^ P : 17 ^

105 6 2
                                    

تمشي في الشوارع تحت خيوط المطر التي أبت ان تتوقف دون هدى او مكان تقصده وكلمات الطبيبة تتردد في مسامعها ... ضغطت على اذنها بقسوة محاولة إسكات ذالك الصوت ...دون فائدة تقدمت بضع خطوات فارغة نحو الأمام التفتت لذالك الهاتف الذي أقسمت انه سينفجر من كثرة الرنين ... اقفلت الخط ككل مرة لتتابع مسيرها وقفت أمام ذالك الجسر فوق تلك المياه الباردة خرجت كلمات باهتة من جوفها : كل شيئ انتهى ...

مرة أخرى رن الهاتف ....اخدته بين يديها مررت أصابعها برفق لوضعه على مسامعها لتسمع ذالك الصوت المالوف : اين انت بحق السماء ...
أجابت ببرود : ل ...لا اعلم .... ربما ...الجحيم الذي لطالما رغبت انت أن أكون فيه ....
عقد الاخر حاجبيه ليرد : بحق اللعنة هل تمازحينني الان ...اين انت ....
ردت عليه الاخرى : انا ....في نهاية الطريق ....
مرة أخرى اخد يصرخ في الهاتف ليقول : واللعنة ليس وقت مزاحك هذا .... 
جاء صوت أحد الحراس يقول : سيدي حددنا موقعها ...
اصر الاخر على اسنانه ليقول : اياك والتحرك من مكانك اسمعت ....

ما هي إلا دقائق ليقف الاخر بسيارته أمام تلك التي احتضنت الأرض في جلستها تعانق قدميها بكلتا يديها تنظر للفراغ تتمتم ببعض كلمات غير مفهومة هكذا وصفها ذالك الذي خرج لتوه من السيارة
تقدم بخطوات تابثة نحوها وقف للحظة يتأمل حالتها ليقول : تبدين كفتاة على مشارف الموت ...
ابتسمت بجانبية لتهمس ببطئ :  هذا صحيح هذه انا ....

قامت من مكانها يبطئ لتوجه نحو السيارة ليتبعها الاخر دقائق من الصمت وآلاف من الأفكار في عقل كل منهما لينطق الاخر أخيرا بعد محاولات فاشلة في ظبط نفسه : أخبريني الان ...من العاهر الذي أعطاك الاذن في الخروج ...
نظرت إليه ببرود ونطقت أخيرا بعد ثواني من التفكير : ليت مغادرتي لهذه الحياة العاهرة تاخد إذنا ايضا ...لكن لا ....
نظر إليها الاخر لتشيح بنظراتها نحو النافدة واضعة رأسها على الزجاج ...
ليقول بشك : ما اللعنة التي تهدين بها الان ....
زفر الهواء بغضب بعد ملاحظته لنظراتها الغريبة برودها الذي لا يندر بذرة خير  تنفس الصعداء ليقول : رغم كل هذا ليس لديك مبرر واحد لخروجك  ودون اذني ايضا لكن ...... هل كل شيئ بخير .... لماذا خرجت ...
صمت... صمت ... كان الصمت هو كل ما تلقى
منها .....
تفكر ..ماذا تقول ... ماذا تخبره ...ماذا تخفي ...
ليرمي الاخر فجأة كلماته غاضبا : واللعنة أجيبيني ...

وقفت السيارة امام المنزل وصراخ الاخر لم يتوقف مدت يدها لتفتح باب السيارة متوجهة بكل برود نحو المنزل اقسم انها جتة لا حياة فيها ...
دخلت الاخرى تحت أنظار ذالك الذي لم يدع عيناه تفارقاها إلى أن أغلق الباب مرة أخرى امتدت
أنامله لتستقر على قلبه ..ضغط على قبضته أكثر
قائلا : لماذا ايها القلب اللعين لماذا ......
ادار مقود السيارة لينطلق لمكانه المعتاد بعد أن شدد الحراسة أكثر فهو أصبح يخشى هروبها واختفاءها من حياته كمتيلاتها .....

قفص الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن