بينما الملل يكدس نفسه في كل أطرافي ، أقوم بالبحث عن شيء بسيط أو طفيف يضيف بعض المرح و العفوية فإذا بي أجد في الفيسبوك فيديو لشخص اسمه غاري فيانيرتشوك لا أعلم من هو فهذه هي أول مرة أسمع بها بإسمه أو أشاهد أحدى فيديوهاته في برنامج إسأل غاري ، فقامت فتاة بسؤاله شيئا لو كنت مكانها لكان نفس السؤال الذي طرحته لأنه يشكل عائقا أو مشكلة بالنسبة لي و نسبة من الخوف أيضا .
قالت له : غاري أنا أكره من الأشياء بسرعة مهما كانت أتذكر أنني كنت أحبها كثيرا لكنها الأن لا تعني لي شيئا .
فرد عليها بكل بساطة أنت لم تحبيها أصلا بل كنت معجبة بها لبعض الوقت لفترة معينة فقط .
فأجابت أنها كانت تحبها بالفعل و كانت لتفعل أي شيء لأجلها .
فقال : أنا الأن و ما أفعله الأن سأقوم به حتى آخر نفس أملكه لأني بالفعل أحبه أما أنت فلم تفعلي هذا يجب أن تحاولي فعل أشياء أخرى .
فردت : لقد جربت كل شيء .
فقال: أنت ذكية لتعلمي أنك لم تجربي كل شيء في العالم .
دارت كلماته في ذهني و طبقتها على نفسي فوجدتها النصيحة التي تلائمني إنها لي بالفعل لم تكن صدفة إجادي لغاري بهذا الشكل العفوي .
لقد فعلت الكثير من الأشياء و مللت منها بسهولة لدرجة رميها أو كسرها ، عندما أنهيت كتابة أول رواية لي " أنثى مليئة بالأشواك " شعرت ببعض الفراغ ليس البعض بل الكثير لأنه كان لدي هدف شغف و هو إكمال تلك الرواية كنت أصحو كل صباح و أول شيء أتذكره ماهي الأحداث القادمة و أنام و أنا أتخيل تلك الأحداث و بعد أن إنتهيت منها شعرت أن أحلامي بدأت تتلاشى و بدأت أفكار تراودني هل حقا أريد الكتابة ؟! أم أنني أستخدمها كعذر لتخلص من الحالة التي كنت أمر فيها ... لمدة شهرين و أنا أتأرجح بين تلك الأفكار التي لن تزيدني إلا إحباطا و أنا أعلم هذا إلا أنني أتمسك بها و من وقتها لم أستطع كتابة شيء و إذا كتبت فلا أشعر بنشوة الكتابة التي تجعلني اكتب كامجنونة من دون تفكير ... لذا قررت أن أدون أيضا تلك المشاعر السلبية التي تأتيني ، تلك الأشياء التي تخبرني مرارا و تكرارا أنني لن أكتب مجددا و أن ما أكتب لا يستحق النشر و لا القراءة أجل أشعر بهذا الكم من الإحباط لا بأس إن قمتم بقرأته أم أنكم قرأتم أول ثلاث سطور و عدتم أدراجكم لا يهم .
أنا أكتب لأنني لم أستطع أن أكتب هل رأيت شيئا أسوء من هذا تفعل شيئا تريده في فترة لا تريد القيام به و لكن أليس من المنطق أن أفعل ما أريد أجل هذا ما أعتمد عليه هذه الأيام " أفعل ما أريد " و لكن هناك عبارة أخرى كسرت القاعدة الأولى " حاول إلى أن تنجح " فعتمدت الأصلح لي في هذه الفترة و كانت النتيجة هذا الكتاب في حقيقة لم أكتبه لسبب معين بل كتبته لي لأكتب عني لأكتشفني أردت أن أقول أني أنا أفضل من أنا التي كانت منذ قليل ...