كنت اظن انها النهايه واتضح أنها لم تكن سوى البدايه.....
في احد شوارع القاهرة
وتحديدا بعد منتصف الليل
علي أحد المقاعد الخاصه بالمواصلات العامه
تجلس تلك الفتاه
فتاه اقل ما يقال عنها فاتنه
لم تخفي تلك الكدمات ولا تلك الدماء جمالها
تغطي شعرها الاسود الطويل ب شال
وقد تمردت منه بضع خصلات
عيناها الزرقاوتان الباكيه
وانفها شديد الاحمرار من كثرة البكاء
والدموع تأخذ مجراها علي وجنتاها
تبكي و تناجي ربها أن يساعدها
ويبث الطمأنينة في قلبها
كانت شاردة تفكر
ماذا تفعل ؟
والي اين تذهب؟
وظلت هكذا
إلا أن قطع شرودها يد توضع علي زراعها
انتفضت بسرعه
ولكن هدأت قليل عندما رأت سيده كبيرة
يبدو أنها في العقد الخامس من عمرها
ذات ملابس محتشمه وحجاب يغطي رأسها
لم تعلم ماذا تريد منها
لذالك التزمت الصمت
إلا أن قطعته تلك السيدة
وبادرت بالحديث
بعدما دققت في وجهها ورأيت تلك الكدمات والدماء المتناثر علي وجهها
المرأه بهدوء : انتي كويسه يا بنتي
اومئت الفتاه براسها
لتكمل المرأه بلطف : انتي قعدة لوحدك في وقت زي ده ليه يا بنتي
ترقرقت الدموع مرة أخري بعينها واجهشت في البكاء
لم تدري السيدة ماذا تفعل الا أنها ضمت الفتاه الي صدرها
فلقد رأت فيها ابنتها
ورأت انها بحاجه لها
صدمت الفتاه في البدايه من فعل السيده
ولكنها شعرت بالأمان
شعرت بالسكينه معها
تشبثت بها وكأنها طوق نجاه تتعلق به من الغرق
وبكت بحرقه علي ما حدث لها
وبعد مرور بعد الوقت خرجت من أحضانها وشكرتها
لتسئالها المرأه :انتي مستنيه حد هنا
هزت راسها دليل علي الرفض
المراه: اسمك ايه يا حببتي
الفتاه بهدوء : ميرا
اسمك جميل زيك
ميرا : شكرا
المراه :انا بقا اسمي سعاد
تشرفت نطقت بها ميرا
سعاد: انتي قعدة هنا ليه يا بنتي
ولكن لم تكن الاجابه سوا الصمت
سعاد :طب بيتك فين
ولكنها ايضا التزمت الصمت
سعاد وقد شعرت أن لا مكان تذهب إليه: طب عندك مكان تروحيه
الا هنا ولم تتحمل ميرا
واجشهت في البكاء مرة أخري
لتضمها سعاد إليها مرة أخري
ظلو هكذا
إلا أن قالت سعاد: انتي هتيجي معايا
خرجت ميرا من احضانها وهي في حاله من الزهول
متسائله في نفسها لما تريد اخذها واسئله كتيرة دارت بداخلها
أفاقت علي حديث سعاد وكأنها تعلم ما يدور بعقلها
سعاد: انا عرفه انك عندك أسأله كتيرة
ومنها ايه الي يخليني اخدك معايا وايه الي يخليكي تثقي فيها
ابتسمت ميرا ابتسامه صغيرة علي تلك المرأه
فهي علمت ما تفكر
لتكمل سعاد :هخدك لاني شفت فيكي بنتي ومستحيل اقدر اسيبك معرفش ليه بس قلبي بيقولي مسبكيش
اما بقا تثقي فيا ليه معنديش اجابه للسؤال ده
بس اسئلي قلبك مش هيكذب عليكي
ميرا بتفكير: انا حسه انها كويسه انا حسيت بالأمان في حضنها
وقلبي بيقولي انها هتقدر تساعدني
واكملت وهي تفكر بخوف: افرض عرفت الي حصل
بس انا مش قدامي حل تاني ومفيش مجال للاختيار
ها قولتي ايه؟قالتها سعاد
نظرت لها ميرا قليلا كأنها تحسم امرها
لتومئ لها بخجل
امسكت سعاد يدها ونهضت
لكنها تذكرت الدماء المتناثرة علي وجه ميرا
سعاد :استني هنا هجيب مياه عشان تمسحي وشك واجي
رفضت ميرا في خجل وقالت: لا لا مفيش داعي
سعاد بحنان :روحي انتي بس الناحيه التانيه
عشان نركب وانا هجبها واجي
انصاعت لها ميرا
وكادت ان تعبر للجهه الأخري
ليلفت انتباهها قطه صغيره مكومه في منتصف الطريق
غير قادره على الحركه
يبدو ان احدا ارجلها قد كسرت
انحنت بجسدها قليلا نحو الصغيره
لتحملها برفق
ولكنها لم تنتبه لتلك السياره القادمه باقصى سرعه
ولم تفق الا على صوت احتكاك اطار السياره بالارض بقوة
اغمضت عيناها بقوة لظنها انها النهايه ولكن
أفاقت علي صوت الاحتكاك القوي
وخروج شخص بسرعه وغضب
وهو يقول بغضب :انتي يا متخلفه في حد يقف كدا في نص الطريق
أفاقت من تلك الصدمه وهمست لنفسها لم امت ؟
لكن فزعت علي صوته
الشخص بغضب اكبر : انتي يا بنتي
ميرا في نفسها وهي تنظر لمظهره: بنتك يا شحط
الشخص بغضب من صمتها : يعني متخلفه وكمان طرشه
والي هنا لم تتحمل ميرا
ميرا : انا متخلفه يا قليل الادب
اومال انت ايه سايق عربيتك بسرعه ومش همك حد
وظلت تتكلم وهو ينظر لها كالمغيب فقد سحر بعيناها
فهو لم يركز بهم في بدايه الامر
لكن افاق علي
ميرا: انت يا بني ادم انت هو انا بكلم نفسي
الشخص : ها
ميرا بغضب :قليل ذوق
الشخص وقد واحمر وجهه من الغضب وكاد أن يرد إلا أن قطعه صوت اخر
وكانت فتاه: خلاص يا جاسر يلا
نظر لها نظره اخيره
ليعود مرة اخري للسيارة
وينطلق بها مرة أخري بسرعه
بعد ان تنحت له ميرا جانباً
ميرا بغيظ: شخص مستفز
والقت نظرة علي القطه الصغيرة
وقالت : كان هيموتنا
وظلت شاردة إلا أن قطع شرودها
سعاد : يلا يا ميرا
ميرا : حاضر
أعطتها المياه لتغسل وجهها ويدها
ولفت انتباه سعاد القطه فقالت
سعاد : جميله اوي جبتيها منين
ميرا وقد تذكرت ما حدث فقالت : لقتها مش قدرة تمشي
سعاد : خلاص نخدها معانا ونعالجها وبعدين نشوف هنعمل ايه
ميرا : ماشي
استقلو تاكسي ووصلوا عند احدي البنايات
لتتردد ميرا قليلا قبل الصعود لكن حثتها سعاد
ليصعدا سويا
الي الطابق الثالث
دقت سعاد علي الباب
ولم تمر دقيقه
إلا وفتحت لهم فتاه في نفس عمر ميرا تقريبا
ذات ملامح بسيطه طفوليه
بشرة بيضاء وعيون بنيه وشعر اسود كشعر ميرا يصل لنهايه خصرها
الفتاه ولم تلاحظ ميرا :اتاخرتي اوي يا ماما قلقت عليكي
ضحكت سعاد وقالت : هتخطف يعني يا نور
ندخل الاول وبعدين هحكيلك
وفي تلك اللحظه لاحظت نور وجود ميرا
نور بستغراب : مين ديبقلمي عفاف شريف♥️✨
دمتم بخير
هستني رايكم
ومتنسوش الڤوت♥️
أنت تقرأ
لم تكن النهاية
Romanceحينما نظن أننا وصلنا الي نهايه المطاف ووقفنا علي حافه الهاويه يصبح للقدر راي اخر ليعزف انشوده جديده ويسطر بدايه جديده لم تكن النهاية بقلمي عفاف شريف♥️ دراما اجتماعي واقعي حزين رومانسي ❤