اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
⠀
⠀ - yoongi -
خارت قواي كُلياً حتى ما عادت قدماي تحملانني .. وتتابعت خطاي الى الخلف بوتيرةٍ مُضطربة حتى أستند جسدي على احدى المقاعد وسط تلك الغرفة الواسعة وطنين ذلك الجهاز المتواصل يخترق اذناي ويعلو داخل رأسي ..
بشتى الطرق حاولت اسعاف حياته .. حاولت ابقاء نبضات قلبه حاضرة حاولت الامساك بشتات روحه .. لكنها غادرت للبعيد ..!!
"الساعةالثانيةواثنتاعشرةَدقيقة .. فقدناالمريض !!" علا صوت الممرضة التي تقف جوار ذلك السرير الذي يحتضن جسده تُشير الى وقت وفاته وتدونها كأنها هي الاخرى تُعاتبني على فقد مريضي بين يداي !!
حين تكون انت ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحياة والموت .. لا احد يعرف هذا الشعور اكثر ممن هم يمتهنون هذا الاختصاص !!..
القاسي في الامر حين يظهر عجزك عن فعل شيء .. حين ينفذ عداد الحياة وتضطر لتسليمه للموت وهو بين يداك .. حين تكون انت الشخص الذي يقف جواره في لحظات حياته الاخيرة ..!!
انها المرة الثانية لي هذا الشهر .. ان افقد مريضي اثناء جراحته .. كانت الاولى لأمرأة سقطت عن السلم وهي حاملٌ بجنينها ذا السبع شهور .. ولد هو لكنها توفيت اثراً لمُضاعفات الولادة وتحطم عمودها الفقري ..
هذا الرجل اتى الينا اليوم كحالةٍ طارئة كذلك .. حادث سيارة اودى بحياته .. توقعت له النجاة كانت اصابته بالغة .. كان يُعاني اثر تحطم فقراته كذلك توقعت ان ينجو ويقضي حياته على كرسيٍ مُتحرك مشلولاً .. لكن اصابة رأسه نفت كل احتمالاتي !! نزيف وانفجار تلك الشرايين الصغيرة داخل جُمجمته اثر تحطمها كان اشد فتكاً ..
"سيونا .. اخبريابنتهبالامر .." كلمت احدى المُمرضات جواري ..فلا طاقةَ لي بنقل الامر بنفسي .. لا اعلم كيف لابنته تحمل ثقل هذا الخبر .. كانت بحالٍ مُزرية اساساً !!
