انتهى جمال من حمامه سريعا فهو معتاد على الاستحمام بسرعة في النادي ووقف ينتظر رامي الذي تأخر كثيرا طرق جمال الباب عليه
ثم قال " اسرع يا رامي "
ولكنه لم يرد عليه فانتابه القلق
فبادر وسأله "رامي هل انت بخير"
ولكن اجابة لم تاتي فتح الباب ليتأكد ما إذا كان رامي بخير فوجده عاري الثياب غافٍ في نوم عميق بسبب التعب شعر جمال بالقلق حاول ايقاظه
"رامي افق رامي هل انت بخير "
ويلمسه على كتفيه حتى أفاق وما إن رأى جمال أمامه صفعه على وجهه بقوة
وقال " اخرج من هنا بسرعة "
شعر جمال بإطرابات وتخبط بالمشاعر لم قد فعل ذلك ؟ هل يعقل انه يظن انني فعلت به شيء بينما هو نائم ؟!
لا يهم فأنا كنت سأقوم بتلك المهمة مهما كانت صعبة لا بأس بالضرب اذا كان سيشفى ...
خرج رامي وهو يوجه نظرات حقيرة نحو جمال وتوجه إلى المشالح ارتدى بذلته وانطلق للخروج من النادي وهو غاضب
عند باب النادي كان جمال واقف هناك
جمال : توقف ألن تقدم لي تبرير لما فعلته ؟
رامي : لأنك دخلت علي وانا استحم
جمال : وما الخطأ في ذلك حسبت انك قد فقدت وعيك من جديد لا تنسى ان ضغطك انخفض رغم انك سبق واحتسيت القهوة
رامي : لكن الموقف كان صعب علي لانني كنت عار امامك
جمال : ألم تتجاوت تلك الوسوسة بعد حسنا لا بأس يبدو انني ادين لك بإعتذار رامي انا لم أقصد ان اسيء اليك بشيء او ان ازعجك او ان اضرك بأي طريقة كانت كل ما فكرت به هو صحتك لا اكثر اعتذر على اهتمامي لأمرك انا اسف جدا .
كانت هناك دمعة تغص في عينا رامي فهو يعلم أن لا ذنب لجمال وأنه يستحق فرصة بل فرص وانه انسان طيب جدا وبريء الأفعال
ثم قال رامي : لا داعي فانت لم تخطئ ابدا وانا الذي يجدر بي الاعتذار آسف على ردة فعلي المغفلة تلك .
جمال : لا بأس لكني لن ادعك تذهب لوحدك إلى المنزل انت مرهق ماذا اكلت اليوم ؟
رامي : شكرا على اهتمامك ، لا أذكر جيدا شطيرة من المربة في الصباح ووجبة خفيفة
جمال : فقط !! اتعتبره طعام اعطني مفتاح السيارة انا سأقود ، وأضاف بثقة : لا تخف فأنا بقربك
صعدا السيارة كان جمال يقود بتجاه أحد المطاعم بينما يحدق رامي به عن قرب يتأمل كل ملامح وجهه العيون الأنف وتقاسيم الوجه الملائكية
سأل جمال رامي "ما هو طعامك "
سؤال عجيب لم يتوقعه رامي ولم يعرف جوابه منذ اختفى الذين يسألاه ويعرفان اجابته فرد عليه " لا يوجد شيء محدد جميع الأطعمة تؤكل وتهضم "
كانت الاجابة مستفزة بالنسبة لجمال ولكن لم يعطي الأمر اهمية تذكر واستمر في القيادة بينما عاد رامي إلى التحديق به إلى أن وصلا إلى مطعم راق .
جمال : لقد وصلنا انزل
اقفل جمال السيارة ، تعجب من سلوك رامي فقد وقف كالحيران امام باب المطعم ينظر باستغراب فقال له
جمال : لا تقلق الفاتورة على حسابي
ووضع يده على خصر رامي وشده فاحمر خدا رامي خجلا .
دخلا كانت ما تزال يد جمال تحيط برامي من الخلف أتى نحوهما أحد العمال في المطعم وسألهم
-كيف يمكنني خدمتكما ؟
رامي يحدق بالصالة الضخمة والأضواء الذهبية التي تملأ تلك الصالة واللوحات الفني المعلقة على الجدران الزخارف التي تغطي الأعمدة في تلك الصالة الضخمة كما لو أننا عدنا آلاف السنسين إلي عصر الرومانيين القدماء وجميع الأشخاص يلبسون من أفضل الثياب والملابس والأحذية حتى الكراسي كانت ثمينة مغطاة بالجلد الأسود
اجاب جمال : نعم اريد طاولة لشخصين على التراس او في الطابق العلوي
العامل : من حسن خظكما أن الطابق العلو خال تماما لأن الفرقة العازفة في الطابق العلوي تغيبت
جمال : نعم هذا افضل لأننا نريد الانفراد في الكلام والخصوصية في ذلك الوقت حدق رامي بفرقة الأوبرا ثم نظر نحو جمال إنه يرتدي طقما أسود اللون وقميص أحمرا وربطة عنق كحلية اللون وحذاء راق جذاب توجها الى الطابق العلوي نظر رامي لجمال فأشار إلى الطاولة الأكثر بعدا وتفردا لم يركز رامي كثيرا ومشى برفقته إلى تلك الطاولة اتى عامل آخر يحمل بيديه قوائم الطعام فأشار جمال له قأنزل العامل رأسه فقام بال همس في اذنه رامي وحتى أنا لم نتمكن من سماعه ثم قال
جمال : رامي أنا سأطلب الطعام ويمكنك أن تشارك باختيار المشاريب .
ثم وجه نظره إلى العامل وطلب : قطعتان من اللحم المشوي ووعاء كبير من سلطة التونة وحساء الخضار مع العدس دون بطاطا وطبق من الأوزي أكثر من الكسرات عليه
نظر العامل نحو رامي ليعرف المشروبات
رامي : ما رأيك بالقهوة او عصير البرتقال او عصير الفواكه
جمال : دع القهوة حتى النهاية سنأخذ اثنان من عصير الورد الأحمر حلو المذاق
ذهب العامل ليجلب الطلب شعر رامي بالملل فأخرج علبة السجائر واخذ سيجارة واشعلها فنظر جمال نظرة ازعاج نحوه ثم سأله
جمال: لماذا تدخن ومنذ متى ؟
رامي: عندما بدات التدخين كان بسبب الحزن لا اذكر الوقت ابدا .
المزيد من الاخفاء بدافع عدم شفقة الآخرين عليه
جمال : والآن لماذا ؟
رامي : لأني اصبحت أفعل ذلك دون النظر إلى السبب فقد اصبح جزء من حياتي
ابتسم جمال ونظر بقوة وقال : الم تقرر ان تتغير ولذلك اتيت الى نادينا
رامي : هذا صحيح وماذا في ذلك ؟
جمال : الرياضة والتدخين لا يجتمعان معا ابدا إما أن تنسى التدخين او أن تنسى هدفك من الرياضة
رامي : حسنا لا بأس ، بكل الأحوال انا لا اشعر بالحزن الآن شكرا على هذه الامسية الجميلة
ثم أطفأ السيجارة
جمال : انت انسان مختلف جدا وهذا يجذبني إليك كثيرا اريد ان اكون اكثر تقربا إليك
رامي : ما يمكننا أن نكون أكثر مما نحن عليه الآن
جمال : اريدك أن تكون صديقا لي نفعل كل الأشياء التي يفعلها الأصدقاء
رامي ابتسم وشعر أن جمال كالأطفال ليطلب ويجاهر بهذه الطريقة المباشرة ثم رد : حسنا
فجأة بدأ صوت ماء يخرج ويخدق منهمر في الطابق العلوي كانت هناك نافورة ماء قرب مكان جلوسهما وانطفأت جميع الأنوار ابعد السقف المتحرك من فوقهما والألعاب النارية تتفجر بالقرب منهما وقف رامي ليشاهدها عن قرب فأتى جمال ووقف بجانبه على اليسار وإلى الخلف قليلا بينما وبدأ العمال بالخفاء بإدخال الشموع المشتعلة إلى الطابق العلويلم يلحظها رامي لأنه كان منبهر بجمال مشهد الالعاب النارية الرائعة ونافورة الماء والرطوبة المنبعثة منها إضافة إلى أن الأضواء كانت منطفئة وفجأة كانت إحدى المفرقعات قريبا جدا منهما وعندما تبعثرت فزع رامي وختبأ بين ذراعي جمال وأخفى وجهه في صدره وذراعاه تمسك قميصه الإحمر بشدة فقام جمال بحتضانه واشعره بالأمان وقال بصوت حنون ودافء رقيق وجذاب مليء بالثقة "ألم أخبرك عندما اكون برفقتك لا تخف أبدا " فأجابه رامي "إذا ابقى برفقتي" فرد عليه بابتسامة " حسنا حسنا لا تقلق انتهت الألعاب النارية " ابتعد عنه فوجد أن لا أثر لها كطفل صغير تماما والدموع تتلألا في عينيه
رامي " تعال لنرى البحرة ( النافورة) اريد ان الاعب الماء" قليلا
جمال : حسنا
ثم بدأ صوت موسيقة رومانسية رقيقة جدا تأسر سامعها تدخله عالم الخيال الساحر وتنبت بداخله حبا نظر كل منهما إلى الآخر نظرات أمل كان الشموع تتوهج وتبهج الجلسة تريح النظر نزع كل منهما المعطف الخاص به وعلقها على كرسييه بعدها مد جمال ذراعه نحو رامي وجعل راحة يده للأعلى وقال " اتسمح لي " فوضع رامي يده فوق يد جمال وقاطعه "هلا فعلنا ذلك " تشابكت الأصابع وتقاربت الوجوه وتناغمت الأرواح وضع رامي يده على كتف جمال بينما وضع جمال يده على خصر رامي وترك كل منهما جسمه يعبر عن احاسيس الإعجاب المتبادل والحب العفوي والسعادة بينما النظرات لم تقطع وصال والابتسامات لم تقطع فرحة
سأل رامي جمال : متى بدلت ثيابك ؟
اجاب جمال : بينما كنت نائما هل اعجبتك ؟
ابتسم رامي : نعم انها جميلة جدا بعد أن ارتيدتها انت ذوقك في الثياب يعجبني
جمال : اذا دعنا نخرج معا للتسوق
رامي : لا امانع البتة
ومع مرور الوقت كانت المسافة بينهما تقل فيد رامي اصبحت على كتف جمال لكن من الحلف احاطت بيده إلى أن انتهت الموسيقة الرومانسية تلك فجلس كليهما وبدأ النادل بإحضار الوجبالت .
أنت تقرأ
ابقى برفقتي
Randomالحب المحظور وتجارب الفشل المتتالية والرفض المتوالي يدمر مجتمعات بأكملها وعلى قمة هذا الحب تتربع المثلية الجنسية وفي هذه قصة تجربة عابرة من التجارب الكثير التي دمرت قلوب الكثيرين