خرجت من مكتب الاستاذ زياد وبيدي الملف ، حررت دراجتي الهوائية ثم انطلقت في مهب الريح نحو عيادة الدكتور عماد ، الرياضة حياة ، الطرقات هي الدنيا نرى فيها كل شيء من عجائب ، روائعة ، مخاطر وحوادث ، نتعلم الكثير ، آه كم جلس بين تلك الجدران الباردة ؟ منعزل في تلك الشقة الصماء ، فأصبح هذا الانسان الغريب ، ليس لديه اي خبرات ، لا علم له كم يحمل نسيم الهواء الذي يلامس وجهه من خبرات ؟ ربما النجاح الدراسي في الكتب ، لكن النجاح الحقيقي ، بان يكون الشخص دائما فياض بالفرح ، فهو في الدنيا وتجاربها ، فما فائدة امتلاك رخ محاصرة أليست مقتولة ، هذه اسوأ استراتيجية حياتية رأيتها ، الموت بالاختناق المديد ليتك يا رامي تعطيني فرصة ، ان احيا معك برفقتك والى جانبك دائما ، ها انا على وشك الوصول ، مهلا! انه رامي ماذا يفعل عند الدكتور عماد ؟ يبدو أنني مضطر للحديث معه .
وضع جمال الدراجة بالقرب من سيارة رامي ، اقترب نحوه ، حاول ان يفترس فرصة الحديث معه ، مد يده لمصافحته ابتسم بطريقة لا تكاد تميز انها ابتسامة حتى .
-مساء الخير رامي .
- اهلا مساء النور .لم يبدي رامي اي تعابير ، إلا أن نظراته انسكبت على الأرض ،اصبحت رمشات جفونه واضحة فغدى يرمش ببطئ مطولا ، فأكمل جمال
-كيفك حالك الآن ؟ .
-انا بخير ، شكرا لاهتمامك .
-ماذا تفعل هنا ؟.
-انتظر الدكتور عماد ، سأقوم بتوصيله إلى منزله الليلة ، ماذا عنك ؟
-اعطاني الاستاذ زياد هذا الملف ، طلب مني ان اوصله إلى الدكتور عماد .كلاهما يريد ان يتكلم عما حدث في الليلة الماضية ، لكن الأمر صعب ، لا مجال لفتح نقاش كذاك ، المكان غير مناسب ، حتى الكلمات المعبرة مفقودة ،
خرج السكرتير الخاص بالدكتور عماد من البناء ، فاتجه نحوهما فاخبرهم-سيد جمال ، سيد رامي، الدكتور عماد غادر العيادة بالفعل ، انا قمت باغلاق العيادة أيضا ، اذا كنتما تريدان شيء من الدكتور عماد عليكما ان تعودا بيوم آخر ، اتمنى لكما ليلة طيبة ثم غادر .
نظر رامي نحو جمال ، ثم سأله بتردد-ماذا ستفعل الآن ؟
-علي ان اتصل بالاستاذ واخبرهاخرج جمال هاتفه المحمول من جيبه ، اتصل بزياد
-لم اجد الطبيب هناك
-لا بأس لا عليك
-ماذا افعل بالملف ؟
-يمكنك فتحه بعد ان تتأكد من تحقيقك هدفك ، اي ان تصبح صديق رامي الحقيقي، وتبني معه علاقة صداقة جيدة ، فيصبح قادرا على ان يخبرك بأسرار حياته المريرة ، التي جعلت منه هذا الشخص القاتم الذي تراه امامك .
-حسنا سيدي تصبح على خير
-اتمنى لك ليلة طيبة
أنت تقرأ
ابقى برفقتي
De Todoالحب المحظور وتجارب الفشل المتتالية والرفض المتوالي يدمر مجتمعات بأكملها وعلى قمة هذا الحب تتربع المثلية الجنسية وفي هذه قصة تجربة عابرة من التجارب الكثير التي دمرت قلوب الكثيرين