أطفالي

11 2 0
                                    

عندما أنتهي من رواية ما ... أمر بمرحلة أشعر بها أني أعيش المشاعر المتضاربة في تلك الرواية الفقدان الحب الفراق كل تلك الألام و السعادة تتجمع داخلي ، أتأثر بتفاصيل موت أم البطلة و أشعر بغصة في صدري كأني أتقاسم معها ألم الإنهيار و أطلب منها أن لا تبكي لأني سأبكي من أجلها و أنهار و أصرخ أما هي فيجب أن تبقى قوية لأنها شخصية رئيسية و لا بد لها من هذا ، أحيانا أظن أننا نخطئ كثيرا في حق أبطال الروايات نجعلهم يعيشون أقسى الألام نجرب فيهم كل تجارب الحياة و خيبات القدر و نطلب منهم أن يبقوا أقوياء أن لا ينهاروا أن لا يتألموا لأنهم أبطال يجب أن يواجهوا و يتحملوا لو كانت تلك الشخصيات الرئيسية التي نخترعها و نعذبها تعيش في عالم ما ، لما سمحتنا و لتمنت لنا أقسى أنواع العذاب لم تكن النار لتشفي غليلها و لا سكب رماد جثثنا في البحر يطفي الجمرة التي بقلبها ، ربما لتبادلت معنا الأدوار و أجبرتنا على التحمل و العيش كدمية مدى حياتنا ، أن تعلم أن حياتك مجرد قصة على ورق يكتبها شخص عانى من الخذلان فيجعلك تعيش ضعف ما عاشه هو ليشعر ببعض التحسن فقط متناسيا أن تلك حياتك و ما أنت إلا خيال و وهم و دمية في مخيلته .
لكنه أيضا يتأذى يضيف خيباتك إلى باقي خيباته ليعيش معك الدور يبكي لبكائك ، لوحشة بقائك وحيدا لألمك لفقدانك لأحبتك لأنك في الأصل جزء منه أنت هو على الورق يؤذيك و يؤذي نفسه بتلك المشاعر ، علاقة وهمية غريبة بين الكاتب و شخصيات الرواية التي أشعر بها في رأسي و أسمع حواراتها و لقال لي شخص أنها غير موجودة لأجبته أنها تعيش في داخلي و يمكنني أن أميز صوت كل واحد منهم من أنينه فقط ، فهم أطفالي ...

لست وحيدا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن