السيد السيستاني (دام ظله) منهج ومدرسة وليس فردا.

1.1K 37 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين.
قال تبارك وتعالى في كتابه الكريم ((إنَّمَا يَحْمَّى الل مِنْ عِبَادِهِ الْْلَمَاء)) صدق الله العلي العظيم

السيد السيستاني (دام ظله) منهج ومدرسة وليس فردا.

الناس على قسمين: شخص نمطي وشخص ابداعي. فهناك شخص يميل في حركته
وسلوكه الى ان يكون نمطيا. جاريا وفق العادات او التقاليد اوالاجواء الاجتماعية
التي تربى فيها وعاش فيهاء وبالتالي قد يفارق الدنيا ولم يضع لمسة جديدة او مظهرا
ابداعيا متميزا. وهناك شخص ابداعي. بمعنى انه يمتلك روح التغيير. وروح
الابداع؛ وان يضع بعض اللمسات في مجال الفكر او مجال الثقافة او مجال العمل
او مجال التخطيط قبل ان يغادر الدنيا وقد قال تبارك وتعالى
((إنَّ الله لآ يُغَيَرْمَا بِقَوْمِ حَتٌى يُغَيَرُواْ مَا في ِأَنْفُسِيِمْ))

وفي هذه الاية اشارة الى ان الانسان يمتلك قدرة
ابداعية تغييرية اذا اراد استثمارها وتحريكها.
وكما ان الناس صنفان نمطي وابداعي» فان القادة ايضا صنفان: قائد استقاني
وقائد استثنائي. فهناك قائد يستقي مساره ويستقي منهجه من القادة السابقين له
او من المحيط او من الظروف التي يعيشها ويستفيد من تقلباتها ومن التجارب
والمعاناة التي تمليها هذه الظروف عليه. وهناك قائد استثنائي. فالقائد الاستثنائي
يختلف عن القائد الاستقائي. فان القائد الاستثنائي هو الذي يصنع الظروف. لا
ان الظروف هي التي تصنعه. هو الذي يخلق الاجواء المعدة للقيادة. لا ان الاجواء هي التي تخلق منه قائدا.
ومن المعروف ان القيادة تختلف عن الرئاسة» فليس كل رئيس قائدا»

ان الرئيس ريما يصل الى منصب الرئاسة عبر القوة. وريما يصل الى منصب الرئاسة عبر
الانتخاب. وريما يصل الى مركز الرئاسة عبر نظام وراثي. الا ان القائد بموقفه. فان
القيادة تعني الموقف. اي ان المواقف الحكيمة هي التي تصنع القيادة. وهي التي تصنع شخصية القائد.

من هنا فان المواقف على نوعين: مواقف استقائية ومواقف استثانية. فالقائد
الاستثنائي هو القائد الذي يحمل روح الابداع في مواقفه القيادية الاستثنائة. ومن
هذا المنطلق نقول ليس السيد السيستاني (دام ظله) شخصا عاش في اطار
المرجعية عشرين سنة او ثلاثين سنة وانتهى. كما عاش بعض المراجع في اطار محدد
للافتاء و اطار محدد للزعامة والتصرف في شؤون المجتمع الامامي. بل السيد
السيستاني يعبر عن منهج وعن مدرسة. ينبغي ان تتحول هذه المدرسة الى مقرر
يحتذى به ويقتدى به في المرجعيات الاتية. وفي جميع المؤسسات العاملة والفاعلة
في المجمع الاسلامي.
يلاحظ ان هذا المنيج منهج ضروري يمثل لنا مواطن الابداع في القيادة الاستثناية للسيد السيستاني دام ظله الشريف. ومن اجل ان تتجلى لنا
هذه القيادة الاستثنائية بشكل فعلي وعملي. ينبغي ان نقرأ عدة صفحات من هذه الشخصية العملاقة المباركة:

قائد إستثنائي " مكتمل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن