اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
⠀
⠀ ⠀ ⠀- taehyung -
في الطفولة تكون أسئلة الآباء فضولية للتقسِ عن أحوال أبنائهم ، لمعرفة تلك الافكار الصغيرة التي تعج بمخيلتهم البريئة ، لرؤية العالم ذاك الذي يقبع تحت ستار أجفانهم ، لكن في مرحلةٍ ما تُصبح مُثيرة للأسى ، وكإنها أشبه بمحاولةٍ اخيرةٍ بائسة ليبقوا مُتابعين لأخبارهم فقط ، ليشعروا بـ انهم ما زالوا جزءاً من حياة أبنائهم ، تلك التي كانو هم جزءاً منها يوماً ما ..!!
عند منابت الطفولة ، كنتُ أعيش في منزلٍ دافئ ، كانت تزورهُ الشمس في كل صباح ، ويُنير أركانه ضيها البرتقالي عند كل غروب ، كانت له نوافذٌ ضخمة ، وستائرٌ مُزاحة طول الوقت ، مُكدسةٌ طياتها الى بعضها ومركونةٌ الى الجوانب ، كم كنت أجدها ضخمةً في طفولتي ..
بدايةً مع كلا والديَّ ، ثم وحيداً مع والدي وجرونا الصغير منذ أن هجرتنا والدتي بعد مرضٍ عُضال اودى بحياتها ليسلبها منا منذ وقتٍ طويل فـ لا أذكر الكثير عنها ، غير إنه اخذها رفقة الدفء والبهجة ، رفقة طفولتي واجزاءاً من والدي ، هي رحلت ، ورحل معها كل شيء ..!!
تلك الأحايين ، حين كنت آتيه سائلاً ، أحاول استحضار الذكريات ، كان هو يجعل الامر ضبابياً اكثر في ذهني ، لا أذكر انني حزنت أو بكيت لأجلها ، فقد كنت جاهلاً لحقيقة الامر ، كنت أشعر بالحنين لكيانٍ دافء لطالما عشش في ذهني ، غير إن لا يقين على وجوده ..!!
غير إن كل هذا قد ظل في ذهني ، هذا وما تلاه ، كـ تفاصيلٍ صغيرةٍ للغاية لطالما عاشت وعايشت ايامي ..!!
ذات مرة حين كنت في المدرسة الابتدائية ، تم الترتيب لمهرجانٍ صغير تقيمهُ كـ طقسٍ سنوي لطلاب الصف الرابع ، نتشارك فيه تمثيل مسرحيةٍ صغيرة ، أذكر يومها انني مثلت فيه دور جندي من حرس الاميرة التي اخذت دورها جميلة الفصل ، الفتاة الاكثر ثراء في قريتنا الصغيرة في دايغو ..
ذلك اليوم وجدت جميع زملاء صفي برفقة كلا والديهم ، جميعهم دون استثناء ، الا والدي الذي حضر بمنتصف المسرحية ، ولا زالت صورته المرهقة ، لهثات تعبه ، عبثيةُ ربطة عُنقه ، وكُميه المطويين لقميصه الحريري ابيض اللون ، عالقة في ذهني ، أتى جرياً الي ، وأدرك انه لا يستطيع ترك عمله بسهولة ، لكنه اتى ..!!
