بعض الأشخاص يوهمون نفسهم أنهم شيء مهم في حياتنا و لا يمكن الإستغناء عنهم يحاورون كأنهم محور حياتنا و الحلقة المفرغة التي نطوف عليها بمشاعرنا متناسين أنهم إكتسبوا هذا الشعور الزائد بالمثالية بسبب معاملتنا نحن ... أنت تحدد مقدار ما يحتاجه كل شخص و ما تقدمه لكل شخص عندما ترسم حدودا لنفسك و تضعها كقاعدة و مبدأ لا يبطلها أي إستثناء ، لذا من الأسباب الكثيرة لشعورنا بالإحباط هي التكبير بمن حولنا و تصغير أنفسنا و أفكارنا و مشاعرنا و نشعر أنها من دون أهمية و لن تحدث الفرق أبدا سواءا أبحت بها أو كتمتها داخل صدرك كالقنبلة الموقوتة التي لا تحمل عدادا بل تحمل كأسا إذا إمتلئ إنفجر ، و أحدث صرخات عنيفة تدوي و تكسر و تجرح و تؤذي بشكل عنيف جدا تشعر أن تنفسك أصبح أسرع و صوتك بدأ يعلو و صدرك بدأ يدق بتلك الكلمات الأكثر قسوة ووحشية فيها ثم تخرج و تردي ذلك الشخص قتيلا مهانا مذلولا ، كلنا نفوز فيما يتعلق بمشاعر العواطف المكبوتة أو كما أسميها العواصف المكبوتة لأن كلماتها عندما تنفجر تنهمر من دون توقف كالمطر ، لن يكون لديك وقت لتفكر أو لتشعر أو لتحس تريد التخلص من ذلك العبء الذي أثقل كاهلك و أرهق روحك .
رغم كل ذلك الضجيج الذي سببته أنا لا ألومك ربما أفهمك لأنها حدثت معي كثيرا ، فكنت أحيانا من تلقي السهام و أحيانا أخرى من تتلقاها و في كلتا الحالتين ستعيش حالة من الصدمة و الركود و الصمت و بعدها تصل للإستيعاب انه كان بإمكانك أن تتفادى كل هذا و تنهي تلك العلاقة فقط أن تتوقف عن إستنزاف ذاتك بحق غيرك و تحمل ذلك العبء الثقيل و ترميه بعيدا في مهب الريح و حتى لو كنت ذكيا و انهيتها بتراضي الطرفين لن أجزم أنك ستخرج منها من دون خدوش و من دون شوائب ...
و أنت كيف خرجت من معركة لم تضع لها قواعدا ؟!