعه إلى الذهاب إليها هو اكتشاف لما والده مصر لهذه الدرجة لكي يلتحق بذلك المكان ، و ما علاقتها بما يحدث معه..

صعدا السيارة و غادروا بعد أن ودع أمه ، طوال الطريق كان رين (اسمه) متكأ على نافذة السيارة يتأمل الخارج شارد في أفكاره مجددا حتى يقطع حفل أفكاره انعطاف السيارة القوي ، ليلحظ أنهم انعطفو إلى طريق تكسوه الأشجار العالية من الجانبين ، تُخيل إليك أنها تصافح السماء ، يُسمع فقط تحركها يمينا و شمالا بفعل نسمات الريح الخفيفة ، بدى المكان موحشا جعله يقشعر قليلا

فصاح قائلا :

" اللعنة ما هذا المكان ، أتنوي نفيي أم ماذا "

" من هنا الطريق " أجاب والده بنبرة هادئة

~~~~~~~~~~~~~~~~~

- في جانب أخر تماما -

فوق إحدى التلل الصغيرة كانت تقف فتاة شابة بثقة تامة و شعرها الأرجواني تداعبه نسمات الريح الخفيفة ، فجأة ريح قوية هبت لتجعل شيء ما من جيبها يسقط ثم تدحرج نحو أسفل التلة ، ليتحول وجهها من هادئ إلى مذعور و هي تركض لتلحق به ، و فجأة مدت يدها إلى الأمام و في رمشة عين تشكل ضوء ساطع سرعان ما تحول إلى ثوب حريري براق ، فانطلق يرفرف ليلتقط ذلك الشيء لكنها أخفقت ، لتتمتم في نفسها *اللعنة لا زلت لم أتقنها بعد*

The Hidden Academy / الأكادمية المخفيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن